الأخبار

نشرات الطقس التي لا يشاهدها أحد

 

 

95

 

 

رغم أن حالة الطقس فى مصر هذه الأيام استثنائية، حيث تتعرَّض البلاد لموجة شديدة الحرارة لا تتكرر إلا كل 11 عامًا، فإن القائمين على النشرات الجوية لم يكونوا على قدر المستوى، ولم يبذلوا مجهودًا يُذكر للاهتمام بتلك الفقرة التى تبرز أهميتها فى مثل تلك الظروف، وتعتبر خدمة إعلامية للمواطن، ولكنها ظلَّت هامشية وكأنها ستردّد الجملة المعروفة «الطقس حار جاف صيفًا دافئ ممطر شتاءً»، وظلَّت أيضًا تُعرض قبيل نهاية الفقرة الإخبارية بقليل، وكأن هدفها ملء الفراغ فقط، كما أنها ما زالت بنفس مستواها أيضًا، وهذا حسب المتابعين من أساتذة الإعلام، ومن ضمنهم الخبير الإعلامى ياسر عبد العزيز، الذى قال إن «التليفزيون المصرى مثلًا لا يهتم بأحوال الطقس إلا بشكل موسمى».

وتابع عبد العزيز، فى تصريحاته لـ«التحرير»، بأن لنشرة أحوال الطقس، خصوصًا فى مثل هذه الأيام، دورًا مهمًّا فى توعية المشاهدين، مضيفًا أن «الاهتمام بأحوال الطقس من قبل التليفزيون المصرى هو فكرة موسمية فقط، ولا تقع ضمن أولويات الجمهور الأساسية، وسبب ذلك هو اعتدال الجو فى مصر مهما تقلّب أو تغيّر حاله، ولكن مع التغيرات الحادة التى شهدتها مصر فى حالة طقسها اليومى لا بد من إعادة النظر فى فقرة الأحوال الجوية فى النشرات العامة»، وطالب الخبير الإعلامى القائمين على وسائل الإعلام بأن يضعوا النشرة الجوية ضمن أولويات الجمهور، وهذا يستلزم اهتمامًا أكبر بوسائل العرض التقنية، مثل الجرافيك، والمحاكاة والصور التوضيحية فى عرض البيانات، والتى تبدو متواضعة فى معظم النشرات، وأشار أيضًا إلى أن الاهتمام بالنشرات الجوية يبلغ ذروته فى الدول التى تشهد تقلبًا كبيرًا فى الجو، خصوصًا دول شرق أوروبا، كما تشهد النشرات الجوية فى الإعلام اللبنانى تقدمًا هائلًا من خلال عرض بياناتها والوسائل التوضيحية، وهى من أهم أولوياتها، نظرًا لتغيُّر جوّها باستمرار كعادة دول الشام.

بينما قالت الدكتورة هويدا مصطفى، أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة، إن «النشرات الجوية فى التليفزيون المصرى تلزمها الاستعانة بخبراء وأطباء يتحدَّثون عن حالة الطقس، ويقومون بتوعية المشاهدين، وتقديم الإرشادات اللازمة لتفادى أخطار الطقس»، واقترحت مصطفى أن تتشكَّل محطات إذاعية مخصصة لنشرات الأحوال الجوية، حتى يكون المشاهد على علم ودراية بأحوال الطقس أولًا بأول، مضيفة أنه لا بد أيضًا أن تشمل النشرة الجوية فقرة للتنبّؤ بالحالة الجوية، وعمل أجهزة رصد تقدّم إنذارات إذا ساءت الأحوال.

ومن جهتها، قالت رانيا هاشم، مقدمة النشرات بالتليفزيون المصرى، إن «برنامج (صباح الخير يا مصر) ما زال ملتزمًا حتى الآن بفقرة يومية عن أحوال الطقس، لافتة إلى أنه يبنغى الاهتمام بالنشرات الجوية بصورة أكبر من ذلك، وأضافت أن «الزملاء بالتليفزيون ملتزمون طوال الوقت ببيانات وزارة الصحة حول تأثيرات حرارة الجو على المواطنين، وإن كنت شخصيًّا متشككة فى مدى دقّة المعلومات، فينبغى أن يسعى الزملاء للتحقق بصورة أكبر واستدعاء خبراء فلكيين وأطباء من جهات متعددة، لنعرف ما يحدث بالضبط، ومن ثَمَّ يقدمون صورة كاملة للمواطن لأن هذا حقّه، وأنا أنادى زملائى فى النشرات الجوية بمحاولة إحداث تطورات أكبر، كما أتمنّى أن تكون هى الفقرة الأولى فى نشرة الأخبار لا الأخيرة، خصوصًا فى مثل هذه الظروف».

وتختتم رانيا كلامها مؤكدة أنه قبل سنوات كانت هناك نشرة أحوال جوية مستقلة ومتخصصة وتعرض يوميًّا على القناة الثانية، وكانت تحقق نسب مشاهدة عالية، لافتة إلى أنها كانت مفيدة جدًّا، مشيرة إلى أنها تتمنَّى عودتها، وأن هناك زملاء أكفاء يمكنهم تقديمها بشكل مبتكر ولافت.

 

التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى