الأخبار

في الذكرى الأولى لمقتله

1

تأتي الذكرى الأولى لمقتل الشاب الأمريكي الأسود “مايكل براون” لتعيد فتح ملف العنصرية التي تمارسها الشرطة الأمريكية، لتعود المواجهات من جديد بين المتظاهرين والشرطة، وتعود الشرطة الأمريكية لتستخدم القوة المفرطة ضد المتظاهرين، في ذلك البلد الذي يدعي الديموقراطية وحرية التعبير عن الرأي.

انتفضت مدينة “فيرجسون” في ولاية “ميزوري” الأمريكية لإحياء الذكرى الأولى لمقتل الشاب الأسود “مايكل براون” برصاص شرطي أبيض، وعلى الرغم من مرور عام على مقتل “براون” وكثرة الإدانات والانتقادات التي تم توجيهها للشرطة الأمريكية لتعاملها بقوة مفرطة في حادثة “براون” وحوادث أخرى مماثلة، إلا أنها لم تفكر في تغيير سياساتها، ففور اندلاع المظاهرات وخروج المحتجين الغاضبين إلى الشوارع، لم تتوانى الشرطة الأمريكية في استخدام القومة المفرطة وهو ما أدى إلى إصابة متظاهر على الأقل بجروح في إطلاق نار.

قالت مصادر إعلامية أمريكية إنه تم سماع ما لا يقل عن عشرين طلقة نارية، قبل أن يسقط أحد المتظاهرين أرضًا مضرجًا بالدماء، وأفادت شرطة “سانت لويس” في ولاية ميزوري وسط الولايات المتحدة، أن أحد عناصرها فتح النار بعدما وجد نفسه في مرمى “نيران كثيفة”، وأظهرت صور تم تناقلها على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، سيارتين على الاقل عليهما أثار رصاص.

تظاهر المئات وعلى رأسهم والد “براون” وأقرباء له في هذه المدينة السبت الماضي، وهتف المتظاهرون “ارفعوا أيديكم! لا تطلقوا النار!”، و”نحن هنا من أجل مايكل براون”، وكتب على لافتة رفعها المتظاهرون “نرجوكم لا تقتلونا”، وانتهت المسيرة أمام المدرسة الثانوية نورماندي التي كان “براون” يرتادها.

شارك أمس الأحد حوالى 300 شخص في مسيرة صامتة، وقفوا خلالها أربع دقائق ونصف دقيقة، في إشارة الى المدة التي تركت فيها جثة “براون”، اي أربع ساعات ونصف الساعة في الشارع قبل نقلها، وارتدى الكثيرون قمصانا طبعت عليها صور “براون”، وكتب عليها عبارة “اختار التغيير”، وحمل آخرون لافتات كتب على بعضها “اوقفوا قتل الأطفال السود”، وسار الجمع في شوارع فيرجسون وصولًا الى كنيسة “سانت مارك”، التي شكلت مركزًا خلال التظاهرات بعد مقتل “براون”، وأعرب والد “براون”، عن امتنانه لمشاركة هذا العدد من الأشخاص في المسيرة، وقال متوجها إلى المشاركين “من دونكم لكان الامر في طي النسيان”.

في نيويورك، تجمع العشرات بساحة “يونيون” تضامنا مع فيرجسون، وللمطالبة باستمرار التظاهرات ضد حوادث قتل عناصر الشرطة لأفراد من الاقليات، كما تجمع حوالى مائة شخص في “بروكلن” للاحتجاج على مقتل “براون”، واعتقلت الشرطة عددًا منهم.

و”مايكل براون” شاب أسود يبلغ من العمر 18 عاما، قتل برصاص الشرطي “دارن وورن” في التاسع من أغسطس عام 2014، بعد أن اعتقد رجال الشرطة أنه كان مسلحًا لكن اتضح بعد ذلك أن “براون” لم يكن بحوزته سلاح، وحينها شهدت مدينة “فيرجسون” تظاهرات عنيفة ما كادت أن تهدأ انتظارًا لمحاكمة الشرطي المتسبب في الحادث حتى اشتعلت من جديد  في نوفمبر، بعدما قررت هيئة المحكمة تبرئة الشرطي “وورن”.

أثارت هذه الحادثة اضطرابات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وجدلا واسعًا حول عودة العنصرية وتأصلها في هذا البلد الذي ينادي بالديموقراطية والحرية، ونقاشات كثيرة فيما يتعلق بممارسات الشرطة تجاه الأمريكيين من أصول إفريقية، خاصة بعد وقوع مجموعة من الحوادث المشابهة على فترات متقاربة.

تتزامن ذكرى مقتل “براون” بعد أيام من مقتل شاب أسود أعزل يدعى “كريستيان تايلور” ويبلغ من العمر 19 عامًا، حيث قتلته الشرطة الأمريكية الجمعة الماضية في “تكساس”، وذلك عندما أطلق الشرطي “براد ميللر” النار على الشاب الأعزل بعدما صدم بسيارته واجهة معرض سيارات.

البديل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى