الأخبار

كل الضحايا اتدفنوا.. إلا “إسلام”

55

«ابنى مجاش عندكم؟»، سؤال واحد تكرر فى 3 مستشفيات مختلفة.. إمبابة المركزى ومعهد ناصر ومستشفى التحرير العام.. رحلة بحث استمرت أكثر من 39 ساعة عن «إسلام» الذى خرج لمقابلة أصدقائه، فلم يعد ولم تتمكن أسرته حتى الآن من العثور على جثته بين الضحايا. بين أم وأب و3 أشقاء، كان «إسلام عاطف حسين» آخر عنقود الأسرة، حظه العثر قاده إلى مركب الوراق، ليتمكن من عبور الضفة الثانية لرؤية أصدقائه، لكن طريق الذهاب لم يتبعه عودة.. هكذا بدأ «حسين شيندى» خال الصبى الذى لم يتجاوز 18 عاماً رحلة الموت، التى خطفت أصغر أفراد الأسرة «كان ولد جدع وكل صحابه يحبوه، سبنا عشان يتفسح ويا قلب أمه مرجعش». لم تكن أسرة «إسلام» كبقية الأسر، رغم يقينها بأنه غرق إلا أن جثته لم تطف حتى الآن، ساعات طويلة يمضيها «حسين» برفقة شقيقته للبحث عن ابنها فى المشرحة لكن دون جدوى «كل ما نروح يقولولنا العدد اللى جالنا أقاربهم أخدوهم، ومستنين أى جديد عشان الواد يرتاح فى قبره».

لم يكمل «إسلام» تعليمه، لكن فضل أن يرتكز على صنعة ليساعد والده وشقيقه فى ظروف المعيشة، فيقول خاله بصوت متقطع «كان بيشتغل فى صناعة الألومنيوم، وكان كسيب ويحب يعتمد على نفسه»، فى لحظة سرق الموت ابتسامة ابن 18 عاماً، الذى وصلت أنباء غرقه من ابن خاله وأصدقائه الذى عاد للأسرة مخطوف اللون من الصدمة يخبرهم «إسلام كان معاه ليزر بيلعب بيه وكان بينه وبين الشط دقايق، لكن شوفته وهو بيقع واختفى النور فى لحظة»، لا يتمنى خاله ووالدته أكثر من الراحة التى تثلج صدورهم بالعثور على جثة «إسلام» واختتم حسين حديثه قائلاً: «إحنا بندور وكل ما يقولوا لقوا جثث جديدة بنجرى نبص يمكن إسلام يكون منهم، لكن لو فى فرق إنقاذ شايفة شغلها مكانش زمانه تحت المياه لحد دلوقتى ويا عالم هنلاقيه إمتى.. منهم لله؟».

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى