الأخبار

إعلام «الإخوان» ينهار

37

تواصل انهيار إعلام تنظيم الإخوان فى الخارج، الموجه ضد مصر والمحرض على العنف والفوضى. وأعلنت، أمس، قناة «الثورة» («رابعة» سابقاً)، التى تبث برامجها من تركيا، عن أنها ستوقف بثها خلال الأيام المقبلة، لتلحق بذلك بـ«الشرق»، بعد فشلها فى مواجهة الأزمات المالية الطاحنة التى ألمت بها فى الفترة الماضية، ونجاح ضغوط مصر الخارجية لإغلاق أبواق التحريض على العنف واستهداف الدولة.

أحد شباب التنظيم: قناة فاشلة فقدت مكانتها.. و«مصر الآن» و«مكلمين» تلفظان أنفاسهما الأخيرة

وتعد «الثورة» أحدث القنوات الإخوانية التى يتوقف بثها نتيجة للأزمة المالية التى تواجه كذلك قناتى «مصر الآن»، و«مكملين»، حيث أعلنت «الثورة»، أمس، عن أن سبب توقفها هو ما تعانيه من أزمة مالية شديدة، الأمر الذى جعلها توقف بث برامجها وترددها على القمر الصناعى الفرنسى «يوتل سات»، مضيفة، فى بيان عبر صفحتها الرسمية على «فيس بوك»: «نتعرض لأزمة مالية شديدة، خصوصاً فيما يتعلق بتوفير الدفعات الخاصة بحجز الحيز الخاص بالقناة على تردد القمر الصناعى، ونسعى لحل هذه الأزمة سريعاً حتى يعود البث من جديد».

وكانت قناة «رابعة» («الثورة» حالياً) أُغلقت فى مايو الماضى، بعد أن أوقفت إدارة القمر الفرنسى «يوتل سات» بثها، على خلفية الشكاوى المقدمة من الخارجية المصرية ضدها، عن تحريضها على العنف ودعمها للإرهاب فى مصر والدول العربية المحيطة، ما دفع «الإخوان» لتغيير اسم القناة من «رابعة» إلى «الثورة»، للتحايل على قرار الغلق والعودة إلى البث من جديد.

من جانبه، قال هشام محمد، أحد عناصر التنظيم الشبابية، تعليقاً على وقف بث «الثورة»، إن القناة كانت «فاشلة» ولم تكن تقدم جديداً وفقدت مكانتها، مضيفاً: «نرجو انضمامها إلى قناة مصر الآن، لتجميع أكبر عدد من المشاهدين، وحث الشباب على النزول والتظاهر بشكل أكبر، لحين إسقاط النظام».

وكانت قناة «الشرق» الإخوانية أعلنت، قبل 3 أسابيع، عن وقف بثها هى الأخرى لأجل غير مسمى للمرة الثانية، بسبب تعرضها لأزمة اقتصادية طاحنة، تسببت فيها الحملات الشرسة التى تشنها مصر ضد القناة، ما تسبب فى امتناع المستثمرين الجدد عن ضخ أموال لتشغيل القناة، وهو ما أصاب قواعد الإخوان بحالة من الإحباط بعد فشل القناة فى الاستمرار. ويمتلك قناة «الشرق» باسم خفاجى، الموالى لتنظيم الإخوان، وكانت تشارك بدورها فى الحملة الشرسة التى شنها الإخوان ضد الرئيس عبدالفتاح السيسى والجيش المصرى، سواء بالتحريض على قتل قوات الأمن، أو بإذاعة تسريبات مزيفة بشأن المؤسسة العسكرية فى محاولة لتشويهها.

واعترفت «الشرق»، فى بيان إغلاقها، بأن الضغوط المصرية ضدها كانت السبب فى إغلاقها، قائلة إنها تتعرض لحملات شديدة من جانب مصر، بسبب موقفها من النظام الجديد، وأنها تتحرك لإيجاد حلول اقتصادية طويلة المدى للحفاظ على مسيرتها، والخروج من الأزمات الاقتصادية المتكررة نتيجة الضغوط الخارجية لوقف بثها، لذلك أخذت قراراً بالاحتجاب، حتى تتمكن القناة من توفير ميزانيات تشغيل مستقرة.

وتواجه قناة «مصر الآن»، هى الأخرى، الأزمة المالية نفسها، وتسير فى طريق «الشرق» و«رابعة»، إلى «الإغلاق»، وهو ما ظهر فى التصريح الذى خرج على لسان هيثم أبوخليل، القيادى السابق بالمجلس الثورى التابع للإخوان فى تركيا، قبل أيام، الذى قال فيه: «تقديراً لكل من يسألنى عن موضوع غلق (مصر الآن)، القناة مستمرة حتى مساء الغد، والمتوقع غلق البث، وتسويد الشاشة قريباً، ونتمنى ألا يحدث ذلك».

وتوقف بث قناة مصر الآن، للمرة الأولى فى شهر يونيو الماضى، لمدة أسبوعين كاملين، وقال وقتها أحمد عبده، مدير القناة، إن سبب التوقف هو أن البث يتم عبر القمر الصناعى «نور سات»، وأنه بالاتصال بالشركة المزودة للخدمة، أفادت بأن القناة تتعرض لتشويش كبير، اضطرهم إلى وقف البث، خصوصاً أن هناك ضغوطاً دولية كبيرة عليهم لإغلاق القناة.

وتعتبر «قناة» مكملين، من أبرز القنوات الإخوانية الموجودة فى الخارج، وما زالت تحرض ضد مصر، وتبث برامجها من تركيا، إلا أن عدداً من شباب الإخوان توقعوا إغلاقها هى الأخرى.

فى المقابل، قال الدكتور سامى الشريف، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الأسبق، إن جميع القنوات الخاصة أخذت شهرتها فى الفترة الماضية، من محتواها الذى اعتمد على تناول الخلافات السياسية، إلا أن حالة الاستقرار الحالية جعلت الكثير من القنوات تخفض من ميزانياتها، ومن أعداد العاملين فيها.

وأضاف «الشريف»: «بالنسبة للإخوان، فبعد سقوط حكمهم، وهروب عدد كبير من قياداتهم إلى قطر وتركيا وعدد من الدول الأوروبية، سعوا لفتح نوافذ إعلامية، بتمويل من قطر وتركيا والتنظيم الدولى للجماعة الإرهابية، لمواجهة الرئيس عبدالفتاح السيسى، ونظامه، معتقدين أن ثورة 30 يونيو، لن تستمر، وأن الشعب سيثور مجدداً على الرئيس المؤقت عدلى منصور، فخصصوا لتلك القنوات ميزانيات ضخمة، اعتماداً على أن أمريكا تلكأت فى الاعتراف بالنظام المصرى، وكذلك عدد من الدول الأوروبية ومنها ألمانيا، إلا أن هذا الشعور بدأ يخبو، عندما وجدوا موقف الغرب بدأ فى التغير واستئناف التعاون مع النظام الحالى، بالمشاركة فى المؤتمر الاقتصادى، فضلاً عن قناعتهم بأن العمليات الإرهابية لا جدوى منها وأن القنوات فقدت قدراتها على الحشد ونشر العنف، لذلك لجأ التنظيم إلى تقليل الدعم المقدم لتلك القنوات ووقفه عن أخرى».

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى