الأخبار

بعد 100 يوم من عاصفة الحزم.. “عدن” لم تعد جنة

 

22

 

 

عتبر الوضع المعيشي والصحي للنازحين في جنوب اليمن، هو الأكثر صعوبة والأشد قسوة، بخاصة في مدينة عدن وسكانها، الذين تصل أعدادهم لأكثر من نصف مليون نسمة، يقطنون في المديريات التي تسيطر عليها المقاومة الجنوبية، وتفرض عليها الميلشيات الحوثية، حصارًا خانقًا، وتمنع وصول الإمداد الغذائي والتمويني والدوائي إليها.

ويضاف إلى الوضع الصعب للنازحين، انقطاع المياه والكهرباء بشكل متكرر، بمعدل 12 ساعة يوميا، في ظل درجة حرارة تفوق 40 درجة مئوية، كما أن الأوضاع في المناطق التي تسيطر عليها الميلشيات الحوثية، لا تقل في المناطق التي تقع تحت سيطرة المقاومة، فمن يقوى على العيش في بيئة تنتشر فيها الأوبئة الفتاكة، لا سيما مديريات كريتر والتواهي، التي انتشر فيها داء حمى الضنك، الذي فتك بمئات المواطنين وأصاب الآلاف، وهناك انقطاع تام للكهرباء والمياه فيها منذ أكثر من شهرين.

وفيما يخص إحصائيات القتلى والجرحى والانتهاكات، فحسب آخر أرقام الإحصائيات الواردة من عدن، بلغ عدد الشهداء 1275 شهيدًا، منهم 586 قضوا نتيجة حمى الضنك، و6500 جريح و8036 مصابين بحمى الضنك، وبخصوص النازحين، بلغ عددهم 800000 نازح.

انقطاع المياه والكهرباء عن أبين منذ 3 أشهر.. وارتفاع جنوني في أسعار المواد الغذائية

وتشير التقارير، إلى أن نحو 180000 طفل، يعانون سوء التغذية، و50000 أم، تفتقر للرعاية الصحية، و200000 مواطن يحتاجون الأدوية والعلاج، و1300 جريح يحتاجون للسفر إلى الخارج، إضافة إلى افتقار 95 مركز إيواء لأبسط مقومات العيش، فيما تحتاج عدن لـ450000 سلة غذائية شهريا، وتشير الإحصائيات، إلى أن نحو 800 منزل تعرضوا للضرر، بين كلي وجزئي.

ويعيش اليمنيون في الجنوب، أوضاع صعبة، جراء استمرار الحصار على عدن، وكذلك قصور في جهود الإغاثة، إلى جانب استهداف العدوان لميناء الزيت بالبريقة، والذي يعد المنفذ البحري الوحيد لعدن، وهذا كله سيدفع بالأوضاع نحو كوارث إنسانية وبيئية، المتضرر الوحيد منها عدن وأبناء عدن.

وفي محافظة لحج الواقعة شمال عدن، الأوضاع ليست بأفضل من غيرها، حيث تشير إحصائيات حسب منظمات محلية وراصدين محليين، إلى أن عدد الشهداء، بلغ نحو 400، وما يزيد عن 1000 جريح، و500 معتقل منذ بداية العدوان، كما تعرض 230 منزلًا للتدمير، بين جزئي وكلي، منها 150 منزلًا في الحوطة، و50 في تبن، و30 في المسمير، وتعرض 8 مساجد للاعتداء، بين انتهاك حرمة وتفجير، وتحويله لسكن لمليشيات الحوثي و11 منشأة اقتصادية تعرضه للنهب، وتعرض 17 مكتب خدمي للتدمير والنهب.

ويعيش المواطنون والنازحون في لحج، أوضاع إنسانية صعبة، مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية والتموينية، وانقطاع تام للمياه والكهرباء منذ بداية العدوان.

وفي الضالع، لا تزال الأوضاع المعيشية والإنسانية صعبة، حيث يفرض العدوان الحصار على المدينة، ويقصفها بالأسلحة الثقيلة، ناهيك عن انقطاع الكهرباء والمياه والاتصالات والإنترنت، وكذلك الحال بالوضع الصحي، الذي يكاد يكون معدوم، وفي الضالع يعيش النازحون أوضاعًا صعبة، نتيجة منع العدوان لدخول الإغاثات إلى الضالع، حيث بلغ عدد الشهداء 215 و410 جرحى، إضافة إلى تدمير 150 بناية خاصة وعامة تدمير كامل، وإحراق 5 منازل و20 محلًا تجاريًا، إضافة إلى تعرض نحو 544 منزلًا لأضرار بالغة، وتشريد 7500 أسرة من منازلهم.

وفي تقرير حقوقي عن الانتهاكات بمحافظة شبوة، بلغ عدد الشهداء 230 شهيًا، بينهم 9 نساء و13 طفلا ونحو 700 جريح، فيما بلغ عدد المشردين 60 ألف نازح، منهم 43 ألف نازح شردتهم المليشيات من مدينة عتق مركز المحافظة والبقية من مناطق أخرى.

وأوضح التقرير، أن قوات العدوان ألحقت أضرارًا بـ113 منزلا، وفجرت بالديناميت 47منزلا، وتفجير 4 مدارس و3 مساجد، وعدد من المرافق الخدمية منها مستشفى عتق.

النازحون يعانون انقطاع المياه والكهرباء والاتصالات والإنترنت

وبخصوص الوضع الإنساني في شبوة، فهو لا يقل صعوبة عن الوضع السائد منذ بداية العدوان، فالكهرباء منقطعة وتتقطع، وكذلك المياه والاتصالات والإنترنت، إضافة إلى انعدام المواد التموينية والمشتقات النفطية.

وفي محافظة أبين شرق عدن، يتذمر المواطنين والنازحين في المحافظة من غياب الجهات المسؤولة والمنظمات الإغاثية، عن القيام بدورها من أجل تخفيف الحالة المعيشية الصعبة، التي تسبب بها العدوان، الذي يحتل أجزاء هامة من أراضيها، تؤمن له خط إمداد رئيسي من محافظة البيضاء الشمالية إلى عدن.

وتفيد التقارير الواردة من أبين، بأن أسعار المواد التموينية والمحروقات في ارتفاع جنوني، إضافة إلى انقطاع تام للمياه والكهرباء منذ 3 أشهر، وضاعف من ذلك عدم وصول مواد إغاثة إلى المحافظ حسب شكاوى من المواطنين.

غاب المهتمين برصد الانتهاكات في المحافظة، والحقوقيون عن نشر إحصائيات انتهاكات العدوان، وذكرت الإحصائيات هنا استنادا على متابعتنا للأحداث لتوثيق الانتهاكات هناك.

وحسب التقديرات الواردة من أبين، قد يتجاوز عدد الشهداء 100، إضافة إلى مئات الجرحى، وتدمير وتضرر مئات المنازل، إلى جانب تضرر وتدمير بعض المنشآت الخدمية.

ورغم أن محافظة حضرموت، كبرى محافظات الجنوب الغنية بالنفط المحاذية للسعودية، لم تشملها الحرب بعد، إلا أن نصيبها من الأضرار وصلها.

180 ألف طفل يعانون سوء التغذية.. و50 ألف أم تفتقر للرعاية الصحية.. و200 ألف مواطن يحتاجون الأدوية والعلاج.. و95 مركز إيواء يفتقر لأبسط مقومات الحياة

حيث ترتب على المعانة العامة في الجنوب، نتيجة العدوان، أزمات مثل ارتفاع أسعار المواد الغذائية والدوائية والمشتقات النفطية، وانعدامها في أحيان كثيرة، وانقطاع المياه والكهرباء، إضافة إلى صعوبة الحياة المعيشية في حضرموت، التي استقبلت آلاف الأسر النازحة من مختلف مناطق ومدن الجنوب.

وكان مكتب الصحة في المحافظة، أعلن حضرموت الوادي منطقة موبوءة بعد ظهور عشرات الحالات المصابة بداء حمى الضنك الفتاك.

وفي المهرة أيضا، يعيش الآلاف من النازحين الذي قدموا إليها أوضاعًا صعبة نتيجة ارتفاع الأسعار، إلى جانب شكواهم من غلاء الإيجار المتصاعد بشكل جنوني.

 

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى