الأخبار

الرجل القوى فى اختبار شعبية

67

 

الآن أترككم لتقرروا، وضميرى مرتاح لأننى قاومت الضغوط والابتزاز. فأوروبا لم تعد كما كانت بعد هذا الفصل الصعب من المفاوضات»، بهذه الكلمات أعلن ألكسيس تسيبراس، رئيس الوزراء اليونانى، استقالته أمس الأول، فى خطوة يراها مراقبون مناورة جديدة لاختبار شعبيته والعودة إلى منصبه بتفويض انتخابى جديد.
ففى الخامس من يوليو الماضى، اختبر تسيبراس (41 عام)، موقفه الداخلى مع شروط ترويكا الدائنين (صندوق النقد الدولى والاتحاد الأوروبى والبنك المركزى الأوروبى) باستفتاء عام، رفضه اليونانيون بنسبة 61%، أما اليوم فلجأ إلى الاستقالة وإجراء انتخابات مبكرة، بعد أن نجح فى الوصول إلى اتفاق يضمن تمويل البلاد لثلاث سنوات عبر قرض بقيمة 86 مليار يورو.
وكان تسيبراس مجبرا على الاستقالة بعدما خسر الغالبية فى البرلمان الأسبوع الماضى خلال التصويت على خطة الإنقاذ الثالثة، وذلك بعد أن رفض 40 نائبا يمثلون حزبه سيريزا (يسارى متشدد) هذه الخطة، وهو ما أدى إلى تراجع غالبيته البرلمانية إلى 119 نائبا من أصل 300.
وبحسب صحيفة الجارديان البريطانية، فإن فقدان تسيبراس للأغلبية النيابية برفض 40 من كتلة حزبه لشروط الدائنين الجديدة، دفعه إلى الاحتكام للشعب مجددا، وذلك فى وقت ما زالت شعبيته تتقدم كثيرا على حزب الديموقراطية الجديدة المعارض، وفق ما أظهرته استطلاعات رأى أجريت أخيرا.
الجادريان، أشارت فى تقريرها إلى احتمالات انشقاق المتمردين داخل سيريزا والانضمام إلى حزب جديد، سيطلق عليه «ليكى أنوتيتا» (الوحدة الشعبية)، ومن المتوقع أن يتزعمه وزير الطاقة السابق بانايوتيس لافازانى.
وكانت الأزمة المالية التى تضرب اليونان، خلال السنوات الأخيرة، أحد أهم الأسباب فى صعود نجم تسيبراس سريعا فى عالم السياسة، حيث تمكن من أن يكون أصغر رئيس وزراء لبلاده وهو فى سن الأربعين من عمره، بعد فشل عدة حكومات خلال فترة قصيرة فى تلبية احتياجات اليونانيين الراغبين فى تخفيف إجراءات التقشف المالى.
وبدأ تسيبراس حياته مشجعا لنادى باناثينايكوس الشهير، إلا أنه سرعان ما انخرط فى السياسية خلال المرحلة الثانوية، حيث قاد زملاءه فى موجة احتجاج ضد سياسات اليمين التعليمية ضمن حركة طلابية طالبت حينها بحرية حضور أو عدم حضور الحصص المدرسية فى المدراس.
واستمر تسيبراس ضالعا فى العمل السياسى لدرجة أنه سافر عام 2001 لمدينة جنوة الإيطالية ليشارك فى الاحتجاجات التى نظمها رافضو توجهات قمة الدول الكبرى الثمانى حينها. وفى عام 2006 رشح حزب سيريزا تسيبراس فى الانتخابات المحلية لمنصب عمدة العاصمة أثينا، حيث طاف أرجاء المدينة للدعاية لنفسه وتوطيد علاقته بالناخبين، وفاز بالمنصب، ما اعتبر فى حينه انطلاقة قوية للرجل نحو رئاسة الوزراء.

 

 

 

 

 

الشروق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى