الأخبار

تكثيف الجهود المصرية الإيطالية

154

 

 

وصفت وزيرة دفاع إيطاليا روبرتا بينوتى مصر بالدولة الكبيرة القوية التى لديها تاريخ عتيق، وتحمل ثروة بشرية تصل إلى قرابة ٩٠ مليون مواطن، موضحة أن إيطاليا تريد مصر قوية باستمرار وصامدة راسخة، فهذا مهم لإيطاليا لدعم العلاقات الثنائية.

وجاء ذلك خلال اللقاء الذى عقده المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، صباح اليوم الجمعة، مع وزيرة الدفاع الإيطالية، فى إطار زيارته للعاصمة الإيطالية روما، بحضور رئيس أركان القوات المسلحة الإيطالى، والسفير المصرى بإيطاليا، وعدد من المسؤولين، وذلك فى بداية سلسلة من اللقاءات التى يعقدها مع كبار المسؤولين الإيطاليين.

وأعربت الوزيرة عن تثمين بلدها للجهود الأمنية التى تبذلها مصر حاليًّا لمواجهة الإرهاب، والجهود الثقافية المبذولة حاليًّا، لنؤكد للعالم كله أن الإسلام دين لا علاقة له بالتطرف والإرهاب، ولكنه دين محبة وسلام، مؤكدة أن إيطاليا تعتبر من يقومون بهذه الأفعال قتلة.

كما تقدمت وزيرة الدفاع بالشكر لرئيس الوزراء، وعبرت عن سعادتها وشكر الشعب الإيطالى لمصر وشعبها بعد التعاطف الواضح الذى أعقب حادث انفجار القنصلية الإيطالية، كما تقدمت بالشكر لرئيس الوزراء على زيارته السريعة لموقع الحادث، وقرار الحكومة المصرية ترميم القنصلية، وأكدت أن هذا الحادث لم يستهدف إيطاليا كدولة، ولكنه استهدف علاقة الصداقة بين الشعبين المصرى والإيطالى، فنحن فى زياراتنا لمصر نشعر بأننا لسنا فى دولة صديقة، بل فى دولة شقيقة، وأنا متأكدة أن هذه هى نفس مشاعر المصريين.

وقالت الوزيرة: “نقدر المعاناة التى يتعرض لها الشعب المصرى، وكل من يفقدون ذويهم من أفراد الجيش والشرطة المصرية، جراء العمليات الإرهابية”، وأكد لها رئيس الوزراء أن الشعب المصرى يضرب المثل أنه يحارب الإرهاب ليس دفاعًا عن مصر فقط، ولكن دفاعًا عن العالم كله، وأنا رأيت نماذج من أفراد الجيش والشرطة الذين أصيبوا فى بعض الأحداث الإرهابية مصرين على مواجهة مع الإرهاب دفاعًا عن مصر والعالم، فأجابته الوزيرة بأن هذا خير دليل على القوة والعزيمة التى تتحلى بها قواتكم.

وأكدت أنها بتوليها منصبها منذ سنة ونصف تقريبًا، تدرك أن مصر وإيطاليا تجمعهما علاقات وطيدة، تجسدها كثافة الزيارات المتبادلة فى الفترة الأخيرة، مشيرة إلى أن حضور رئيس الوزراء رينزى مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى دليل على رغبت إيطاليا فى مساندة مصر اقتصاديًّا وتنمويًّا، بخلاف الدعم فى النواحى الأمنية، مضيفة: “لدينا علاقات مع القوات المسلحة المصرية، ومستعدون لتقديم خبراتنا فى مجالات مواجهة الإرهاب، لأننا نعتقد أن مصر شريكة وحليفة لنا”.

ومن جانبه، رحب محلب بقوة الدفع التى تشهدها العلاقات الثنائية بين مصر وإيطاليا، مشيرًا إلى الاهتمام بمواصلة التنسيق بين البلدين حول القضايا المتصلة بتصاعد ثقل التيارات الأصولية المتطرفة سواء فى شمال إفريقيا أو الشرق الأوسط، فى ظل الأوضاع التى تشهدها ليبيا وسوريا والعراق، والاستفادة من قوة الدفع الحالية فى العلاقات، والتى تعززت بعد زيارة وزيرة الدفاع الإيطالية لمصر فى نهاية 2014.

وأكد رئيس الوزراء أن التفجير الإرهابى الأخير الذى استهدف القنصلية الإيطالية بالقاهرة يوم 11 يوليو 2015 لن يزيدنا إلا إصرارًا على القضاء على الإرهاب، وتوجه بالشكر على تصريحات رئيس الوزراء الإيطالى ومختلف المسؤولين الإيطاليين، والتى عبرت عن التأييد ومساندة القيادة السياسية المصرية، والتضامن مع مصر فى مواجهة الإرهاب.

وأشار إلى أن مصر تقوم بتوفير الأمن اللازم للسفارات الأجنبية بالقاهرة تنفيذًا لالتزاماتها فى هذا الشأن، منوهًا إلى أنه بعد ساعة واحدة من وقوع الحادث كان فى موقع القنصلية، وتم إصدار قرار بتحمل الحكومة المصرية لتكاليف إصلاح مبنى القنصلية الإيطالية.

كما أكد أهمية تكثيف التعاون المشترك وتعزيز التنسيق بشأن مواجهة تنظيم داعش، وكذا التنظيمات الإرهابية الأخرى بالمنطقة، وارتباط مكافحة تلك التنظيمات بشكل مباشر بالأمن القومى المصرى والأمن الاقليمى.

وأشار رئيس الوزراء أيضًا إلى أهمية التصدى لتفاقم ظاهرة المقاتلين الأجانب، وإلى الدور الهام الذى يمكن أن يقوم به الأزهر الشريف، وكذا الرموز الدينية والشخصيات العامة المصرية فى مواجهة الأفكار المتطرفة، معربًا عن استعداد مصر لإيفاد علماء الأزهر الشريف لإيطاليا لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الدين الإسلامى السمح، وهو ما رحبت به وزيرة الدفاع الإيطالية، قائلة: “هذه فكرة ممتازة”.

وفيما يتعلق بظاهرة الهجرة غير الشرعية، أكد ضرورة معالجة هذه الظاهرة بشكل شامل ومعالجة جذورها المتعلقة بشكل أساسى بالتنمية والهجرة الشرعية، كما ترتبط أنشطة الجريمة المنظمة بظواهر الإرهاب وتدفق السلاح والمقاتلين الأجانب، نظرًا لاعتماد جزء من تمويل الجماعات الإرهابية على عوائد أنشطة الجريمة المنظمة ومنها الاتجار فى البشر.

كما أكد على مطلب مصر من دول الاتحاد الأوروبى بالعمل على مكافحة تدفق السلاح والمقاتلين الأجانب إلى الميليشيات المسلحة فى ليبيا، وذلك لمكافحة الوضع الأمنى المتدهور الذى ينعكس سلبًا على زيادة أنشطة الجريمة المنظمة، وضرورة التنسيق الثنائى فى هذا الشأن، وفى نهاية اللقاء أكد أن: “المخاطر التى تواجهنا واحدة، ومصالحنا مشتركة”.

ومن جانبه، قدم رئيس أركان القوات المسلحة الإيطالية، خالص التعازى عن شهداء القوات المسلحة فى العمليات الإرهابية بسيناء، مشيرًا إلى أن التعاون مع مصر فى النواحى الأمنية ركيزة أساسية، وهناك تفاهم كبير بين القوات المسلحة الإيطالية والمصرية.

 

ا ش ا

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى