الأخبار

الانتخابات التركية.. سيناريوهان وأيام «عصيبة»

 

26

 

ترجيحات بتشكيل ائتلاف حاكم بين العدالة والتنمية والحركة القومية أو اللجوء لانتخابات مبكرة.. وساسة تركيا مقبلون على مفاوضات «صعبة»

بات الغموض سيد الموقف فى تركيا، بعد فشل حزب العدالة والتنمية الحاكم فى الفوز بالأغلبية المطلقة فى البرلمان الجديد، للمرة الأولى منذ 13 عاما، وتوقع مراقبون دخول البلاد أيام عصيبة بالتزامن مع مفاوضات تشكيل ائتلاف حاكم، فيما يبقى سيناريو اجراء انتخابات مبكرة مطروحا بقوة حال فشلت جهود تكوين ائتلاف.

ولعل الأمر الذى بات مؤكدا هو عدم تمكن حزب العدالة والتنمية من إجراء التعديلات الدستورية التى اقترحها الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، لتحويل نظام الحكم إلى نظام رئاسى، إذ كان هذا الأمر يتطلب حصول الحزب على أغلبية الثلاثة أخماس (330 مقعدا).

كما أن حصول الحزب على نسبة 40.7%(258 مقعدا) فقط من الأصوات، لن يمكّنه من تشكيل الحكومة بمفرده، وهو ما يدفع به تجاه أحد الاحتمالين؛ إما تشكيل حكومة ائتلافية، أو تشكيل حكومة أقلية لتسيير الأعمال، وإجراء انتخابات مبكرة.

ورغم تصريح مسئولين بحزب العدالة والتنمية بأنهم لن يشكلوا حكومة ائتلافية مع أى من الأحزاب الأخرى، وسيقومون بالدعوة لإجراء انتخابات مبكرة، إلا أن بيان لأردوغان، صدر ظهر أمس، حملة دعوة ضمنية للأحزاب، للعمل على تشكيل ائتلاف حاكم.

من جانبه، قال إسلام ايزكان، المحلل السياسى التركى لـ«الشروق»: إن كل الاحتمالات تبقى مفتوحة حاليا، مشيرا إلى صعوبة تشكيل حكومة ائتلافية، بناء على تصريحات مسئولى العدالة والتنمية، إلا أنه أكد أنه ليس هناك شىء محسوم.

واستبعد ايزكان أن يتحالف الحزب الحاكم مع غريمه التقليدى، حزب الشعب الجمهورى، مؤكدا أنه إذا ائتلف العدالة والتنمية مع حزب آخر فإنه سيكون إما الحركة القومية أو الشعوب الديمقراطى الكردى، مشددا على «صعوبة الأخيرة، نظرا لمطالب الأكراد بحكم ذاتى فى المناطق الشرقية».

بدوره، أيد على باكير، الباحث بالشئون التركية، وجهة النظر ذاتها، مشيرا إلى أن التحالف مع حزب الشعوب «قد يكون له نتائج إيجابية داخليا لكن سيئة خارجيا»، بينما التحالف مع الحركة القومية الأكثر ترجيحا، «قد يكون له نتائج سيئة داخليا لأنه يرفض المصالحة مع الأكراد، ولكن ربما على الصعيد الخارجى الوطأة تكون أقل».

ويبقى الشعب الجمهورى هو الاحتمال الأصعب فى هذا الشأن، إلا أن تقرير نشرته شبكة «سكاى نيوز» قال إن هناك إمكانية لأن يتخلص رئيس الوزراء، داود أوغلو، من سطوة أردوغان، ويفتح المجال لإعادة الحيوية لحزبه، خصوصا أن زعيم حزب الشعب، كمال كيلجدار أوغلو، طرح برامج إصلاحية واقتصادية.

ورغم ترجيح عدد كبير من المراقبين أن يجمع الائتلاف الحاكم بين العدالة والتنمية والحركة القومية، قال زعيم الأخير، دولت بهجلى: «إذا فشل العدالة والتنمية فى إبرام تحالف مع أى من الحزبين الآخرين، فيجب حينئذ إجراء انتخابات مبكرة»، غير أنه لم ينفِ إمكانية التحالف مع الحزب الحاكم صراحة.

وفى حال ما تحالف الحزب الحاكم مع القوميون أو الأكراد، فإن أيام «عصيبة»، تنتظر تركيا، نظرا لصعوبة مفاوضات تشكيل الائتلاف، والتنازلات التى يجب أن يقدم عليها العدالة والتنمية حتى يحصل على شريك فى الحكم، وفق مراقبين.

ويبقى السيناريو الثانى، وهو تشكيل حكومة أقلية والدعوة لانتخابات مبكرة، مطروحا بقوة، فبحسب الدستور التركى، يحق لأردوغان الدعوة إلى انتخابات مبكرة بعد 45 يوما من إعلان النتائج فى حال عدم تشكيل حكومة ائتلافية.

ويرى البعض أن حزب العدالة والتنمية بدأ الضغط على الناخبين عبر الوضع الاقتصادى لتعديل اتجاهاتهم فى الانتخابات المبكرة لصالحه، بما يعنى العودة إلى «رشدهم وتفضيل الاستقرار»، الأمر الذى بدا واضحا فى عنوان صحيفة «ستار» الموالية للحكومة بأن الناخب صوت لعدم الاستقرار، إضافة إلى التراجع الحاد فى البورصة التركية فى اليوم التالى للانتخابات.

 

الشروق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى