الأخبار

قائده قال لى «ابنك راح الجنة»

 

97

 

 

ستقبل أهالى قرية «الفنابرة»، بمركز سوهاج، خبر استشهاد ابن القرية المجند أحمد محمد عبدالتواب محمود، فى الاشتباكات مع الجماعات الإرهابية، أمس الأول، بصدمة شديدة وحزن خيَّم على الجميع، لارتباطهم بالشهيد الذى كان مشهوراً بتدينه الشديد وحبه للخير والمساعدة فى قضاء حوائج الناس. «الوطن» ذهبت إلى مسقط رأس الشهيد، غرب مدينة سوهاج، حيث خلت شوارع القرية من المارة، ولا يوجد صوت لأحد إلا تلاوات القرآن الكريم تخرج من المنازل، وأمام منزل الشهيد تجمع الأهالى ينتظرون أى أخبار عن جثمانه.
وجلس والد الشهيد محمد عبدالتواب، 55 عاماً، مدير عام شئون العاملين بمجلس مدينة سوهاج، فى ركن «الدوار» وبجواره نجله «إيهاب»، الطالب فى الصف الأول الثانوى، يتلقيان العزاء من أهل القرية. وقال والد الشهيد: «منهم لله الكفرة أخذوا منِّى ابنى وفرحة عمرى»، وبعد صمت لمدة قليلة قال: «ابنى عاش راجل ومات راجل، وربنا ينصر ولادنا على خط النار، ويكملوا فرحة الشعب، بقتل كل الخونة والمتآمرين فى المنطقة».
وأضاف أن الشهيد كان مجنداً فى سلاح المشاة الميكانيكى منذ 6 أشهر، وكان تجنيده فى منطقة الإسماعيلية، ومنذ أسبوع أبلغ شقيقه الأصغر «إيهاب» بأنه تم نقله إلى سيناء وهو موجود فى أحد الكمائن الأمنية، وعندما قال لى «إيهاب» ذلك شعرت بأن «دى النهاية».
وأكد أن الشهيد هو أكبر أولاده، ويبلغ من العمر 23 عاماً، وحاصل على بكالوريوس تجارة من جامعة سوهاج، وله 4 أشقاء آخرين، ولدان «إيهاب» و«إسلام»، وبنتان الأولى بالفرقة الرابعة فى كلية الدراسات الإسلامية، والثانية فى الفرقة الأولى بذات الكلية.
وأشار والد الشهيد إلى أن «أحمد» كان يحلم بأن يُنهى فترة تجنيده، ليبدأ العمل ويشق طريقه فى الحياة، لكن رصاصات الغدر من الخونة أخذت روحه الطاهرة وهو صائم، و«لا أعرف كيف ستستمر الحياة بدون أحمد؟!».
صمت والد الشهيد قليلاً، ثم انهار فى نوبة بكاء شديدة، جعلت كل من حوله يبكون، وقال إنه تلقى خبر وفاة الشهيد من مقدم فى قيادة القوات المسلحة: «اتصل بى فى الثانية وعشر دقائق ظهراً، وقال لى ابنك راح الجنة يا حاج، ورديت عليه: الحمد لله على كل حال وربنا ينتقم من الظالم».
ويقول «إيهاب» شقيق الشهيد: «أحمد كان عندى أغلى من روحى، وكان حنين معايا، ودايماً يتصل بى ويطمن علىَّ، وكنت أشعر أنه والدى الثانى، من كثرة اهتمامه بى».
وأوضح أن الشهيد اتصل به منذ 3 أيام، وأخبره بأنه فى سيناء، وموجود فى أحد الأكمنة الأمنية، وطلب منه ألا يخبر أهله بأنه فى سيناء، خاصة والدته. وقال: «عندما سألته عن الوضع فى سيناء أجابنى بأن الوضع هادئ، ولا يوجد ما يعكر الصفو، وأنه لا يعلم إن كان سيستطيع أن يختم القرآن 6 مرات فى شهر رمضان هذا العام أم لا». وأضاف: «لم نستطِع أن نخبر أمى خوفاً على حياتها فقد كانت متعلقة به بشدة». ويقول ناصر عبدالعظيم، موظف بمصنع الهدرجة فى سوهاج، خال الشهيد، إن «أحمد» كان شاباً مهذباً ومحبوباً من الجميع، وكانت له صداقات كثيرة فى المنطقة، ويحافظ على الصلاة فى جماعة داخل المسجد.
وأكد أن ما يحدث فى سيناء شىء لا يصدقه عقل، فكيف يَقتل مَن يدعون الإسلام جنوداً لا ذنب لهم سوى خدمة وطنهم؟ وكيف يقتلون أشخاصاً فى شهر رمضان المبارك؟ مضيفاً أن تلك العمليات تزيد من تلاحم الشعب خلف قيادته إلى أن يتم القضاء على الإرهاب واقتلاعه من جذوره.
الموجز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى