الأخبار

«السيناوية» بين نارين:

106

 

«مرحب شهر الصوم» نغمات انطلقت من مذياع منزل السيدة الأربعينية، ذكرتها بأن أياماً قليلة تفصلها عن الشهر الكريم، خرجت بعدها فى جولة بالأسواق وفى يدها تحمل قائمة بخضراوات وياميش رمضان، فى محاولة للخروج من حالة الكبت والقلق التى يعيشها أهالى شمال سيناء، لكن دقائق قليلة واختفت علامات الفرحة بالشهر الكريم، وحلت محلها صدمة بالغة من ارتفاع الأسعار.

لفة قمر الدين بـ30 جنيهاً، الطماطم بـ8 جنيهات، الدواجن البيضاء 20 جنيهاً، والحمراء 22 جنيهاً، أسعار لم تتفاجأ بها «سعدية حمدان»، ربة منزل، فالاستعداد للشهر الكريم الذى تنتظره كل سيدة من العام إلى العام أصبح أمراً مستحيلاً على الأسر من ذوى الدخل المنخفض «ساعة ونص بين البياعين، يقولولى الحظر هو السبب»، إجابة موحدة تلقتها السيدة الأربعينية بأسى بالغ بعد أن قرر التجار تحميل الأزمة على كاهل المواطن وحده، ووضع التسعيرة «على الكيف» وفق قولها: «أنا ميزانيتى ماتعديش 500 جنيه طول الشهر، ولسه عندنا عزايم، لكن بالأسعار دى يبقى كويس لو عيالى فطروا لآخر الشهر».

«استمرار الحظر، رفع مستمر للأسعار»، دائرة مفرغة يدور بداخلها «حسام الكاشف»، أحد أهالى العريش هو وبقية أسرته التى عانت من ارتفاع أسعار الفاكهة والخضراوات، قائلاً: «هى دائرة بتلف، التاجر يزيد عليه سعر الشحنة، فالبائع يعلى عليه سعر البضاعة، فالمواطن يتصدم فى الآخر، وكلنا بنلف فى نفس الدائرة».

وسائل عديدة وقرارات متنوعة جهزتها وزارة التموين لمواجهة الأزمة مع دخول الشهر الكريم، حسب محمود عبدالعزيز، مسئول منظومة الخبز والتموين بالوزارة، منها «زيادة أعداد المجمعات الاستهلاكية ومنافذ البيع، وزيادة الكميات الغذائية من لحوم ودواجن وخضر وفاكهة، ومستلزمات رمضان، وتحديد أسعار مناسبة، مع تنشيط عمليات المراقبة»، مؤكداً أن الحكومة بتعليمات رئاسية تسعى لمحاربة «مافيا غلاء الأسعار» فى جميع المحافظات، وبالأخص سيناء، جنوباً وشمالاً. وأضاف «وكلاء وزارة التموين فى سيناء يكثفون الحملات التموينية، بالإضافة إلى تشكيل لجان للمرور عليها، والإشراف على توفير السلع وبيعها للجمهور بالسعر الرسمى».

 

 

 

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى