“إيهاب” يبحث عن “كليته” المفقودة فى معهد ناصر

 

بعد عام من إصابته بالفشل الكلوى، ومعاناة لا يمكن وصفها، قرر «إيهاب» إجراء عملية زراعة كلى، ولم يجد سوى شقيقته سنداً له، فتبرعت له بكليتها على أمل أن يسترد عافيته من جديد، الأمل الذى لم يتحقق، فخرج من غرفة العمليات مصاباً بعدة جلطات، وأصبحت شقيقته بكلية واحدة، أما مصير الكلية المستأصلة فبات مجهولاً، بعد أن تباينت ردود المستشفى بشأنها، دون وجود تقرير يزيل هذا الغموض.

كان إيهاب حسين مدبولى قد وقع اختياره على مستشفى معهد ناصر لإجراء العملية، وبعد أن خضع لعدة تحاليل وإشاعات كلفته ما يفوق الـ25 ألف جنيه، وفق روايته، حدث ما لم يتوقعه مطلقاً، فتقول شقيقته أسماء حسين: «أخويا دخل غرفة العمليات، وأصيب بجلطة فى غرفة العمليات، وبعد ما خرج من العمليات دخلوه تانى العمليات 2 ونصف بالليل لحد 5 الصبح دون علمنا، وعرفنا إن الدكتور كان بيحاول يلحق الجلطة، وللمرة الثالثة حاولوا يدخلوه العمليات عشان يحاولوا يدوبوا الجلطة اللى فى الشريان الرئيسى للكلى، لكن قالوا بعدها بلاش عشان هيكون هناك خطورة عليه».

يحكى «إيهاب» عن الإهمال الذى لاقاه فى المستشفى، أنه بعد الانتهاء من جميع الإجراءات والاستعداد للخضوع للعملية، اضطر إلى الانتظار لمدة 3 ساعات على عربة «الترولى»، بسبب عدم جاهزية أدوات التعقيم وقتها، مشيراً إلى أنه يعيش حالياً بكلية واحدة منهكة، ومصاب بعدة جلطات فى القدم اليمنى، وجلطة فى الشريان الكلوى، كما تعيش شقيقته بكلية واحدة أيضاً: «إزاى يحصل كده وقت العملية رغم إنهم عملولى تحاليل قبل العملية، وتأكدوا إن كل حاجة تمام؟ إزاى يحصل لى جلطة فى الشريان الكلوى، ويدخلونى تانى للعمليات الساعة 2 ونص، وجلطة فى الشريان الوريدى بالقدم اليمنى والدكاترة يضطروا يركبوا ليا فلتر عشان الجلطة متنتقلش إلى الرئة».

أكثر ما يؤلم «حسين» هو مصير شقيقته المتزوجة ولها أطفال، بخلاف حسرته على الكلى المستأصلة التى راحت هباءً: «المفروض تتسلم الكلية تانى لينا، أو نعرف مكانها، فى الأول قالوا مش موجودة، وبعد كده فى النفايات، أو فى معمل الباثولوجى، ورافضين يدونى تقرير بالحالة».

من جانبه نفى الدكتور عماد الحديدى، نائب مدير معهد ناصر، ضياع أو سرقة الكلى التى تبرعت بها «أسماء» لأخيها، مشيراً إلى أن المضاعفات التى يعانيها المريض طبيعية، نتيجة دخول جسم غريب لجسد المريض، وتم تكليف لجنة للتحقيق فى الأخطاء التى حدثت أثناء عملية الزرع، وأدت لحدوث جلطات فى مناطق متفرقة من جسد المريض: «الكلية تم زرعها فى جسم المريض، وفتحنا تحقيق عشان المشكلة اللى حصلت فى الزرع».

 

 

 

الوطن