الأخبار

أب وأبناؤه يقتلون عاملاً

 

79

لم يرحموا توسلاته أو صرخات أطفاله ليتربع الشيطان على عرش قلوبهم وينهالوا عليه بالضرب بأداة حادة «كوريك» وشوم حتى أردوه قتيلاً غارقاً فى دمائه أمام أطفاله؛ انتقاماً منه بسبب «خناقة ستات» إنه «أحمد محمد سرحان» 40 عاماً، عامل بمصنع بالعاشر من رمضان مقيم بقرية القطاوية التابعة لمركز أبوحماد، لم يكن أحد يتوقع أن خناقة بين زوجته وجارتها ستنتهى بقتله بهذه الطريقة البشعة.

هاجم الأب وأبناؤه الأربعة منزل جارهم للانتقام من العائلة التى تجرأت وتشاجرت مع زوجته، أغلقت الأبواب فى وجوههم فتسلقوا الجدران وتسللوا للداخل من فتحة فى السقف وانهالوا بالضرب على الزوج وأسرته حتى لفظ أنفاسه فى أيديهم خلال دقائق معدودة ثم أكملوا جريمتهم بالاعتداء على أقاربه بذات الطريقة قبل أن يتركوهم ويفروا هاربين.

«إحنا ناس غلابة وفى حالنا، منها لله هى اللى جرت شكلنا وعشان إخوتها مفتريين ماسابوناش فى حالنا وقتلوا جوزى وأحدثوا إصابات بوالد زوجى ووالدتى وشقيقى» بتلك الكلمات بدأت «نجلاء ربيع حسن مرزوق» 37 عاماً، ربة منزل مقيمة بقرية القطاوية التابعة لمركز أبوحماد، حديثها معنا وتابعت قائلة «أنا عاوزة حق جوزى اللى اتقتل قدام عياله».

صمتت الزوجة «المكلومة» دقائق معدودة مطلقة العنان لدموع لم تتمكن عيناها الضيقتان من حبسهما، واستأنفت حديثها لتروى تفاصيل لحظات من الرعب انتهت بمقتل زوجها قائلة «وقعت مشادة بينى وبين جارتى (أميرة) ثم فوجئنا بقيام كل من (محمد. إ) وشهرته شحتة الأسود وأبنائه (أشرف، وبشير، ورجب، وعلى) بمحاولة اقتحام المنزل، وقبيل وصولهم أغلقنا الباب علينا فطرقوه بشدة ولم نفتحه ثم تسلقوا جدران المنزل وتمكنوا من الدخول من خلال فتحة توجد بالسقف وقاموا بالاعتداء على زوجى بالضرب مستخدمين (كوريك، وشوم) ولم تشفع لديهم توسلاته أو صرخات أبنائنا واستغاثتى فأردوه قتيلاً غارقاً فى دمائه» وتابعت «كل الجيران قاموا بدور المتفرج واكتفوا بمشاهدة ما يحدث دون أن يقوم أى منهم بالدفاع عنا أو إنقاذنا خوفاً من إصابتهم بمكروه على يد العائلة الأخرى، ثم جاءت والدتى وشقيقى محاولين الدفاع عنا إلا أن الجناة قاموا بالاعتداء عليهما بالضرب أيضاً ما أدى لإصابتهما بجروح قطعية بالرأس، كما اعتدوا بالضرب على والد زوجى ما أدى لإصابته بكدمات وسحجات».

المتهمون تسلقوا جدران منزل الضحية وحاولوا قتل جميع أفراد الأسرة والجيران اكتفوا بمشاهدة ما يحدث خوفاً من التورط فى الأحداث

وأردفت الزوجة الثكلى «قعدنا نصرخ وأطفالنا أصيبوا بحالة من الفزع والهستيريا وانخرطوا فى البكاء» مشيرة إلى أن لديهم 3 أبناء وهم كل من «فارس، 9 سنوات، وعمار ومحمد، توأم 3 سنوات» وتابعت «حاولت أنقذ جوزى والجيران طلبوا سيارات الإسعاف بس كان هو مات، وبعدين الإسعاف نقلت والده ووالدتى وشقيقى لمستشفى أبوحماد المركزى لتلقى العلاج اللازم وحضرت الشرطة وتم التحفظ على جثة زوجى بمشرحة مستشفى أبوحماد المركزى».

تشير الزوجة إلى أن بداية الواقعة تعود لـ4 أشهر ماضية، حيث وقعت مشادة بينها وبين جارتها بسبب خلافات الجيرة المعتادة والتى فى الغالب لا تنتهى لشىء كعادة خناقات الستات، إلى أن تطور الموقف بعد تدخل شقيق جارتها واعتدائه عليها بالسباب والشتائم والضرب ما دفعها لتحرير محضر ضدهما وانتهت بإصدار المحكمة قراراً بحبس الأخير غيابياً لمدة شهر وتغريمه 10 آلاف جنيه، لافتة إلى أنه طوال فترة المنازعات القضائية تلقوا الكثير من التهديدات بالقتل من عائلة المتهمين، وحررت جارتها محضراً كيدياً ضدها اتهمتها وزوجها خلاله بأنهما سرقا مشغولات ذهبية خاصة بها، لإجبارهما على التنازل عن القضية.

وقالت الزوجة المكلومة «خاف زوجى من تهديداتهم خاصة أنها ازدادت عقب الحكم الصادر ضد شقيقهم وتدخل بعض الأهالى للصلح بيننا وبينهم، والتنازل عن القضية والمحاضر، وبالفعل توجه زوجى لمقر نقطة الشرطة بقرية القطاوية للتنازل، إلا أن المتهم رفض وهدده قائلاً «أنا مش هتصالح وهعرف آخد حقى».

وتابعت «عقب ذلك وجهت لى شقيقته مرة أخرى السباب والشتائم وتبادلنا التراشق بالألفاظ وقام والدها وأشقاؤها على أثر ذلك باقتحام منزلنا والتعدى على زوجى بالضرب حتى لفظ أنفاسه الأخيرة وأصابوا والدتى وشقيقى ووالد زوجى ولاذوا بالفرار».

ورددت الزوجة عبارات «حسبى الله ونعم الوكيل فيهم، ربنا ينتقم منهم، قتلوا ظهرى وسندى» مشيرة إلى أن زوجها كان العائل الوحيد لهم والمسئول عن رعاية والده أيضاً وتدبير كافة احتياجاتهم خاصة إيجار المنزل الذى يقطنون فيه وتساءلت «ذنبهم إيه عياله يتحرموا منه ويتيتموا وهما لسه أطفال؟».

وعلى الرغم من أن الزوجة المكلومة بمقتل زوجها أمام عينيها هى وأطفالها وأسرتها هم المجنى عليهم، فإن الخوف من بطش أسرة المتهمين يسيطر عليها هى وأسرتها، خاصة أن عائلة المتهمين وأقاربهم هم الأكثر نفوذاً وسطوة فى قريتهم.

الزوجة: «قعدت أصرخ أنا وعيالى وحاولنا ننقذه بس روحه طلعت قبل ما ننقله المستشفى»

الزوجة التى تطالب الدولة والمسئولين بالقصاص لزوجها من قاتليه طالبت أيضاً بحمايتها وأبنائها وأفراد عائلتها من عائلة المتهمين وأقاربهم، خوفاً من تجدد الاعتداء عليهم خاصة أنهم أناس بسطاء ولا يملكون من حطام الدنيا شيئاً، على حد قولها.

وبعد وقوع الجريمة ومقتل المجنى عليه وإصابة عدد من أقاربه الذين حاولوا الدفاع عنه دون جدوى، بدأت رحلة أخرى للقبض على المتهمين الذين هربوا من القرية، انتشرت فرق البحث وجمع المعلومات وأجرت النيابة العامة مناظرة لجثمان المجنى عليه فى منزله، وانتدبت الطب الشرعى للكشف عليه وتحديد الإصابات التى أدت لمقتله والأداة المستخدمة فيها وبدأت تحقيقاتها بسماع الشهود وأقوال الجيران وأهالى المجنى عليه والمصابين منهم حتى تمكنت قوات الأمن من القبض على اثنين من المتهمين من الأبناء الذين شاركوا فى ارتكاب الجريمة، وبعد التحقيق معهما قررت حبسهما على ذمة التحقيقات، بينما لا يزال الأب واثنان من الأبناء المتهمين هاربين.

وقال مصدر أمنى بمديرية أمن الشرقية إن بداية القضية كانت مع تلقى العميد عاطف الشاعر، رئيس مباحث مديرية أمن الشرقية، إخطاراً من العميد سعد الصوالحى مأمور مركز شرطة أبوحماد يفيد بوقوع مشاجرة بين عائلتين بقرية القطاوية التابعة لمركز أبوحماد بالحجارة والشوم، وأسفرت عن مصرع «أحمد محمد سرحان» 40 عاماً، عامل بمصنع بالعاشر من رمضان إثر الاعتداء عليه بالضرب بآلة حادة «كوريك»، فيما أصيب 3 آخرون بكدمات وجروح قطعية «جميعهم من أسرة واحدة»، وذلك بسبب خلافات سابقة حيث سبق أن تعدى الطرف المتهم بالقتل وهم «محمد. إ» وشهرته شحتة الأسود وأبناؤه «أشرف، وبشير، ورجب، وعلى» على زوجة القتيل بالضرب فى وقت سابق وتحرر محضر قبل أن تتجدد الخلافات التى وصلت لوقوع جريمة القتل.

وأضاف: «انتقلت قوة من ضباط مباحث المركز لمكان الواقعة للسيطرة على الموقف وضبط الجناة، وتحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة التى تولت التحقيق بإشراف المستشار أحمد دعبس المحامى العام الأول لنيابات جنوب الشرقية، واتخذت كافة الإجراءات القانونية تجاه المتهمين والتحقيقات فى القضية».

المجنى عليه

عزاء القتيل

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى