بالصور..تقرير أمريكي يكشف تاريخ البغدادي
- تقرير لمعهد بروكينجز:
- البغدادى كان مولعاً بكرة القدم ..خجول وانطوائى ذو صوت خفيض ومتواضع دراسيا
- عائلة البغدادى تفتخر بأنها سنية ترجع لنسب الرسول ولكنها “شيعية” وأجداده يرقدون فى القبة الذهبية في سامراء
- اثنان من أعمام البغدادي خدما في أجهزة الأمن إبّان عهد صدام وخدم أخوه في الجيش وقتل خلال حرب العراق وإيران
- البغدادي من جامعة بغداد سنة 1996 إلى الالتحاق بجامعة صدام للدراسات الإسلامية
- عمه “إسماعيل البدري” حثه على اعتناق فكر جماعة الإخوان المسلمين
- البغدادى اتهم الإخوان بـالتنظير أكثر من العمل .. وتوجه لقراءة مؤلفات أشخاص اعتنقوا الفكر السلفي المتطرف
- لدى سقوط نظام صدام 2003 أسس البغدادي “جيش أهل السنة والجماعة” لقتال الأمريكيين
- استغل مقتل “الزرقاوى” ونصب نفسه خليفة بدلا منه
- تساهل الحكومة السورية كان سببا رئيسيا فى حرية تنقل المتطرفين بين” سوريا والعراق” وتوسع نفوذهم
كشف تقرير لمعهد “بروكينجز” العديد من جوانب شخصية البغدادى زعيم تنظيم “داعش” المتطرف وذلك فى اطار تحقيق أُعد بناء على معلومات قدمها اشخاص تعاملوا مع البغدادى شخصيا أو مقربين منه بالاضافة الى التقارير الاستخباراتية والتحقيقات.
ووفق معهد ” بروكينجز” فان البغدادى كان مولعا بكرة القدم ولقبه زملاؤه بـ”مارادونا” وكان يستشيط غضبا إذا أضاع كرة أمام المرمى – ووفق المقربين – فان غضبه في الكرة لا يضاهيه إلا تشدده في تطبيق تأويله المشـــــوه للإسلام؛ ورغم ذلك كان البغدادي خجولا يقضى معظم وقته منهمكا في حفظ نصوص قديمة حتى حصل على دكتوراه في تخصص لا يتطلب إلا قدرا أدنى من الخيال والذكاء.
وبالمكر وقليل من المناورة استطاع أن يخلف أبو مصعب الزرقاوي على رأس تنظيم القاعدة في العراق، قبل أن يخرج في 2014 معلنا “الخلافة” المزعومة على أجزاء كبيرة من العراق وسوريا.
واسم “البغدادى” الحقيقي إبراهيم عواد إبراهيم ولد عام 1971 في مدينة سامراء شمالي بغداد لرجل دين يقال إنه سلفي، وعلى يده تعلم تلاوة القرآن.
يقول عنه وليام مكانتش وهو زميل بمعهد بروكينجز” البغدادي كان منطويا قليلا ؛ ذا صوت منخفض والجيران الذين عرفوه عندما كان مراهقا يتذكرونه كــشخص خجول لا يختلط بالآخرين”.
وعائلته التى تنتمي إلى الطبقة المتوسطة- الدنيا كانت تتفاخر بنسبها الذى تدعى انه يعود الى النبى “محمد”- ص- وهو الامر الذى وظفه” البغدادى” – فيما بعد- لإعلان أنه الخليفة الموعود في كتب التراث الإسلامية.
ولكن الحقيقة – وفق معهد بروكينجز” – هى أن أجداد البغدادي كانوا شيعة ويرقدون اليوم في ضريح القبة الذهبية في سامراء.
ووفق الباحث “مكانتش” فان نسب البغدادي يمثل حالة واحدة من الهويات الدينية المتعددة والمتداخلة في العراق والتي تتناقض مع الانقسام الازلى بين السنة والشيعة” ؛ وبالإضافة إلى أصوله فإن عائلة البغدادي متعددة الأيديولوجيات والمذاهب فبعض أفراد عائلته أعضاء في حزب البعث الذي كان يعادي الحركات الأصولية والإسلام السلفي بالتحديد.
ووفق التحقيق فإن اثنين من أعمام البغدادي خدما في أجهزة الأمن في عهد صدام حسين وخدم أخ آخر له في الجيش وقتل خلال الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت 8 سنوات خلال الثمانينيات من القرن الماضي.
تخرج البغدادي في جامعة بغداد سنة 1996 ثم التحق بجامعة صدام للدراسات الإسلامية وهي جامعة أنشأها صدام ارضاء للمحافظين من أجل الحصول على دعمهم بعد الحرب العراقية الإيرانية.
وبسبب درجاته المتواضعة في الجامعة إذ كان ضعيفا في اللغة الإنجليزية وبعض التخصصات العلمية استعان البغدادي بعائلته لمساعدته في الدخول إلى الدراسات العليا والتكفل بالمصاريف.
حصل” البغدادى “على الماجستير سنة 1999 ليلتحق بعد ذلك ببرنامج الدكتوراه في الدراسات القرآنية ؛ وخلال دراسته حثه أحد أعمامه ويدعى “إسماعيل البدري” مرة أخرى إلى اعتناق فكر جماعة الإخوان المسلمين.
وبسبب تعصبه ونهجه غير السوى اتهم الإخوان بـ”التنظير أكثر من العمل” متوجها مرة أخرى إلى دراسة كتب أشخاص اعتنقوا الفكر السلفي العنيف بعد أن مروا من تجربة الإخوان.
وتؤكد بعض التقارير أن البغدادي كان متزوجا خلال هذه الفترة بامرأتين وأنجب منهما ستة أطفال؛ ولانه كان يعمل آنذاك فى الخطابة بأحد المساجد فقد توفر له الوقت لممارسة هوايته المفضلة كرة القدم؛ ووفق التحقيق فقد كان للمسجد ناد لكرة القدم وكان البغدادي هو نجمه- بحسب معهد بروكينجز -.
ولدى سقوط نظام صدام فى 2003 قام البغدادي بتأسيس تنظيم يسمى “جيش أهل السنة والجماعة” لقتال الأمريكيين شمالي العراق ووسطه؛ وحينها ألقى القبض عليه في الفلوجة وتم نقله إلى معسكر “بوكا” جنوب العراق ولم يكن الجيش الأمريكي يعلم أنه “جهادي” واعتقد انه مجرد “معتقل مدني”.
وبعد ذلك تبلورت أفكار البغدادى المتشددة في هذا المعسكر واربط بمتطرفين آخرين لهم صلات بالزرقاوي.
وبعد خروجه من السجن التحق بتنظيم القاعدة بالعراق – الذى انشق عنه تنظيم” داعش”- وبسبب خلفيته الدينية المزعومة أسندت ” القاعدة” إلى البغدادي مسئولية الشئون الدينية؛ وبعد مقتل الزرقاوي واثنين من كوادره اغتنم البغدادي فرصة خلافة الزرقاوي.
ووفق تحقيق معهد بروكينجز” وبسبب تساهل الحكومة السورية مع تنقل المقاتلين من سوريا إلى العراق ؛ لانها – فى ذلك الوقت – كانت تريد إغراق العراق بالمقاتلين للحد من التدخل الأمريكي دون ان تعرف أن هؤلاء المتطرفين سيستغلون التظاهرات الشعبية لإسقاط النظام السوري ؛ وهو ما حدث بالفعل وأدى فى النهاية لنتائج كارثية ومأساوية تعانى منها اليوم.
وتابع التحقيق ؛ في 2011 أرسل البغدادي مساعدا له إلى سوريا لتأسيس فرع لتنظيم “داعش” وهو ما سيصبح بعد ذلك “جبهة النصرة” ؛ ولاسباب ايديولوجية براجماتية فضلت ” النصرة” مبايعة تنظيم “القاعدة”، وانقلبت على داعش ونددت بفظاعاته وهو سبب قتال التنظيمين المتطرفين حتى اليوم.
وفي 2014 استغل تنظيم “داعش” الذي يسيطر الآن على شرق سوريا غضب السنة على حكومة نوري المالكي في العراق فاجتاح الرمادي والفلوجة والموصل وتمدد أكثر في شمال البلاد.
وبعد عدة أيام أعلن أبوبكر البغدادي أنه الخليفة الموعود داعيا المسلمين إلى طاعته ومبايعته والهجرة إلى العراق وسوريا وإلا فسيقاتل كل من يرفض الانصياع لنسخته الوحشية عن الإسلام.
