الأخبار

وزير الداخلية.. يخرج عن صمته

 

 

162

– لو عندنا إعلام متحمس لقضايا البلد مائة فى المائة وفضائيات تسعى لاستقرار أمن هذا البلد، لأعادوا إذاعة تصريحات وزير الداخلية أكثر من مرة.. أنا شخصيا فرحت أن يخرج الوزير اللواء مجدى عبدالغفّار عن صمته ويقول كلاما خطيرا يستحق وقفة احترام، لذلك رحبنا بالوزير وهو يكسر حاجز الصمت ويتحدث فى قضايا المفروض أن يضعها على الساحة بحثاً عن حلول عاجلة لإنقاذ شبابنا من خطر السقوط فى شراك الإرهاب.. هو كرجل أمنى اعتاد أن يتناول الموضوعات التى يطرحها من خلال رؤيته الأمنية، وقد كان ذكيا وهو يسعى إلى إشراكنا فى قضايا أمن هذا الوطن.

– وكونه يعلن أن الدولة تواجه الآن مشكلة تتمثل فى انضمام المئات من شبابنا إلى التنظيمات الإرهابية، ويؤكد على أنها ظاهرة اجتماعية تحتاج إلى حلول اجتماعية عاجلة لإعادة هؤلاء الشبان إلى صوابهم باعتبارهم وقود العمل والأمل لأى دولة.. فالرجل على حق فيما يطالبنا به لأنه يرى أن علاج هذه الظاهرة لا يأتى باستخدام العنف أو الإجراءات الاحترازية.. وكونه يرفض استخدام هذا الأسلوب ويطلب من المجتمع المدنى إيجاد حلول اجتماعية فأنا معه لأن التوعية أصبحت مطلوبة وملحة بإقناع الشباب ومعايشته فى الأضرار التى تلحق بالبلد من جراء سكوتهم عن التخريب.. والأهم من هذا أن نغرس فى شبابنا روح الانتماء للوطن.. المهم أن نجرهم إلى حب الوطن فهم اللبنة الطيبة التى يسهل تشكيلها.

– وقد أعجبنى أن أسمع من وزير الداخلية أن كرامة المواطن على دماغه ودماغ الجهاز الأمنى، وأنا معه لأن الرجل لا يكذب، وكل ما أثير عن تجاوزات لضباط شرطة فهو حالات فردية فعلا لا يجوز تعميمها على جهاز يضم عناصر مشرفة تخدم بإخلاص وتهب حياتها لأمن مصر.. ويكفى أعداد الشهداء الذين يستشهدون وهم يدافعون عن أمن مصر.. وكون أن يخرج واحد من الضباط عن أخلاقيات المهنة ويتصرف تصرفاً سيئاً ليس معناه أن جهاز الشرطة يؤيده أو يحتضنه بل يلفظه.. وعلينا أن نعرف أن أى تصرف منسوب للبيئة التى تربى فيها ضابط الشرطة.. ولا يخفى عنا أن القبول فى كليات الشرطة أصبح مفتوحا أمام جميع الطبقات لم يميز طبقة على طبقة وبالتالى ابن «البواب» أو ابن «العربجى» يستطيع كل منهما الالتحاق بكلية الشرطة فى حال انطباق الشروط عليهما.. وقد ينصهر بعضهم فى البيئات المختلفة ونرى من بينهم صورا مشرفة فى خدمة المواطنين، وقد يتأثر بعضهم بالبيئة التى أتوا منها فتراهم وحوشا متمردة يهينون المهنة ويفجرون فى تعاملهم مع المواطنين وهذا الذى يرفضه وزير الداخلية.. ليس معنى ذلك أن تستغل كل حادثة فردية ضد الأمن.. وأنا مع وزير الداخلية وهو يقول «تضخيم تجاوزات القلة محاولة متعمدة لإسقاط جهاز الشرطة».. مع أنه يحاسب يوميا ضباطا ويتم تحويلهم بمعرفته إلى النيابة العامة لتجاوزاتهم، والذى يجب أن يكون معروفا لجميع المواطنين أن وزارة الداخلية بجميع قطاعاتها تعلى من قيمة حقوق الإنسان.

– كلمة حق أقولها فى حق مجدى عبدالغفّار، أن الرجل يتمتع بشخصية رجل أمن هذه المرحلة، تكفى ملامح وجهه وأتحدى من يأتينى بصورة له وهو مبتسم.. فالرجل حاد مثل السيف، لا يعرف اللف ولا الدوران، أبيض لا يحب التصريحات الفشنك، لذلك تراه بعيدا عن الإعلام، كل تركيزه فى عمله، ومن يتابعه عن قرب يراه داخل جهاز الأمن الوطنى، ويكاد يكون قد نقل مكتبه بين ضباط الجهاز.. وعندما يدق ناقوس الخطر وينبه أن المئات من شبابنا عرضة للانضمام للخلايا الإرهابية فهو يرى الصورة بوضوح من خلال تواجده داخل جهاز الاًمن الوطنى الذى نجح فى الكشف عن معظم هذه الخلايا التى تساهم فى تجنيد الخلايا النائمة للإخوان فيما يهدد أمن مصر.. ومع ذلك تعليماته لضباط الجهاز الوطنى أن يتعاملوا مع هؤلاء الشبان المغرر بهم كإخوة لهم، وللحق نجح عدد كبير من ضباط الجهاز فى إعادة عدد من هؤلاء الشبان إلى صوابهم، بعد أن تفهموا أنهم فعلا ضحايا غرر بهم لتحقيق أهداف مشبوهة ضد الوطن.

– شكراً مجدى عبدالغفار.. وشكراً لجهاز الأمن الوطنى.. وشكراً لكل رجل فى جهاز الشرطة.

[email protected]

 

المصرى اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى