الأخبار

“اليونسكو” تحيي اليوم الدولي لمحو الأمية

 

204

 

تحيي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ” اليونسكو” يوم 8 سبتمبر اليوم الدولي لمحو الأمية 2014 تحت شعار ” محو الأمية والتنمية المستدامة ” ، حيث يهدف إلي أن معرفة القراءة والكتابة هي واحدة من العناصر الأساسية اللازمة لتعزيز التنمية المستدامة، كما أنها تمكن الناس حتى يتمكنوا من اتخاذ القرارات الصائبة في مجالات النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية والتكامل البيئي. 

وكان قد تم لأول مرة اقتراح تخصيص يوم كل عام لتعزيز محو الأمية إبان “المؤتمر الدولي لوزراء التربية والتعليم حول محو الأمية” (طهران، 8 ـ 19 سبتمبر 1965). وبعد مرور عام، في نوفمبر 1966، أعلنت اليونسكو يوم 8 سبتمبر اليوم الدولي لمحو الأمية.

وطوال أكثر من 40 عاماً، تحتفل اليونسكو باليوم الدولي لمحو الأمية وتذكر المجتمع الدولي بأن محو الأمية إنما يشكل حقاً من حقوق الإنسان وأساساً لكل عملية تعلم. ومنذ عام 1967، تكافئ اليونسكو أنشطة المنظمات والممارسين والبرامج في أكثر من 100 بلد في جميع أرجاء العالم، وذلك من خلال منح جوائز اليونسكو الدولية لمحو الأمية.

وكانت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا قد أعلنت بفوز كلا من الجزائر وبوركينا فاسو والاكوادور وجنوب أفريقيا واسبانيا بجوائز اليونسكو الدولية لمحو الأمية لعام 2014 ، في حفل تقرر تنظيمه في داكا ( بنجلاديش).

وذكرت أيرينا بوكوفا في رسالتها بهذه المناسبة إلي أنه تم تخصيص هذا اليوم الدولي في هذه السنة للصلة بين محو الأمية والتنمية المستدامة، وهو يمثل فرصة سانحة للتذكير بالحقيقة البسيطة التالية : 

يغير محو الأمية الحياة بل يفعل أكثر من ذلك ، إذ إنه ينقذ الحياة . ويتيح محو الأمية الحد من الفقر وتمكن الناس من العثور على وظائف والحصول على رواتب أعلى. ويمثل وسيلة من أكثر الوسائل فعالية لتحسين صحة الأمهات والأطفال ، ولفهم وصفات الأطباء والحصول على الرعاية الصحية. فلقد أنقذت حياة أكثر من مليوني طفل دون سن الخامسة بين عامي 1990 – 2009 ، وذلك بفضل أوجه التقدم في تعليم النساء اللواتي هن في سن الإنجاب. وييسر محو الأمية الانتفاع بالمعارف ويمثل انطلاقة لعملية اكتساب الاستقلال الذاتي والثقة بالنفس التي تفيد كل بني البشر . ويقوم الملايين من الأفراد بمضاعفة هذه الطاقة التي تحمل في طياتها مستقبل المجتمعات. 

وأشارت بوكوفا إلي أن العالم يضم في يومنا هذا 781 مليونا من البالغين في جميع أنحاء العالم لا يستطيعون القراءة أو الكتابة أو العد ، وثلثا هؤلاء هم من النساء، وثمة أكثر من 250 مليون طفل لا يستطيعون قراءة جملة واحدة، على الرغم من نصفهم قضوا أربع سنوات في المدرسة. فأي نوع من المجتمعات يمكننا أن نبني يا تري مع جيل أمي من الشباب .. وهذا العالم لا يمثل العالم الذي ننشده . فإننا نريد عالماً يتمكن فيه كل فرد من المشاركة في مصير المجتمعات ،ومن الانتفاع بالمعارف والإسهام في إثرائها . ولكي ننجح في مساعينا ، يجب علينا أيضا أن نعدل النهج التقليدي لبرامج محو الأمية وأن ندرج فيها ، إضافة إلي القراءة والكتابة بالمعنى الدقيق للمصطلحين ، كفاءات أوسع نطاقاً تشمل الاستهلاك وأنماط الحياة المستدامة، والمحافظة على التنوع البيولوجي ، والحد من الفقر، والحد من مخاطر الكوارث وكذلك المشاركة المدنية . وبذلك تتمكن برامج محو الأمية من تحرير طاقاتها التحويلية. 

وسيكون هذا الالتزام في مركز اهتمامات مؤتمر أيشي ـ ناغويا المقبل والذي سيعقد في شهر نوفمبر في اليابان ، والمخصص لوضع التعليم من أجل التنمية المستدامة . وسيقع هذا الالتزام أيضاً في صميم اهتمامات المنتدى العالمي للتربية الذي سيعقد العام المقبل في إنشيون بجمهورية كوريا، من أجل توجيه النقاش العالمي نحو اعتماد أهداف جديدة للتنمية المستدامة في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستعقد في عام 2015. 

وذكرت يوكوفا أن اليونسكو تضطلع بأعمال في شتي أنحاء العالم ، في أفغانستان وبنغلاديش وكمبوديا ومصر ونيجيريا والسنغال وغيرها ، من أجل إدراج محو الأمية في استراتيجيات الوطنية للتنمية . كما أن “الشراكة العالمية لتعليم الفتيات والنساء ” وصنوق ملاله لحق الفتيات في التعليم ، اللذين استهلتهما اليونسكو ، يركزان الاهتمام أيضاً علي محو الأمية.

أما البرامج المعترف بها من قبل اليونسكو “جائزة كونفوشيوس لمحو الأمية ” ، “وجائزة الملك سيجونغ لمحو الأمية” ، فتقوم في كل سنة بتكريم الممترسات الابتكارية التي تنين أن بإمكاننا تحقيق النتائج . كما أن التكنولوجيات الجديدة، ولا سيما الهواتف المحمولة ، تقدم إمكانيات جديدة لمحو الأمية لدي الجميع . ويجب علينا أن نستثمر فيها بقدر أكبر ، وأناشد في هذا اليوم جميع الدول وجميع شركائنا أن يضاعفوا بذل جهودهم علي الصعيدين السياسي والمالي ، لكي يعترف اعترافاً تاماً بأن محو الأمية يمثل أحد أقوي العوامل المسرعة لتحقيق التنمية المستدامة، فالمستقبل الذي ننشده يبدأ بأحرف الأبجدية. 

وتمنح اليونسكو كل سنة جوائز محو الأمية الخمس التالية: جوائز “اليونسكو – كونفوشيوس لمحو الأمية” الثلاث التي أنشئت في عام 2005 بدعم من حكومة جمهورية الصين الشعبية، وجائزتا “اليونسكو – الملك سيجونغ لمحو الأمية” اللتان أنشئتا في عام 1989 بدعم من حكومة جمهورية كوريا. واللتان فازتا بجائزتَي “اليونسكو – الملك سيجونغ لمحو الأمية” لعام 2014 هما : وزارة التربية في إكوادور، التي أعدت مشروعاً لتوفير التعليم الأساسي للشباب والكبار استفاد منه ما يناهز 325 ألف شخص منذ عام 2011. ولا يقتصر هذا المشروع على تعليم القراءة والكتابة، بل يشمل أيضاً حصصاً دراسية في مجال المواطَنة والصحة والتغذية. 

ويجري تعليم السكان الأصليين بلغتهم الأم استناداً إلى نهج يقوم على رؤيتهم للعالم. رابطة تعزيز التعليم غير النظامي في بوركينا فاسو ، التي أعدت برنامجاً لتطوير “قدرات النساء اللواتي يعشن في فقر مدقع في بوركينا فاسو”. ويسعى هذا البرنامج إلى تحسين حياة النساء عن طريق تعليمهن مهارات القراءة والكتابة والحساب وتدريبهن في مجال الصحة والتنمية الاقتصادية المستدامة، وعن طريق تزويدهن بقروض صغيرة. وأنشئ البرنامج في عام 1997 واستفادت منه 18 ألف امرأة حتى الآن في بلد متعدد اللغات والثقافات. وحقق البرنامج العديد من النجاحات في مكافحة مشاكل الفقر وإزالة الغابات والتلوث، وذلك من خلال أنشطة تمت بخمس لغات محلية.

أما الدول الثلاث التي فازت بجوائز “اليونسكو – كونفوشيوس لمحو الأمية” هما : الجمعية الجزائرية لمحو الأمية (اقرأ)، وهي منظمة غير حكومية أنشئت في عام 1990، تركز على التعليم والتدريب من أجل محو الأمية، وتوفر برامج للاندماج في مكان العمل وتعزيز اكتساب سكان الأرياف والمناطق النائية مهارات القراءة والكتابة والحساب. وتستند برامج الجمعية إلى نهوج ابتكارية وشاملة تتيح للنساء اللواتي يعشن في فقر مدقع في المناطق المعزولة الاندماج في المجتمع من خلال مجموعة من الدورات التدريبية في مجال مهارات القراءة والكتابة والحساب، والمهارات ذات المردود المالي. ويطبّق المستفيدون مهارات القراءة والكتابة والحساب التي يكتسبونها في إطار أنشطة مدرة للدخل تعدها مراكز معتمدة للتدريب المهني. وتجدر الإشارة إلى أن برنامج الجمعية الذي دعم أكثر من 17 ألف شخص حتى الآن يوفر أيضاً المشورة القانونية للمتدربين السابقين بغية مساعدتهم على إدارة مشاريعهم الجديدة. مدرسة التعلّم مدى الحياة من أجل التنمية المجتمعية في بوليغونو سور (إسبانيا)، التي تعمل في مجال الربط الشبكي بوصفها مشروعاً تعليمياً يتوجه إلى مجموعة من الأشخاص من ثقافات متنوعة، تضم مواطنين من إسبانيا ومهاجرين من شمال أفريقيا وأفراداً من جماعة الروم في منطقة يسودها الحرمان بأشبيلية. ويوفر المشروع تدريباً من أجل محو الأمية، وتعليماً مهنياً، وتعليماً خارج الإطار المدرسي يمكن التصديق عليه، ويزود المستفيدين منه بالمهارات اللازمة للحصول على عمل وتنظيم المشاريع. ويتيح المشروع، من خلال أنشطة مجتمعية ترتبط بالموسيقى والمسرح على سبيل المثال، تعزيز الوعي بالثقافة والإيكولوجيا. ونجح هذا البرنامج الابتكاري في إدراج المهارات الأساسية في العمليات الأوسع نطاقاً الرامية إلى تحقيق التنمية المجتمعية، وفي إبراز الإمكانات التي توفرها أنشطة محو الأمية لحفز الناس على العمل وتحويل حياتهم إلى الأفضل.

معهد مولتينو للغات ومحو الأمية (جنوب أفريقيا) والمعهد الدولي لمحو الأمية، اللذان ينفذان مبادرة تُعرف باسم “جسور إلى المستقبل”، وهي عبارة عن برنامج ابتكاري يستخدم تكنولوجيات المعلومات والاتصالات لتزويد جميع سكان المناطق الريفية والمناطق الحضرية الأقل نمواً بما يلزمهم من مهارات وقدرات، بصرف النظر عن أعمارهم. ويتيح البرنامج للأطفال والشباب والكبار اكتساب مهارات القراءة والكتابة والحساب، وتعلّم استخدام الحواسيب، من خلال تكنولوجيات المعلومات والاتصالات، وذلك باللغة الإنجليزية وبثلاث لغات أفريقية. واستُهل هذا البرنامج في عام 2007 وقد استفاد منه 30 ألف طفل من أطفال المدارس و 6000 شخص من الشباب والكبار في مراكز التعليم الأساسي والتدريب المخصصة للكبار. ويركز البرنامج أيضاً على موضوع التنمية المستدامة إذ يشمل مضامين تعليمية ترتبط بالصحة والبيئة والتنمية الاجتماعية والتعليم المهني. وهذا البرنامج هو نتيجة شراكة ناجحة بين بلدان الشمال وبلدان الجنوب، تنفذها مؤسسة دولية رائدة في بحوث محو الأمية هي المعهد الدولي لمحو الأمية (الولايات المتحدة الأمريكية) ومنظمة أفريقية محلية. 

إن محو الأمية هو حق أساسي من حقوق الإنسان وأساس عملية التعلم مدى الحياة. كما أن محو الأمية يمثل عنصراً أساسياً لتحقيق التنمية الاجتماعية والبشرية، وذلك نظراً إلى قدرته على تطوير حياة الأفراد. وفي ما يتعلق بالأفراد والأسر والمجتمعات على السواء، فإن محو الأمية يعتبر أداة تتيح تحسين ظروفهم الصحية وزيادة دخلهم وتعزيز علاقاتهم بالعالم المحيط بهم.

وتتطور باستمرار استخدامات مجال محو الأمية في ما يتعلق بتبادل المعارف، ويقترن ذلك بمظاهر التقدم التكنولوجي.

ومن الإنترنت إلى الرسائل النصية، فإن زيادة اتساع نطاق الاتصالات المتوافرة تفضي إلى إحداث مزيد من المشاركة الاجتماعية والسياسية. والمجتمع المتعلم إنما هو مجتمع يتمتع بالدينامية، إذ أنه مجتمع يتبادل الأفكار وينخرط في الحوار. أما الأمية فإنها تشكل، مع ذلك، عقبة تحول دون تحسين الظروف الحياتية للأفراد، بل إنها قد تفضي إلى الاستبعاد والعنف. 

وتشير الأرقام الصادرة عن معهد الإحصاء لليونسكو أن عدد الأميين في العالم يقدرون بنحو 800 مليون أمي ، أما في العالم العربي فلا تزال المعدلات مرتفعة حيث ناهز عدد الأميين 70 مليونا بين من بلغوا سن الرشد ثلثاهم من النساء.

وتقدر اليونسكو أن 84 % من سكان العالم اليوم قادرون على القراءة والكتابة، مقابل 76 % فى عام 1990. وهنالك أيضا 58 مليون طفل فى سن التعليم الابتدائى غير ملتحقين بالمدارس، ويحرم 63 مليون مراهق فى سن المرحلة الدنيا من التعليم الثانوى من حقهم فى التعليم ، ويعرضون بالتالى لخطر الالتحاق بقوافل الأميين. ومع أنه قد أُحرز تطور باتجاه تحقيق أهداف محو الأمية على الصعيد الدولي، إلا أنه لا يزال هنالك تحديات كبرى يتعين تخطيها فى المستقبل من خلال اعتماد حل دولى قوى فى إطار جدول أعمال التنمية لما بعد عام 2015. 

في حين ذكرت تقارير المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألسكو) إن عدد الأميين في المنطقة العربية في عام 2013 ، بلغ 97.2 مليون شخص من أصل حوالي 340 مليون نسمة ، أي نسبة 27.9 % من مجموع السكان ، ودقت المنظمة ناقوس الخطر مشيرة الى أن الدول العربية لم تحقق تقدماً حقيقياً على طريق محو الأمية على مدى السنة الماضية. وأضافت الألسكو التي تتخذ من تونس مقراً لها ، إن نسبة النساء من الأميين العرب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و45 عاماً تبلغ 60 %. وكشف تقرير المنظمة أن أكثر من 6 ملايين طفل في العالم العربي ممن هم في سن الدراسة غير منخرطين في سلك التعليم ، كما أن نسبة 20 % من الأطفال الذين يلتحقون بالتعليم الأساسي يتخلفون عنه خلال المرحلة الدراسية الأولى بل وتبلغ هذه النسبة 30 % في بعض الدول العربية. وبذلت العديد من الدول العربية جهودا كبيرة في مجال مكافحة الأمية خلال العقد الماضي ، وقدمت تعليما قويا ونوعيا ومتميزا ما أدى إلى انخفاض نسبة الأميين من إجمالي عدد سكان الوطن العربي من 73 % عام 1970 إلى 28 % العام الجاري. 

لكن ورغم تلك الجهود ظلت أعداد الأميين تتزايد بشكل مضطرد بفعل الزيادة السريعة في عدد السكان ، فقد ارتفع عددهم من 50 مليوناً عام 1970 إلى 61 مليوناً عام 1990 ثم 75 مليوناً بحلول عام 2008 ليستقر عددهم عند 97 مليونا في عام 2013 ، وتصنف منظمة اليونسكو المنطقة العربية كأضعف مناطق العالم في مكافحة الأمية ، ويتوقع أن تصبح نسبة الأمية في العالم العربي ( طبقا لدراسة وضعتها منظمة الألسكو) الأولى في العالم خلال السنة الجارية 2014 بعدما كانت الثانية بعد افريقيا. 

واستنتج تقرير الألسكو، أنه في حال استمرار النسق التعليمي الحالي في مكافحة الامية فإن العالم العربي لن يكون قادرا على تحقيق المساواة بين الجنسين قبل عام 2020 أو تحقيق التعليم الأساسي للجميع قبل عام 2050. 

وطبقا لإحصائيات الألسكو فإن مصر تحتل المرتبة الأولى من حيث عدد الأميين بحكم حجمها السكاني في الوطن العربي ، تليها السودان فالجزائر والمغرب ثم اليمن. وتضمُ هذه الدول الخمسة مجتمعة نسبة 78 % من الأميين في البلاد العربية.

أما الدول الأوفر حظاً من الدول العربية الأعضاء في الألكسو، والتي تسجل نسبا متدنية من الأمية فهي البلدان الصغيرة الخليجية ذات الموارد النفطية ، تقودها الإمارات العربية المتحدة وتليها كل من قطر والبحرين والكويت ، إضافة إلى الفلسطينيين ، وتأتي بعدها وبدرجة أقل كل من الأردن وسوريا وليبيا وتونس والتي تبلغ نسبة الأمية فيها مجتمعة نسبة 13 %.

وإذا ما استمرت المعدلات على حالها تشير الإحصاءات إلى أن 7 دولٍ عربية قد تتخلَص تماماً من الأمية بحلول عام 2015 ، وهي الإمارات وقطر والبحرين والكويت والأردن وفلسطين ولبنان. وتسير بعدها في الاتجاه نفسه ولكن بوتيرة أبطأ كل من عمان والسعودية وسوريا ومصر وتونس ، وتبقى السودان واليمن أكثر الدول العربية معاناة من الأمية. ويعزو العديد من المحللين استمرار ظاهرة الأمية في الدول العربية لمعوقات كثيرة بينها غياب إرادة سياسية حقيقية في مكافحتها وتخصيص ميزانية محدودة لقطاع التعليم وعدم تدريب القائمين عليه أو تجديد المناهج الدراسية حتى تتماشى ومتطلبات سوق العمل، وتدني الرغبة في التعلم وانتشار الفقر خصوصا في المناطق الريفية من بين اسباب كثيرة ومتعددة. 

وأبدت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم مخاوفها من عدم وجود تقدم حقيقي بالنسبة لمحو الأمية في الوطن العربي حيث تشير الإحصاءات إلى أن مجموع عدد الأميين العرب في الفئة العمرية 15- 45 يبلغ قرابة 67 مليون أمي وأمية منهم قرابة 60 % من الأميات ، كما تشير الإحصاءات إلى أن معدل الإلمام بالقراءة والكتابة لدى الكبار في الفئة 15 سنة وما فوق يصل إلى 72.1 % وهذا يعني أن قرابة 27.9 % من سكان الوطن العربي أميون ، كما يعني أن عدد الأميين في الدول العربية يصل إلى قرابة 97.2 مليون أمي وأمية. كما يشير تقرير الرصد العالمي للتعليم للجميع لعام 2011 إلى وجود 6.188 مليون طفل وطفلة غير ملتحقين في التعليم في الدول العربية ممن هم في سن الالتحاق بالتعليم ، وهذه الأرقام لاشك تشكل واحداً من أكبر الأخطار التي تعترض التنمية البشرية والاقتصادية والإنسانية في الوطن العربي. 

وحذرت الألكسو من خطورة عدم الاهتمام الجدي من قبل الدول العربية في مكافحة الأمية ووضعها كأولوية مطلقة في برامجها ومشروعاتها التنموية، وتجدد تذكيرها بأن تحقيق أهداف خطة تطوير التعليم في الوطن العربي التي اعتمدتها القمة العربية في دمشق مارس 2008 ، يمثل حلا ناجعا وفرصة مناسبة للقضاء على الأمية وتعزيز برامج تعليم الكبار في الوطن العربي. 

وجددت الألكسو دعوتها لجميع المهتمين بالتنمية العربية من أفراد ومؤسسات ومنظمات مجتمع مدني وقطاع اقتصادي وجمعيات أهلية إلى المساهمة الفاعلة والعمل الدؤوب من أجل دعم جهود محو الأمية في الدول العربية والعمل على تعميم التعليم الأساسي وتوفير فرص حصول جميع الأطفال إليه. وأكدت التزامها بالعمل على تنفيذ خطة تطوير التعليم في الوطن العربي في مجال محو الأمية وتعزيز برامج تعليم الكبار، والتعاون مع المؤسسات المعنية في الدول العربية من أجل توفير تعليم مستمر للجميع، والعمل على ترسيخ تعليم الكبار ونشره حتى يصبح جزءًا من النظام التعليمي العربي. وأكدت المنظمة على ضرورة تطوير برامج تعليم الكبار في الدول العربية وتجديدها لمواجهة الاحتياجات الفعلية للشباب العربي من خلال بناء منظومة تعليمية تعلمية لتعزيز البرامج التي من شأنها توفير فرص العمل والإدماج الاجتماعي ، كما دعت إلى وضع خطط وطنية لمكافحة الأمية في أوساط الشباب، والكبار باعتبار أن إنهاء أميتهم يمثل أولى الخطوات لإشراكهم فعليا في التنمية الشاملة والتركيز على محو أمية المرأة وبخاصة الفتاة الريفية باعتبار أن هذه الفئة هي من أكثر الفئات حرمانا من التعليم ، إضافة إلى الفئات التي تعيش على هوامش المدن. 

ودعت المنظمة العربية إلى وضع برامج تعليمية خاصة بالفئة العمرية من 8 – 15 سنة ممن تسربوا من التعليم مبكرا أو أنهم لم يلتحقوا به ، وذلك لتمكينهم من مواصلة التعليم مع أقرانهم ، مشيرة إلى أن برامج محو الأمية وتعليم الكبار لا يقع فقط على كاهل الحكومات العربية بل إن منظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية مدعوة هي الأخرى إلى تحمل قسطاً من المسؤولية لتحقيق الهدف المرجو والمتمثل في القضاء المبرم على آفة الأمية التي تكون دوما من الأسباب المعطلة للتنمية المستدامة.

 

صدى البلد

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى