الأخبار

حوار القاضي والقنبلة.. من الخازندار إلى هشام بركات

 

192

 

قال البنا: «ربنا يريحنا منه».. فاعتبرها السندي تكليفا بقتل قاضي «تفجيرات السينما»

 

بعد مرور سبعة وستين عاما وبضعة أشهر، على واقعة اغتيال القاضي أحمد الخازندار في الثاني والعشرين من مارس عام 1948، حاول مجهولون اليوم الاثنين، اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات، باستهداف موكبه بعبوات ناسفة، في مصر الجديدة.

الحادث الذي وقع قبل يوم واحد من ذكرى 30 يونيو، أعاد للأذهان حوادث استهداف القضاة على فترات متقطعة من تاريخ البلاد، وأبرزها حادث اغتيال الخازندار، بعد إدانة بعض شباب الإخوان بالاعتداء على جنود بريطانيين، والحكم عليهم بالأشغال الشاقة المؤبدة في الثاني والعشرين من نوفمبر عام 1947م.

“ربنا يريحنا من الخازندار وأمثاله “، قالها حسن البنا، المرشد العام للإخوان حينذاك بعد الحكم بالسجن على أعضاء الجماعة، وذلك بحسب رواية الدكتور يوسف القرضاوي عن واقعة مقتل الخازندار، والمعنى ذاته ذكره عضو “النظام الخاص” ووزير الأوقاف الأسبق الدكتور عبد العزيز كامل في كتابه “في نهر الحياة”، حيث أورد على لسان البنا تعليقا على الحكم قائلا: “لو ربنا يخلصنا منه” أو “لو نخلص منه” أو “لو واحد يخلصنا منه “.

بحسب كامل، فإن عبد الرحمن السندي، رئيس “النظام الخاص”، اعتبر تعليق البنا، تكليفا باغتيال الخازندار، نفذه رميا بالرصاص، اثنان من أعضاء الجماعة هما حسن عبد الحافظ ومحمود زينهم، حيث انتظرا الرجل وهو في طريقه من حلوان إلى القطار المتجه إلى القاهرة، وبحوزته أوراق قضية “تفجيرات سينما مترو” المتهم فيها بعض أعضاء الإخوان، ثم أطلقا عليه الرصاص، ولاحقهما الأهالي، إلى أن تمكن الأمن من إلقاء القبض على الاثنين.

المثير هنا، أن البنا، بحسب مذكرات الشيخ أحمد حسن الباقوري، استقبل واقعة اغتيال الخازندار “غاضبا ثائرا”، وقال: “ليس معنى أنه يخطئ قاضٍ في حكمه أن يقتل”.

أنكر منفذا الجريمة انتماءهما للإخوان، وهو ما فعله أيضا البنا حين استدعته النيابة لسؤاله عن ذلك، لكنه اعترف في نهاية المطاف، بمعرفة المتهم الأول حسن عبد الحافظ بعد إثبات النيابة أنه كان “السكرتير الخاص” للمرشد.

بعد بضعة عقود من مقتل الخازندار، لحقه ثلاثة من أبناء السلك القضائي، منتصف مايو الماضي، هم المستشار عبد المنعم عثمان، والمستشار محمد مروان، والمستشار مجدي مبروك، وافتهم المنية في هجوم مسلح استهدف سيارتهم بالعريش.

من الخازندار إلى هشام بركات، وبينهما قضاة العريش، ومن حسن البنا إلى عبد الرحمن السندي وبينهما حسن عبد الحافظ ومحمود زينهم وبقية أعضاء التنظيم، تاريخ طويل مكتوب بالدم، على وقع طلقات الرصاص والعبوات الناسفة، يأمل كثير من المصريين ألا يمتد طويلا.

 

 

 

 

الشروق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى