الأخبار

حقيقة حوار السيسي مع فوكس نيوز

2

 

 

نشرت بعض وسائل الإعلام أن المشير السيسي، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، قد أجرى مقابلة مع موقع قناة فوكس نيوز الأمريكية، تحدث فيها عن علاقة مصر بالولايات المتحدة وحاجتها إلى إعادة المعونة العسكرية.

غير أن الموضوع المنشور على موقع فوكس نيوز بتاريخ 23 أبريل 2014 وبقلم جوديث ميلر ليس حوارًا مع السيسي، ولكنه تقرير ذكرت فيه الصحيفة تفاصيل لقاء وصفته بـ«النادر» دام لمدة ساعتين، بين السيسي وعدد من خبراء الأمن القومي الأمريكي، والصحفيين الأمريكيين في القاهرة الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى تحليلها للعلاقات المصرية الأمريكية منذ ذلك التاريخ.

وتبدأ ميلر تقريرها بالقول: إن السيسي الذي وصفته بـ«الحاكم الفعلي لمصر» قد حث الرئيس أوباما على إعادة المعونة العسكرية المتوقفة منذ العام الماضي، وحذر من أن امتناع أمريكا عن محاربة المتطرفين الإسلاميين في عدد من الدول العربية يعرض الولايات المتحدة وحلفاءها من الأوروبيين والعرب للخطر، وتقول ميلر: إن السيسي قال «إن مصر في أشد الحاجة للمعونات العسكرية الأمريكية للمساعدة في حربها ضد الإرهاب الإسلامي في سيناء، ومعسكرات تدريب الجهاديين في ليبيا بالقرب من الحدود المصرية».

وتقول: إن السيسي عندما تحدث عن الجهاديين الذين يحاولون الآن الوصول إلى السلطة في سوريا وفي عدد آخر من الدول العربية، قال «إنهم لا يعرفون إلا شيئًا واحدًا وهو التدمير، وأسامة بن لادن لم يكن إلا الأول».

وتنقل عنه أنه قال «إن رفض الغرب نشر قوات في ليبيا لإعادة الاستقرار إليها بعد الإطاحة بحكم القذافي، قد أدى إلى إيجاد حالة من الفراغ السياسي، تركت ليبيا تحت رحمة من وصفهم بالمتطرفين والقتلة»، وتقول ميلر: إن السيسي علق على ذلك متوجهًا للأمريكان «إن التاريخ سيحاسبكم على ذلك حسابًا عسيرًا».

وقالت: إن السيسي أثناء اللقاء أكد أكثر من مرة على رغبة مصر، في الحفاظ على علاقات قوية، مع واشنطن، مضيفًا أن الولايات المتحدة وحلفاءها لها مصلحة في تفادي المزيد من الفوضى في مصر، وفي المساعدة على إعادة الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي في البلاد، وإن مصر في حاجة إلى دعم اقتصادي كبير، لمواجهة التحديات الضخمة، التي تعيشها، وفق ما أوردته الصحفية الأمريكية على لسان السيسي.

وتضيف ميلر قائلة: “إن لهجة السيسي «المتصالحة» وتأكيده المتكرر على رغبته في الحفاظ على العلاقات مع واشنطن يتناقضان بشكل كبير مع لهجته الحادة خلال الصيف الماضي، بعد قرار الرئيس أوباما قطع المعونات عن مصر”.

وأشارت ميلر إلى المقابلة التي أجرتها الواشنطن بوست في أغسطس الماضي مع السيسي وقال فيها: إن الرئيس أوباما قد خان المصريين، وأدار ظهره لهم، وإن المصريين لن ينسوا ذلك.

وتقول ميلر على عكس ذلك جاء حديث السيسي الأسبوع الماضي والذي ذكر فيه مطولًا الفترة التي قضاها في الدراسة في أمريكا، وأعرب عن أمله في أن تشهد مصر ديمقراطية مماثلة لما هو في الولايات المتحدة وبريطانيا.

وتضيف أن السيسي قال: «إن عزل مرسي لم يكن على الإطلاق انقلابًا عسكريًّا، ولكن انتفاضة شعبية ضد حكم الإخوان المتطرف، أو كما يطلق عليها المصريون الثورة الثانية».

وتقول ميلر: إن السيسي قال «إنه يتفهم سبب تعليق واشنطن لمساعدتها، غير أن الكثير من المصريين لا يفهمون ذلك فقد شعروا بأن القرار جرحهم وكانوا يتساءلون: لماذا يفعل أصدقاؤنا ذلك؟».

وتمضي الصحفية الأمريكية قائلة: إن السيسي أشار إلى المساعدات التي قدمتها واشنطن إلى الجيش المصري ما بين 1948 و2012، والتي تقدر بأكثر من 73 مليار دولار، وقال: «لن ننكر ذلك أبدًا ولن ننقلب عليكم».

وتقول ميلر: إن السيسي قال «إن العنف الذي يمارسه أنصار المعزول مرسي، قد أثار غضب المصريين، وإن رفض المصريين لحكم مرسي، لم يكن فقط رفضًا لجماعة الإخوان، ولكنه رفض للإسلام السياسي أيضًا».

وتعلق ميلر قائلة، رغم أن السيسي لم يعرب بوضوح عن دعمه لحكومة علمانية إلا أنه قال «إن المصريين لا يرغبون في أن يدفعهم أحد إلى الجامع أو إلى الكنيسة».

وقال السيسي: «لا بد أن تشعر كل امرأة بحريتها في أن ترتدي الحجاب أو لا ترتديه».

وتضيف ميلر: إن السيسي دعا الأمريكان إلى التحلي بالصبر؛ لأن مصر تحاول جاهدة تطوير المؤسسات اللازمة للديمقراطية، وكذلك المناخ الثقافي اللازم لها، وتنقل عنه قوله: «إن الديمقراطية حديثة العهد بمصر ولا يمكن الحكم عليها بنفس المعايير المتبعة في الولايات المتحدة وفي الديمقراطيات العريقة الأخرى، وأن المصريين أصبحوا لا يخشون الإخوان المسلمين وهم يطالبون الحكومة المنتخبة القادمة بتحقيق مطالبهم السياسية والاقتصادية».

وتضيف ميلر أن السيسي أكد على العلاقة الخاصة التي تربط بين الجيش والمصريين وأنه قال: «إن المصريين قد انتابهم الغضب جراء هجمات الإسلاميين على أفراد الجيش المصري وقوات الأمن مما أدى إلى مقتل 500 منهم خلال العامين الماضيين وفقًا لتقديرات الحكومة المصرية».

وتذكر ميلر أن رصد المجلة العسكرية «long war journal» يبين أن عدد العمليات التي قام بها المسلحون منذ يوليو 2013 يصل إلى ثلاثمائة عملية في سيناء بالإضافة إلى أكثر من مائة عملية في باقي أنحاء مصر.

 

الموجز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى