الأخبار

أوقفوا هذه الفضيحة

 

82

 

 

لو فكرت آلة الدعاية الموسادية المخابراتية الصهيونية في إنتاج عمل دعائى بملايين الدولارات، يروج لفكرة القوة الإسرائيلية الكاذبة ويسوق لوهم اسمه خوف العرب وانهزامهم وانكسارهم أمام جيش الاحتلال، لن يجدوا أفضل مما يفعله منتج وطاقم برنامج “فؤش في المعسكر” لحسابهم مجانا.
ولست أدرى كيف يصمت الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد على المهزلة التي تحدث كل يوم على شاشة إحدى قنوات الحياة التي يملكها؟
ذلك أن أخطر وأسوأ ما فى البرنامج الذي يقدمه المطرب محمد فؤاد أنه يكرس ويروج ويسوق يوميا وبعد الإفطار مباشرة لفكرة خوف وانهزام وانكسار ورعب الفنانين المصريين والعرب من الصهاينة، من خلال إيهام الضيوف الذين يتم اصطحابهم إلى حوار في البحر بأن المركب الذي يصورون عليه دخل المياه الإقليمية لإسرائيل، ثم يخرج عليهم أفراد طاقم البرنامج – الذين يقومون للأسف بتمثيل دور جنود الاحتلال الصهاينة – ويطلقون النيران ثم يقتادون الركاب والضيف بعد تعصيب عينيه إلى معسكر على شاطئ البحر، وهناك يستجوبونه ويسعون تحت تهديد السلاح إلى بث الرعب في قلبه، وإيصاله إلى حالة خوف ومهانة وذل وانكسار، وفى النهاية “يطبطبون” عليه ويطيبون خاطره ويصفقون له بينما هو في حالة إغماء وبكاء.
أصل الحكاية باختصار أن انتقال المدعو رامز جلال بجماهيريته العالية التي اكتسبها من برامج المقالب من قنوات الحياة إلى “إم بى سى”، استفز مسئوليها، ونكاية في رامز لجأ مديرها إلى التفكير في استنساخ نفس البرنامج “فوتو كوبى”، فجاءوا بمحمد فؤاد الذي هجر الطرب والغناء إلى التمثيل ليقوم بدور دوبلير رامز أو النسخة الماسخة منه، لكن رامز اختار في “إم بى سى” سمكة القرش في البحر ليخيف بها ضيوفه، بينما ضاقت الأفكار على المطرب محمد فؤاد، فلم يجد سوى العدو الإسرائيلى ليصنع منه “بعبعا وهميا” يخيف به ضيوفه ويهينهم و”يمرمط بكرامتهم الأرض” بما يصب في صالح آلة الدعاية الصهيونية الكاذبة، وللأسف هناك مائة فكرة لمقالب يمكن أن تدخل البسمة على الشعب المصرى غير مقلب “الخوف من الصهاينة اليهود”،.
أخطر ما فى هذا البرنامج – الذي يحتل المرتبة الثانية في قائمة البرامج الأكثر مشاهدة في رمضان بعد برنامج رامز – أنه يروج بكل خبث ودهاء ومكر لفكرة التطبيع مع العدو الصهيونى وأن علم الصهاينة يظهر مرفوعا أثناء مداهمة من يمثلون دور جنود الاحتلال على شاشة قناة الحياة كل يوم، ويدنسون آذان المشاهدين بلغتهم العبرية.
للأسف فإن تكاليف إنتاج هذا البرنامج والتي فاقت العشرة ملايين جنيه، مدفوعة من أموال مصر، وهى تشمل أجور طاقم العمل الذي فاق عدده الليمون، وأجور الممثلين والمطربين الذين تتم إهانتهم يوميا، وأجور استئجار الطائرات التي تحلق في سماء البحر وغيرها.
يبدو أن صاحب الفكرة “الخبيثة” لا يعلم ولا يدرك أن الجنود الصهاينة هم في الأصل جبناء لا يملكون عقيدة الشهادة ويخافون الموت، ولذلك يهربون رعبا وخوفا أمام أصغر طفل فلسطينى يحمل حجارة في يده.
على الدكتور البدوى – الذي أحمله المسئولية الأدبية والأخلاقية عن هذه الفضيحة والمهزلة – أن تأخذه الغيرة على وطنيته، ويصدر بيانا يعلن فيه قرارا شجاعا بإيقاف هذا البرنامج فورا، مهما كانت التداعيات المادية والخسائر التي سيتكبدها جراء الإخلال بالتعاقد مع المنتج والمعلنين وخلافه، فليس من الوطنية أو اللياقة أو الذوق أن يسوق في قنواته لفكرة الانكسار والخوف والرعب من أعدائنا بينما آلة القتل والخسة والنذالة الإسرائيلية دائرة ضد إخواننا في غزة.
فيتو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى