الأخبار

“كيري” يحاول احتواء الغضب المصري

180

تحاول الولايات المتحدة الأمريكية، البحث عن حل لأزماتها بالمنطقة، وخاصة بعد فشل التحالف الدولي لمواجهة تنظيم داعش في سوريا والعراق من تحقيق أهدافه، في الوقت الذي نجحت فيه القاهرة بشكل نسبي في القضاء على التنظيمات الإرهابية في شبه جزيرة سيناء، والوقف ضد فرع التنظيم في ليبيا منفردة.
وانطلقت صباح اليوم، أعمال لجلسة الافتتاحية للحوار الاستراتيجى بين مصر والولايات المتحدة، بالقاهرة، بين وزير الخارجية سامح شكري، ونظيره الأمريكي جون كيري، بحضور وفود من كافة المجالات السياسية والأمنية والعسكرية، لبحث سبل تطوير العلاقات فيما بين البلدين.
وأوضحت مصادر مطلعة للفجر، أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول إعادة العلاقات مع القاهرة، بنفس القوة التي كانت عليها قبل الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك، ومنع استمرار صفقات استيراد الأسلحة من روسيا وفرنسا، للاعتماد فقط على السلاح الأمريكي، خوفا من انضمام القاهرة للمعسكر المعادي لسياسات واشنطن.
وأشارت المصادر إلى أن الأجندة التي يحملها جون كيري والوفد المرافق له، تحتوي على عدد كبير من الخطط التي تمثل وجهة النظر الأمريكية، فيما يخص المنطقة، على رأسها خطة الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، والبحث عن فصيل معتدل يتم دعمه عسكريا والدفع به عربيا ودوليا، مشيرًا إلى أن زيارة ولي ولي العهد السعودي للقاهرة ولقاءه بالرئيس السيسي، كان لبحث هذا الأمر، قبل انطلاق أعمال الحوار.
وأكدت المصادر، أن مصر قد تتولي إقناع الجنب الروسي بشكل أو بآخر، بخطة إزاحة الأسد عن السلطة، ووقف نزيف الدم في البلاد، موضحة أن إيران قد تكون عقبة أخرى في الخطة، ولكن الولايات المتحدة قد تعمل على إقناعها نظرا لتطور العلاقات بعد الاتفاق النووي الأخير.
ويحاول كيري والإدارة الأمريكية، طمأنة كل من القاهرة والرياض بعد الاتفاق النووي الإيراني، واستمرار امتلاك إسرائيل السلاح النووي، نظرا لمطالبة القاهرة أكثر من مرة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي.
وقالت المصادر إن الملف الليبي حاضر بقوة على أجندة الحوار المصري الأمريكي، مشيرة إلى أن القاهرة طالبت أكثر من مرة الجانب الأمريكي والاتحاد الأوروبي والدول المشاركة في التحالف الدولي ضد داعش، بمنع وصول السلاح إلى الإرهابيين في ليبيا، ودعم الجيش الليبي عسكريا لمواجهة التنظيمات الإرهابية، موضحة أن القاهرة ستستغل الاتفاق الأخير بين الفرقاء الليبيين في المغرب، للمطالبة بدعم الشرعية دوليا.
وفيما يخص العلاقات العربية الإيرانية، والتوتر الخليجي من الاتفاق النووي، أوضحت المصادر أن جون كيري سيحاول وضع خطة زمنية لتقريب وجهات النظر بين كل من المملكة العربية السعودية ومصر من جانب، وإيران من جانب آخر، استنادا إلى مشاركتهم جميعا في خطة القضاء على تنظيم داعش في “سوريا والعراق”.
وأشارت المصادر إلى أن أمريكا تحاول إقناع القاهرة، بالمخطط التركي الأمريكي، حول إقامة منطقة عازلة على الحدود السورية التركية، ومشاركة أنقرة في أعمال التحالف الدولي، خاصة بعد البيان التحذيري الذي صدر عن وزارة الخارجية المصري، تؤكد خلاله متابعة التطورات عن كثب في سوريا بعد مشاركة أنقرة في قصف داعش.
وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية، السفير بدر عبدالعاطي، أن مصر تتابع باهتمام وقلق شديدين تطورات الأوضاع المأساوية في سوريا واستمرار أعمال القتل والتدمير في مختلف المناطق، داخل سوريا واستشراء التنظيمات الإرهابية بها.
 وأكد في بيان صحفي حصلت الفجر على نسخة منه، دعم مصر لمحاربة التنظيمات الإرهابية في داخل سوريا مع ضرورة أن يتم ذلك في إطار المحافظة على وحدة أراضي الدولة السورية وسلامتها الإقليمية، وبما يتوافق مع أسس وقرارات الشرعية الدولية في هذا الشأن.
وأعلن مسؤولون أمريكيون، بعد جدل استمر سنوات، أن الولايات المتحدة وتركيا اتفقتا على تأسيس “منطقة أمنة” داخل الأراضي السورية، تكون نواة لحشد “المعارضة المعتدلة”.
وقال المسؤولون، الذين رفضوا نشر أسمائهم ووظائفهم، لصحيفة “واشنطن بوست”، الاثنين الماضي، نقلا عن الشرق الأوسط اللندنية، إن الاتفاق “يتوقع أن يزيد كثيرا من مدى وسرعة مواجهة الولايات المتحدة لداعش”. لكن المسؤولين رفضوا الإشارة إلى أن الاتفاق جزء من خطة لإسقاط نظام الأسد.
وقال مسؤول أمريكي، إن هناك خلافا بين البلدين حول الخطوة التالية، وهي إعلان “منطقة حظر طيران” فوق “المنطقة الآمنة”. وقال: “أي تعاون عسكري مع تركيا لن يشمل تأسيس منطقة حظر طيران”.

الفجر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى