الأخبار

أحمد موسى “ابن النظام”

103

قال الدكتور أسامة الغزالى حرب، رئيس مجلس أمناء حزب المصريين الأحرار، إن الرئيس عبدالفتاح السيسى لم يُلزم نفسه ببرنامج محدد، وهو ما يجعل محاسبته مسألة صعبة، مشيراً إلى أن إدارة السيسى بشكل عام ليس لها إطار منظم أو مجالس يمكن الاعتماد عليها فى الترشيد أو وضع سياسات معينة، مشيراً إلى أن هناك عنصرين يعملان ضد الرئيس الآن أحدهما الإخوان والآخر النظام القديم. وأضاف «الغزالى»، فى حواره مع «الوطن»، إن علاقة الرئيس عبدالفتاح السيسى بالشباب، تمر بأزمة لا بد من تداركها فوراً من خلال الإفراج الفورى عن جميع الشباب المحبوسين، وليس بعضهم، لأن كل يوم يمر عليهم فى السجون يؤثر على الرئيس وشعبيته، كما أن السياسة عند المواطن البسيط أن يجد احتياجاته اليومية من تعليم وصحة ومأكل ومسكن، وعدم توافر تلك الحاجات الأساسية يسحب من شعبية السيسى.. وإلى نص الحوار:

■ ماذا كانت أسباب خلافك مع «موسى»؟

– خلافى مع «موسى» ليس خلافاً شخصياً على الإطلاق، لأنه كان زميلاً صحفياً فى الأهرام، وعلاقته طيبة مع زملائه، وكان من النوع «الخدوم» بصفته محرراً لشئون وزارة الداخلية، وعندما يحتاج أحد منا إنهاء أى من الأمور المتعلقة بالوزارة، كتجديد رخصة القيادة مثلاً أو شىء من هذا القبيل، كان يذهب إلى «موسى» على الفور وكان يسهم فى إنجاز الأمر، ولكن الخلاف بدأ عندما أخذ «موسى» يهاجم ثورة 25 يناير فى أكثر من حلقة ببرنامجه، ويتهم كل من شاركوا فيها بأنهم مرتزقة وعملاء وتلقوا تدريبات فى الخارج، وطبعاً هذا الكلام إهانة للثورة، وغير مقبول، لأن ثورة 25 يناير كانت ثورة شعبية، اعترف بها العالم كله وخرج فيها ملايين المصريين إلى الشوارع والميادين فى كل المحافظات، وليس القاهرة فقط، فضلاً عن الأحداث التابعة لها، والعالم كله وقف لها احتراماً وبالتالى فإن أى محاولات لتشويهها أو وصفها بأنها من أعمال المرتزقة وما إلا ذلك، غير مقبول نهائياً.

■ ما تفسيرك لهجوم «موسى» على الثورة؟

– جميعاً نعرف أن أحمد موسى ابن النظام القديم، وينتمى إليه بشكل أو بآخر، وعلى علاقة وطيدة برموزه، وكنت كتبت مقالاً فى الأهرام بعنوان «الثورة المضادة»، تحدثت فيه عن رموز النظام السابق التى تحاول أن تنتقم لنفسها من القائمين على الثورة، والحجة الأساسية التى يستندون إليها هى استيلاء الإخوان على 25 يناير، ووصل الأمر إلى أنهم نجحوا فى الوصول إلى الكرسى وحكموا مصر لمدة عام، ولكننا جميعاً نعرف أن الإخوان ليسوا من قاموا بالثورة التى شارك فيها الشعب كله، وبعد أن كتبت هذا، رد هو فى برنامجه قائلاً إننى آخر من يحق له الحديث عن الثورة، واتهمنى بأننى كنت أجلس مع السفيرين الأمريكى والإسرائيلى، لأطلعهما على ما يدور فى الداخل المصرى، كما اتهم الشباب الذين أشعلوا ثورة يناير بأنهم مرتزقة الشباب، وهذا لا يمكن أن أقبله، ونتيجة هذا رفعت القضية وكان من السهل جداً كسبها لأن كلامه واضح، ولا يدخل فى حرية التعبير، وحصلت على الحكم ضده بالحبس سنتين.

■ هل تعنى أن «أحمد موسى» هو أداة «الثورة المضادة» للانتقام من 25 يناير؟

– لا أستطيع أن أقول ذلك، ولكن أحمد موسى يعبر بشكل أو بآخر عن هذه الفكرة، «موسى» يعبر عن عناصر النظام القديم وقواه التى هُزمت بعد ثورة 25 يناير الذى ينتمى إليه ويدافع عنه، كان يعمل مع الداخلية والنظام القديم، وأنا كنت أعمل مع النظام القديم والحزب الوطنى، لكن لفترة معينة وقررت أن أستقيل منه.

■ ولماذا لم يتم القبض عليه حتى الآن؟

– الذى أعلمه أن الإجراءات التى يجب اتخاذها نفذها المحامى، وأبلغ أقسام الشرطة، فى محيط مسكنه وعمله وأماكن وجوده بضرورة ضبطه، ما يستلزم أن تلقى وزارة الداخلية القبض عليه وفقاً للإجراءات المعتادة، ولكن هناك نوعاً من التجاهل للقضية الآن، ولا أعلم تفاصيله أو سببه، هناك نوع من تأجيل المسألة، من خلال الاستئناف وبعض الإجراءات القانونية.

■ كيف تفسر عدم إلقاء القبض عليه قبل حكم البراءة أمس؟

– أنا غير مهتم بأن يُسجن أحمد موسى، ليست هذه قضيتى، وإنما قضيتى هى احترام القانون، وإذا سلم نفسه غداً فأنا مستعد للتنازل عن الدعوى، ولكن يجب أن يشعر المواطن المصرى، أن هناك قانوناً يطبق على الجميع الكبير والصغير، وموسى ليس شخصية كبيرة ولا شىء، وحدث معه هذا، فما بالك بما يمكن أن يحدث مع شخصية هامة أو وزير أو لواء؟! أنا دائماً مؤمن بمبدأ أنه حيثما لا يوجد احترام للقانون، لا توجد دولة ولا توجد ديمقراطية.

■ إذا كنت ترى «موسى» ليس من الشخصيات التى تهاب الدولة القبض عليها، فلماذا إذن لم يتم القبض عليه؟

– بسبب علاقته بالداخلية، وهى الجهة المنوط بها تنفيذ الحكم بالحبس، وللأسف هم متقاعسون حتى الآن وكل ساعة يؤجل فيها تنفيذ القانون هو إهانة للدولة والقانون، ومرة أخرى لا تهمنى قضية أحمد موسى فى ذاته، ولا يشغلنى على الإطلاق حبسه، وأنا مستعد للتنازل عن القضية بعد أن يسلم نفسه بساعة واحدة.

■ إذن، أنت تعتبر عدم إلقاء القبض عليه إهانة للقانون.

– عدم تنفيذ الحكم قطعاً يسىء إلى القضاء والعدالة المصرية والدولة، وهذا لا يعنى أننى مهتم بأحمد موسى بل مهتم بعدالة القانون، نحن نشاهد فى البلدان الأخرى فى العالم المتقدم أن العديد من الوزراء والمسئولين يحاسبون ويحاكمون ويتم القبض عليهم، وهناك أمثلة كثيرة فى العالم على ذلك.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى