الأخبار

وزير الداخلية يطلب لقاء الـ

10

سيطرت حالة من الترقب على سكان شارع عزب المقابل لمحطة مترو دار السلام، محل سكن الشاب الذي تعرض لـ”السحل والضرب” من أمناء شرطة بمحطة دار السلام، كما أظهر مقطع فيديو يوثق للحادث.

“التحرير” رصدت في زيارتها لمسكن الشاب “خوف أسرته وجيرانه” من انتقام “المتورطين” في الواقعة، بعدما انتشر الفيديو في نطاق واسع، ولم يطمأنهم وعود الوزير وكبار قيادات الداخلية بحمايتهم، وإحالة المخالفين لقطاع التفتيش.

وشهدت أحداث الواقعة تطورًا مفاجئًا بهرب محمد أشرف عزب، الشاب الضحية، من مستشفي هيرمل، التي كان يتلقى العلاج فيها، بعدما زاع سيط الواقعة، التي أثارت حنق الرأي العام.

وقالت مصادر في المستشفي لـ”التحرير”، إن الشاب خشى من تطورات الحادث، مع معرفة وزير الداخلية، اللواء مجدي عبد الغفار، بها، فخشى أن “يتم ضبطه ككبش فداء”.

وقبلها توجهنا إلى منزل “محمد”، وفور وصولنا، خرجت لنا ربة منزل، وبسؤالها عنه، رفضت الإجابة وعقبت “مافيش حد ساكن هنا بالاسم ده” وبعدها خرج لنا عجوز قائلًا “بص يا باشا، محمد مش هنا ولا حد يعرف حاجة عن الموضوع اللي أنت جاي فيه”، وبعدما تأكدا من كوننا صحفيين، ذكرا أنه بالفعل منزل الشاب، وأنهما لا يفصحان على الأمر بسبب حالة الخوف التي يعيشون فيها، وكثرة “زيارات” رجال المباحث للسؤال عن الشاب، ما أثار القلق لدى الأهالي في المنطقة كلها.

وبعدها، تحدث معنا العجوز، “لو أنت جاي في الخير، وعايز ترجع حق محمد، يبقى ممكن أساعدك أنك توصل لحد من أهله”، وبالفعل أوصلنا إلى الحاج سعيد عزب، عم الضحية.

وبلغة ولاد البلد، قال الأسطى “سعيد”، يعمل ميكانيكي: “ابن اخويا ليه حق، وإحنا مش هنسيبه، والبلد دي لو فيها قانون يبقى ناخد حقنا، واللي غلط يتعاقب وكله بالأصول”، مشيرًا إلي أن محمد لديه شقيق أكبر منه بسنتين، وأخت أصغر منه، ووالدهم توفى منذ فترة طويلة، وأنه من تولى تربية الشاب.

وأضاف: “الحكاية تعود ليوم الإثنين الماضي، عندما دخل محمد في مشاجرة مع مجند بمحطة مترو دار السلام، بسبب معاكسة شاب لخطيبة صديق له، وسريعًا تطورت المشاجرة، وهنا تدخل أحد أمناء الشرطة، وتعدى عليه بأسلوب عنيف وأصاب محمد بعدة كدمات وجروح متفرقة بالجسم، وعلمت بعد ذلك أنه تم تحرير محضر صلح بين الطرفين، واختفى نجل شقيقي من يوم الواقعة، وفي اليوم التالي، أخبرني أهالي المنطقة أن الموضوع انتشر على الإنترنت، وتحول لقضية رأي عام”.

وتابع العم، “في حوالى العاشرة صباحًا، تلقيت مكالمة من شخص غريب بيقولي إنه أحد الضباط من وزارة الداخلية، وطلب مني انتظر على الخط علشان مساعد وزير الداخلية للإعلام والعلاقات اللواء أبو بكرعبدالكريم عايز يكلمني”، وهنا توقف الأسطى سعيد عن الحديث، وعقب: “بصراحة أنا معرفش أن الموضوع كبير كده، ووصل لدرجة مساعد وزير الداخلية”.

وعاد مرة أخرى لرواية تفاصيل المكالمة، قائلًا “اللواء قالي حقك عليّ وهجيلك لحد عندك اعتذرلك ولمحمد كمان، وأنا هبعتلك عربية علشان تاخدك أنت ومحمد، علشان الوزير عايز يسلم عليه ويصالحه”، فكان ردي عليه أن محمد لا ستواجد في المنطقة من يوم الواقعة، ورفض الذهاب للوزارة.

واستطرد: ” بدل من اللواءات يفضلوا يكلموني، يروحوا يكلموا رجالتهم، إزاي يعاملوا الناس كويس”، ولم يمر إلا ساعات قليلة وانتقل للمنطقة عدد من رجال مباحث، على رأسهم معاون مباحث قسم دار السلام؛ بحثًا عن محمد، ووجهوا عدة أسئلة عنه.

وواصل العم المكلوم: “أنت تعرف يا بني أن بعد الموضوع ده بيوم اتخانقت مع أمينين شرطة من قوة المترو، كانوا قاعدين هنا معايا على القهوة، وقالولي ابن أخوك كان معاه خنجر يوم الخناقة، وإحنا سبناه بمزاجنا، فحدثت بيننا مشادة كلامية، وقلت لهم لو كان معاه حاجة سبتوه يمشى ليه”.

وعند انتهاء الاسطى سعيد من سرد تفاصيل الواقعة، وبعد محاولة مريرة، أخبرنا بتواجد ابن شقيقه بمستشفى “هيرمل” دار السلام العام لتلقيه العلاج هناك نتجية الاصابات، وفور انتقالنا إلى المستشفى اكشتفنا انه تركها فجأة دون مبرر.

كما توصلنا إلى صديق الشاب ويدعى مصطفى كامل والذى رفض التحدث عن الواقعة أو مكان تواجده قائلاً”محمد مش هيظهر غير لما حقه يرجع وإحنا معندناش ثقة في حد”.

التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى