الأخبار

بالصور والأسماء| وفاة 4 أطفال من مصابي النزلة المعوية

 

125

 

ارتفعت حالات الأطفال المتوفية من بني سويف، اليوم، إلى 4، جراء تناول محلول جفاف، عقب إصابتهم بحالة من فقدان الوعي وارتفاع في درجة الحرارة وقيء مستمر.

وكشف مصدر طبي عن أن أسماء المتوفين، هم: “رحمة علي أحمد 11 شهرًا، ومروة أحمد جمعة 8 أشهر، ومحمد محمود سيد 12 شهرًا، ومالك عبدالعزيز محمد 12 شهرًا”.

وقال أحمد جمعة، نجار من عزبة ملوكة الواقعة جنوب مركز ببا بمحافظة بني سويف، والد الطفلة المتوفية “مروة”، “تزوجت بعد معاناة من السفر والعمل والمرمطة من أجل أن يستطيع تجهيز شقة بسيطة، الحمد لله أنا راضي بقضاء ربنا وقدره، بس حق بنتي عند وزير الصحة ووكيل الوزارة”.

وأضاف “جمعة”، قائلًا: “بنتي اتخطفت في لحظات قدام عنيا، وطلعوا قالوا بنتي سبب وفاتها فيروس في المخ، لكن أنا بقولهم معندهاش ورم في مخها، حرام عليكم بنتي سليمة، إزاي يقولوا إن عندها حاجة في مخها، أنا لسه عامل تحاليل ليها في مستشفى الجامعة، أثبتت أن مروة مكانش عندها غير إنيميا زي كل العيال”.

والدة الطفل محمد محمود: “ابني لو كان ابن واحد كبير كانوا هيسبوه يموت؟”.

وأكد والد الطفلة مروة أحمد جمعة، أنها ضمن الحالات التي تم تحويلها إلى مستشفى بني سويف العام من مستشفى ببا المركزي جنوب المحافظة، مساء أول أمس، قائلًا: “مروة بنتي تعبت ورحت بيها على مستشفى ببا بعد ارتفاع درجة حرارتها، وإصابتها بقيء وإسهال وفقدان للوعي في المستشفى، وعلقوا لها محلول جاف وبعدها تعبت وجالها دور تشخنات وفقدان للوعي وأكيد المحلول ده فاسد”.

وتابع أحمد جمعة، أنه فوجئ بأنها لفظت أنفاسها داخل مستشفى بني سويف العام وتم وضعها بمشرحة المستشفى لحين وصول مفتش الصحة لكتابة التقرير النهائي لسبب الوفاة، مرددًا: “حسبي الله ونعم الوكيل.. بنتي كانت لسه طالعه للدنيا.. وإهمال المستشفيات وراء موتها بسبب المحلول وأنا عاوز حق بنتي وعاوز إجراءات الدفن تنتهي”.

وقالت والدة الطفل محمد محمود، “أنا مريت بنفس المعاناة بتاعة المرحومة مروة.. ابني جالة إسهال فظيع وروحنا المستشفى المركزي وحصل للواد تشنجات كثيرة وحرارته ارتفعت ونقلوني لمستشفى الحميات، وهناك حالة الواد تدهورت ومات”.

وأضافت والدة الطفل، “حسبي الله ونعم الوكيل.. يعني ده لو كان ابن واحد كبير كانوا هيسبوه يموت، هو إحنا عشان غلابة يسبونوا نموت”، متابعة: “مين هيجيب حق ابني اللي مات ولا هيضيع حقه زي ما ضاع حقوق ناس كتير”.

والد أحد المصابين: “المعاملة في مستشفى بني سويف العام سيئة والعلاج بنشتريه من بره”

فيما روى سيد وزير، سائق من مدينة ببا، تفاصيل حالة ابنه وبنت أخته، “ابني وبنت أخوي تعبوا ورحنا مستشفى ببا، وهناك جالهم تشنجات والأمن قفل المستشفى وطلعونا بره، والناس فضلت تحاول لحد لما دخلنا تاني وأخدنا العيال وطلعنا على مستشفى بني سويف العام”، مضيفًا: “المعاملة في المستشفى العام سيئة، والعلاج بنشتريه من بره، والأطباء بيقولوا هنعمل إيه لأولادكم معندناش غير العلاج ده، أنا مؤمن بأمر الله وإحنا ناس نعرف ربنا كويس بس كل حاجة وليها سبب، ولازم يتحاسب المخطئ لأننا لو سبنا الموضوع يعدي كده يبقى هتكرر تاني وثالث، الحمد لله ولادنا كويسين وإتحسنوا ويمكن نخرج في الساعات القادمة”.

قال رجب عوض الله عبد الجيد (26 عامًا)، ومقيم بقرية “البرانقة” بمركز “ببا”، عم الطفل مروان فتحي، والذي أصيب بحالة من فقدان الوعي المؤقت وارتفاع في درجة الحرارة، عقب تناوله علاج بمستشفى “ببا” المركزي، صباح أمس، إن الطفل أصيب بنزلة معوية، عقب تناوله محلول لتعويض السوائل التي فقدها الجسم في القيء والإسهال، وبعد توجهنا إلى المنزل فوجئنا بارتفاع درجة حرارة الطفل وغيابه عن الوعي بصفة متكررة، وتوجهت إلى مستشفى “ببا” المركزي مرة أخرى، حيث وجدت عدد من الأطفال مصابين بنفس الأعراض وتم تحويلنا إلى مستشفى بني سويف العام.

وأمر المستشار محمد سليم محافظ بني سويف، اليوم، بفتح تحقيقات عاجلة في وفاة 3 أطفال أصيبوا بنزلات معوية أدت إلى مضاعفات مرضية، وتحديد أسباب الوفاة، مشددًا على محاسبة المقصرين بناء على ما تسفر عنه نتائج التحقيقات.

مصدر طبي: كمية الدواء التي تلقتها المستشفيات واحدة وهي الرابط في سوء حالة الأطفال

وقرر المحافظ صرف مساعدات مالية عاجلة لأسر الأطفال بواقع 20 ألف جنيه لأسرة المتوفي، وألف جنيه لأسرة المصاب.

وكشف مصدر طبي داخل مديرية الصحة بالمحافظة، أن بداية ظهور الحالات المصابة كانت داخل مستشفى الواسطى المركزي شمال المحافظة، منذ أسبوع، وتردد عشرات الأطفال على المستشفى مصابين بأعراض نزلات معوية حادة نتيجة لارتفاع درجة حرارة الجو، قائلًا إن أطباء المستشفى قدموا العلاج اللازم لهم ومحلول الجفاف الذي يستخدم في تعويض الجسم ما يفقده الطفل خلال إصابتة عن طريق القيء والإسهال، إلا أنهم فوجئوا بعودة الأطفال مرة أخرى للمستشفى في نفس اليوم مصابين بتشنجات وارتفاع في درجة الحرارة وفقدان للوعي المؤقت وحالة من الدوخان وزرقان أسفل العينين.

وأضاف المصدر، لـ”الوطن”، أنه ظهرت المشكلة بوضوح في مركز ببا جنوب المحافظة منذ يومين، واستقبلت المستشفى أكثر من 30 طفلًا مصابين بأعراض النزلات المعوية الحادة من قيء وإسهال وارتفاع في درجة الحرارة، وتم تقديم الخدمة الطبية لهم وإعطائهم محلول تعويض السوائل بالجسم “الديهيردين”، وبعد ساعتين ازدادت حالات الأطفال للأسوأ، وتكرر الأمر بمستشفى إهناسيا، مشيرًا إلى أن رقم تشغيلة المحلول الذي تناوله الأطفال موحدة بكود رقم “واحد”، ما يعني أن الكمية التي تلقتها المستشفيات واحدة وهي الرابط في سوء حالة الأطفال.

وقرر الدكتور عادل عدوي، وزير الصحة، إغلاق مصنع “المتحدون فارما” لصناعة الأدوية لمخالفته قواعد التصنيع الجيد وضبط وتحريز وسحب كل ما يوجد بالسوق المحلي.

وأصدرت وزارة الصحة، بيانًا اليوم، جاء فيه “متابعة لحادثة إصابة أطفال بأعراض تشنجية بعد استخدام مستحضر ميتاهايدريل الوريدي في علاجهم من أعراض نزلات معوية حادة، وبناء على القرار الأولي للجنة التي شكلها الدكتور عادل عدوي، وزير الصحة، لمراجعة تشغيلات المستحضر بمصنع المتحدون فارما، تبين أن إجمالي الكميات التي صرح للمصنع بإنتاجها من يناير 2015 هي 79144، وهي التي تخضع للتحليل بمعرفة هيئة الرقابة للمستحضرات الدوائية بوزارة الصحة”.

وأضافت الوزارة، في بيانها، أن “المصنع أنتج كميات أكثر من المصرح له بها مستغلًا الموافقات السابقة الصادرة من وزارة الصحة ولم تخضع هذه الكميات الزائدة للفحص من خلال إدارة المراقبة الدوائية، وبناءً عليه، خالف المصنع قواعد التصنيع الجيد طبقًا للقرار الوزاري رقم 539 لسنة 2007، والذي ينص على أنه (في حالة المخالفات الجسيمة والحرجة طبقًا لتعريف المخالفات بمدونة منظمة الصحة العالمية WHO، يتم وقف الإنتاج ولا يستأنف إلا بعد الالتزام باشتراطات التصنيع الجيد الواردة بالمدونة وموافقة اللجنة الفنية لمراقبة الأدوية)”.

فيما كشف الدكتور محمد معبد، رئيس قسم الأطفال بمستشفى جامعة بني سويف، عن أن أجسام الأطفال لم تتقبل محلول الجفاف وتفاعلت معه كيميائيًا، حسبما أثبتت نتائج التحاليل التي تم سحبها للأطفال، وعدم إصابتهم بأي أمراض أو عدوى سابقة، وإنما المستجد لديهم هو تناول محلول الجفاف.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى