الأخبار

القاصرات.. صدمة اغتيال البراءة

52

منذ عرض الحلقة الأولى لمسلسل «القاصرات» أثار جدلا واسعا، حيث يناقش قضية زواج القاصرات من رجال كبار السن، ورغم أنها ليست المرة الأولى التى تتناول فيها الدراما هذا الملف الشائك، لكنها ربما تكون المرة الأكثر جرأة حيث استعان المسلسل بأطفال للعب دور الزوجات صغيرات السن، وهو ما أثار ردود أفعال متباينة، وفى الوقت الذى أثنى فيه البعض على حسن اختيار الأطفال سواء منه عرفة أو ملك أحمد زاهر، هاجم آخرون صناع العمل واتهموهم باغتيال براءة الأطفال لاختيارهم لمثل هذه الأدوار.

بين هذا الرأى وذاك تحدث المخرج مجدى أبوعميرة قائلا: كان أمامى طريقان إما الاستعانة بفنانات فى أعمار منة فضالى وياسمين جمال حتى لا أواجه مثل هذا الاتهام، ولكنى هنا كنت سأفقد جزءا كبيرا من الصدمة التى تعمدت تعريض الجمهور لها، فى الحلقات الأولى وعليه لم يتبق سوى الطريق الثانى وهو الاستعانة بأطفال لأنهم الأنسب للقضية التى نناقشها وهى زواج هؤلاء الصغيرات من رجال مسنين وقمت بعمل كاست كبير ضم أكثر من 100 فتاة وكانت عملية الاختيار فى منتهى الصعوبة حتى وقع اختيارى على هؤلاء الصغيرات وقد بهرننى بأدائهن الرائع.

وأضاف أبوعميرة: نحن نتعرض لقضية شائكة ونقتحم ثقافة سائدة فى قرى مصرية عدة حيث تسعى الأسر إلى تزويج بناتهم فى سن صغيرة، ويلعب الفقر دورا مهما فى هذا الأمر، وكان لابد من صفعة قوية للمشاهد للفت نظرة فى الحلقات الأولى خاصة أننا وسط كم هائل من الأعمال المنافسه الى جانب أن المسلسل يُعرض حصريا على قناة mbc مصر، وهى قناة حديثة العهد لا تزال تصنع قاعدة جماهيرية لها فى مصر ومن هنا أوضحنا كيف تكون العلاقة بين هذا الرجل العجوز الذى يلعب دوره الفنان صلاح السعدنى وتلك الفتيات الصغيرات فى عمر الزهور وهما يتعاملان كزوج وزوجة.

وأعرب مخرج «القاصرات» عن شكره للفنان صلاح السعدنى الذى وافق على الدور رغم أنه يعانى من آلام الظهر، ولكن جرأة الدور استفزته كثيرا وأنا من جانبى تحايلت على هذ الألم فلجأت الى عمل خدع بالكاميرا لأظهر حركات شخصية عبدالقوى التى يلعبها وهو ينزل من على السلم أو يصعد حتى لا يقف هذا الألم عقبه أمامنا.

من جانبها لم تخف مؤلفة العمل سماح الحريرى توقعها التعرض لهذا الهجوم، وقالت: منذ أن فكرت فى هذا المشروع وأنا أتوقع تعرضى للنقد وربما التجريح فى كل وقت خاصة لو تم عرض هذا المسلسل فى عهد نظام الإخوان المسلمين والذى كان ينادى انصاره بزواج البنات فى سن الـ9 من أعمارهن وهو الأمر الذى استفزنى جدا حينما سمعت من عضو فى البرلمان المنحل يطالب بقانون لتزويج الفتيات الصغيرات بزعم عدم حرمانهن من الزواج وهى وسيلة فجة للضحك على الجهلاء فى مصر وتقديم مبررات للفقراء لبيع لحمهم.

وأوضحت أن فكرة المسلسل ولدت فى تلك اللحظة وبدأت أكتب قصة المسلسل بعد أن قرأت كثيرا عن تعرض البنات فى مثل هذه السن لنزيف حتى الموت أو انفجار فى الرحم ومصائب لا تعد ولا تحصى، ولأن هذا الأمر شائع فى كثير من القرى والنجوع فلم ألجأ لفكرة أن يكون البطل رجلا خليجيا يسعى لشراء البنات الصغيرات وصممت أن يكون البطل رجلا مصريا من صعيد مصر حيث الثقافة التى تقول إن الصغيرات يعدن شباب العجائز.

وقالت المؤلفة: أعلم أن القضية قد يكون وقعها صعبا على البعض وهناك من يرى أن وجود بنات صغيرات فى العمل هو اغتيال لبراءتهن ولهؤلاء أقول إن هذا ما يحدث بالفعل على أرض الواقع وكفانا وضع رءوسنا فى الرمال وبدلا من الهجوم علينا وتوجيه السباب لنا، عليهم الالتفات إلى الأعمال الأخرى المليئة بالانفلات الأخلاقى وزنا المحارم والخيانة، أما نحن فنسعى لتعرية المجتمع وفضح هؤلاء الذين يحاولون تجميل الصورة رغم قسوتها.

 الشروق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى