الأخبار

الإسرائيليون يستعيدون ذكرياتهم مع نجوم السينما المصرية

292

 

استعاد الإسرائيل يون ذكرياتهم مع الفيلم المصر ي الذي كان يعرض بعد الظهر يوم الجمعة من كل أسبوع في التليفزيون الإسرائيلي، هذا الأسبوع من خلال مشاهدتهم لفيلم وثائقي بعنوان «فيلم عربي »، مدته 60 دقيقة، ضمن عروض مهرجان تل أبيب لأفلام الوثائقية المعروف باسم «دوكافيف».

ايال ساجي بيزاوي (43 عاما) شارك في إخراج الفيلم وكتابة السيناريو مع سارة تسفروني، وهو ابن عائلة مصر ية، ونشأ في مستوطنة بات يام ويتحدث العربية بطلاقة.

אייל שגיא ביזאווי. צילום: בן קלמר

وايال باحث متخصص في الثقافة والسينما المصر ية، وهو مخرج ومحرر محتوى، وكاتب في الملحق الفني لصحيفة «هآرتس» الإسرائيل ية. كما أنه يلقي محاضرات عن السينما المصرية والثقافة الشعبية في العالم العربي في عدد من المعاهد والكليات الإسرائيلية، يلقبه المحيطون به باسم «كاهن الثقافة المصرية في إسرائيل»، بسبب تخصصه وتركيز كتاباته على الموضوعات الثقافية والسينمائية والفنية المصرية بوجه عام. وشارك بيزاوي بنفسه في بعض المشاهد التي لم يكن بالطبع يمكنه إخراجها بنفسه، فتولت سارة تسفروني ذلك.

أما سارة تسفروني فهي حاصلة على الدكتوراة في العلوم الاجتماعية من جامعة تل أبيب، وهي من مؤسسي «سينما الشمال»، وهو منتدى يضم مبدعي السينما في منطقة الجليل وشمالإسرائيل . وحصلت على جائزة التحقيق في مهرجان «دوكافيف» للأفلام الوثائقية عام 2014.

«فيلم عربي » يتناول عادة عرض فيلم عربي، وتحديدا فيلم مصر ي، على القناة الأولى بالتليفزيون الإسرائيل ي يوم الجمعة من كل أسبوع، لا سيما خلال سبعينات وثمانينات القرن العشرين. وقد ظهر عدة سوبترات للفيلم، من بينهم بوستر يظهر فيه النجم حسين فهمي راكبا دراجة بخارية وخلفه النجمة ميرفت أمين. كما ظهر بوستر آخر أكثر شمولا، حيث جمع صور النجوم عادل إمام، عمر الشريف، كمال الشناوي، حسين فهمي، ليلى مراد، فاتن حمامة، وسامية جمال. وهو من إنتاج شركة طرابلسي للإنتاج الفني.

ويرصد الفيلم الظاهرة الثقافية المسماة «عرض فيلم عربي بعد ظهر الجمعة» التي اجتاحتإسرائيل وجعلت الكثير من الإسرائيليين، سواء كانوا شرقيين أو غربيين أو فلسطينيين يتعرفون على نجوم السينما المصر ية بل ويتعلقون بهم أيضا.

وفي أسرة بيزاوي، كما هو الحال في بيوت الكثير من اليهود الشرقيين في إسرائيل ، تحولت مشاهدة الفيلم العربي يوم الجمعة إلى طقس عائلي دائم. ويصل الأمر إلى حد أن له عمة فقدت ابنها في حرب أكتوبر 1973 على الجبهة المصر ية، ولكنها تجد صعوبة شديدة في أن تكره المصريين وما زالت تداوم على مشاهدة الأفلام المصرية التي تفكرها بأيام صباها وشبابها التي عاشتها في مصر.

وقال بيزاوي إن الآراء المسبقة لدى الاسرائيليين منعتهم حتى من رؤية العناصر المكونة للمجتمع العربي كما يظهر في الأفلام، حيث كانت الصورة المترسخة للعربي في العقل الإسرائيل ي هي مجموعة من القرويين يجلسون أمام منزلهم المتواضع المبني بالطين لتنقية الفول إلى جوار مجموعة من الماعز.

ويكشف الفيلم أن الحسابات السياسية كانت وراء قرار إسرائيل بعرض فيلم عربي كل يوم جمعة، حيث كان الهدف توفير مادة ترفيهية للفلسطينيين في الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل عام 1967، لمنعهم من مشاهدة البرامج المعادية لإسرائيل في القناوت العربية المختلفة. ولم يتوقع متخذو القرار في هيئة البث الإسرائيلية أن الجمهور الأساسي لهذه الافلام سيكون هم اليهود الشرقيون، الذين كانت هذه الأفلام بالنسبة لهم بمثابة فرصة لاستعادة ذكريات وثقافة طفولتهم، ولم يخطر ببالهم أيضا أن الكثير من اليهود الغربيين سيعشقون هذه الأفلام أيضا.

وجاء في الفيلم لقاء مع يهود ي عراقي باسم سليم فتال، وهو مسؤول سابق في هيئة البث (افذاعي والتليفزيوني) الإسرائيل ية، وكان مسؤولا عن جلب الأفلام التي تصل إلى إسرائيل من الأردن عبر القدس الشرقية. وفي استوديوهات هيئة البث الإسرائيلية كان فتال ورفاقه يعدون نسخة فيديو خاصة بهم، ثم يقومون بإعادة هذه الأفلام إلى القدس الشرقية.

ويروي فتال أنه في مرحلة معينة أمر مدير هيئة البث، شموئيل ألموج، بإزالة الترجمة العبرية عن الأفلام المصر ية خوفا من أن تؤدي مشاهدتها بكثرة إلى «شرقنة» الجمهور الإسرائيل ي، أي تحويل مزاجه إلى الثقافة الشرقية بدلا من الغربية.

وتقول سارة تسافروني إن كلام شموئيل ألموج ورفاقه يدل على العقلية الإسرائيل ية في ذلك الوقت، حيث كانت الرغبة شديدة دا في تمييز إسرائيل عن العرب، عبر القول بأن العرب هم العرب «أما نحن الإسرائيليون فنتبع أوروبا».

ورغم قرار ألموج بإلغاء الترجمة العبرية، إلا أن هذا القرار لم يصمد أمام ضغط الجمهور الإسرائيل ي، خاصة اليهود الغربيين منهم، حتى وصل الأمر إلى البرلمان الإسرائيلي (الكنيست)، فتم إجبار هيئة البث الإسرائيلية على إعادة الترجمة العبرية إلى الأفلام المصر ية.

أحد عشاق الأفلام المصر ية هو يائير جربوز، الذي صنع فيلم فيديو، قام فيه بتصوير زوجته وهي تشاهد فيلما عربيا يوم الجمعة وتشرح القصة بالعبرية.

אייל שגיא ביזאווי. צילום: בן קלמר

ويقول ايال ساجي بيزاوي إن الفيلم العربي ما زال يعرض بعد ظهر الجمعة على التليفزيون الإسرائيل ي، ولكن بات يعرض على القناة 33 المخصصة للبث باللغة العربية، أما القناة الأولى التي كانت تعرض الفيلم المصر ي في الماضي فبات محتواها عبريا تماما، ولم تعد تعرض هذا الفيلم.

ولفت بيزاوي إلى أن مجموعة من النساء يظهرن في الفيلم الوثائقي، قد يعتقد البعض أنهن يهوديات شرقيات، ولكنه يقول إنهن فلسطينيات من الرملة. وحين سئل عن سبب عدم توضيحه لذلك في الفيلم، قال إن مسألة عدم تمييز المشاهد نفسه لليهوديات الشرقيات عن الفلسطينيات أمر يستحق التفكير. وأكد أن الكثير من اليهود الشرقيين الذين جاءوا من دول عربية إلى إسرائيل ، خاصة القادمين من مصر ، جاءوا يحملون ثقافة ثرية لغاية تفوق ثقافة الكثير من اليهود الغربيين، حتى على مستوى الثقافة الغربية.

 

 

 

 

 

 

المصرى اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى