الأخبار

بروفايل| سعيد صالح

 

 

51

موهبة استثنائية تتلخص فى حضور طاغٍ، ذهن متقد، خفة ظل، بديهة حاضرة، وقدرة رائعة على الإبداع والتلوين فى الأداء الكوميدى، اجتمعت كلها فى نجم الكوميديا سعيد صالح، الذى رحل عن دنيانا، أمس، عن عمر يناهز السادسة والسبعين، لم يكن موهبة عادية ظهرت فى الخمسين عاماً الماضية، بل كان فناناً يقف أمامه التاريخ طويلاً، كحالة استثنائية يصعب تكرارها مرة أخرى.

«مرسى الزناتى» طالب «الثانوية» الفاشل فى مسرحية «مدرسة المشاغبين»، و«سلطان» الابن الأكبر «الفاقد» فى مسرحية «العيال كبرت»، ومذيع نشرة الأخبار فى مسرحية «ريا وسكينة»، لفت إليه الأنظار منذ ظهوره الأول فى دور «محفوظ أبوطاقية» الشاب الريفى فى مسرحية «هاللو شلبى»، وهو يردد الإفيه الشهير «أستك منه فيه»، وقتها تنبأ له الكاتب الكبير محمود السعدنى بأن يصبح من أبرز نجوم الكوميديا فى الوطن العربى، وهو ما تحقق بالفعل.

شقَّ «صالح» طريقه من خلال المسرح، إلى جانب بعض الأدوار الثانوية القليلة فى سينما الستينات والسبعينات، غير أن نقطة الانطلاق الحقيقية جاءته مع مسرحية «مدرسة المشاغبين» التى كتبها للمسرح على سالم، حين قدم دور «مرسى الزناتى» إلى جوار عادل إمام وأحمد زكى ويونس شلبى وسهير البابلى وغيرهم من الممثلين الشباب وقتها، حققت المسرحية نجاحاً كبيراً، لتمثل جواز مرور «صالح» إلى عالم الفن، فتوالت أعماله فى السينما والمسرح والتليفزيون لتصل إلى ما يقرب من 500 فيلم، و300 مسرحية، و150 مسلسلاً.

وعلى الرغم من موهبته الطاغية فإن «صالح» انغمس فى «سينما المقاولات» على مدار النصف الثانى من ثمانينات القرن الماضى، ولم ينقذه منها محاولاته المتتالية لتقديم عروض مسرحية عبر الفرقة التى كوَّنها، وشارك فيها بالتمثيل والغناء والتلحين، ثم غاب لفترة عن الظهور أمام العدسات ليعود مرة أخرى مكتفياً بالحضور السينمائى فى بعض الأفلام المهمة مع رفيق دربه عادل إمام، الذى شكل معه ثنائياً ناجحاً فى أفلام مثل «سلام يا صاحبى» و«أنا اللى قتلت الحنش» و«المشبوه» و«على باب الوزير»، وآخرها «زهايمر» وغيرها.

«صالح» الذى وُلد بمحافظة المنوفية فى 31 يوليو عام 1938، وتخرج فى كلية الآداب بجامعة القاهرة عام 1960، لم يدرس التمثيل بشكل أكاديمى، ولكنه مارسه كهواية فى مسرح الجامعة مع جيل صار أغلبهم نجوماً على الساحة الفنية فيما بعد، منهم صلاح السعدنى، وعادل أمام. رحل «صالح» تاركاً رصيداً كبيراً من الأعمال الفنية كافياً ليجعله يظل أيقونة مهمة للضحك والكوميديا فى تاريخ الفن المصرى.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى