الأخبار

المنطقة تمرُّ اليوم بوضع حرج للغاية

18
أكد الرئيس التركي السابق عبد‏الله غول أن زياراته العديدة لمملكة البحرين كانت وما ‏زالت فرصة لتعزيز علاقات الصداقة وتبادل وجهات النظر ‏مع القيادة البحرينية الرشيدة، معربا عن سروره لعودته مرة ‏أخرى إلى البحرين التي توسعت فيها دائرة صداقاته، وخاصة ‏أنه كان أول رئيس أجنبي تشرف بمخاطبة البرلمان البحريني إبان زيارته للمملكة عام 2009.‏
وقال في تصريح خص به وكالة أنباء البحرين «بنا» إنه «لا ي‏زال يتذكر باستحسان كرم الضيافة وحسن الوفادة التي حظي ‏بها من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى وصاحب ‏السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر والشعب البحريني خلال ‏زيارته الرسمية للمملكة عام 2009، وذلك إبان فترة رئاسته ‏للجمهورية التركية بين عامي 2007 و2014»، مؤكدا أنه «استمع لصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء خلال لقائه معه ‏أمس، والذي يعتبره صديقاً يتقاسم معه الآراء حول العديد من ‏المسائل، الإقليمية والدولية».‏
وأشاد «بنجاحات البحرين المتواصلة في المزج بين الأصالة ‏في الهوية والقيم العريقة ومقتضيات الحياة العصرية»، واصفا ‏‏«الجهود الإصلاحية لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ‏بأنها رائعة وتصب في مصلحة الشعب البحريني وتعزز من ‏السلام والاستقرار في المنطقة، ولا سيما أن للبحرين دورها ‏وثقلها في استتباب الأمن الإقليمي، وأتاحت أفضل الظروف ‏والأجواء المناسبة للعمل على منع نشوب الصراعات من ‏خلال الدبلوماسية المتعددة الأطراف وبناء السلام والمجالات ‏ذات الصلة في الشرق الأوسط».
وقدم غول عميق تعازيه للبحرين لاستشهاد جنودها البواسل ‏ضمن التحالف العربي لاستعادة الشرعية والاستقرار بالأمن، ‏معتبرا أن «الإرهاب مشكلة تعاني منها الشعوب في كل مكان، ‏وتسبب الكثير من الآلام والمعاناة، وهي إحدى أهم القضايا ‏التي تعرض لها في خطابه أمام البرلمان البحريني عام ‏‏2009، وذلك ضمن مهددات العالم المعاصر، والتي تتطلب ‏من الجميع التكاتف من أجل محاصرتها».‏
وذكر «أنه منذ عام 2009 وحتى الآن تغيرت الكثير من ‏الأوضاع على الأرض، حيث انتشرت المشاكل الآن على ‏نطاق أوسع»، مؤكدا أنه «لسوء الحظ تمر المنطقة بأكملها ‏اليوم بوضع حرج للغاية، حيث نرى أوضاعاً مأساوية في ‏العديد من الأقطار، ولا بد من التعامل مع الوضع الإنساني ‏لملايين من الناس من اللاجئين والنازحين في مناطق ‏الصراعات المختلفة».‏
وأكد أن «هناك حاجة ملحة إلى استعادة السلام في المنطقة على الرغم ‏من أنها ليست مهمة سهلة، وخاصة أن جذور المشكلات على ‏حالها»، داعيا إلى «سرعة العمل الجاد والمشترك من أجل ‏إيجاد الحلول المناسبة ومعالجة المسائل المقلقة بين القوى ‏والأطراف الدولية في أجواء من الثقة المتبادلة، وخاصة أن ‏العالم اليوم بحاجة الى السلام حتى نتمكن من توجيه طاقتنا ‏ومواردنا نحو التنمية، انظروا إلى أوروبا، لقد تقاتلوا ضد ‏بعضهم بعضا ومات الملايين في حروبهم، ولكن كل ذلك ‏بات من الماضي».
وقال «إننا بوسعنا مساعدة بعضنا الآخر والعمل سوياً، ولكن لا ‏بد أن نتأكد من وجود الثقة المتبادلة، ولا بد للجميع من احترام ‏حدود الدول الأخرى، كما لا بد من احترام أنظمة الدول ‏الأخرى وعدم التدخل في شؤونها الداخلية»، مشيرا إلى أنه «لا ‏بد للبلدان أن تتعلم مما حدث في الماضي وعدم تكرار ‏الأخطاء».
وأوضح أن «الاتفاق النووي بين الغرب وإيران يجب أن يبشر ‏بتغييرات إيجابية ويحفز إيران على تأسيس علاقات بناءة تقوم ‏على الثقة مع جيرانها، وهناك فرصة لأن تكون إيران أكثر ‏إيجابية، وذلك لدعم السلام والاستقرار في المنطقة على نطاق ‏واسع».‏
ووصف غول ظاهرة «الإسلام فوبيا» باعتبارها توجهاً سلبياً، ‏مشيرا إلى أن «هناك بعض الناس الذين في الحقيقة لا يمثلون ‏الإسلام أعطوا الآخرين الكثير من الذرائع لتبرير وترويج هذه ‏الظاهرة، وهؤلاء يستغلون الكلمات والمعاني تحت مظلة ‏الإسلام، وقد استغلت الدول الأخرى الوضع، ولسوء الحظ ‏المسلمون الذين يعيشون في الدول الغربية وقعوا تحت ضغط ‏هائل نتيجة هذه الظاهرة».
وطالب غول المسلمين بألا يعطوا الذرائع للآخرين، كما «‏يتعين عليهم أن يبذلوا مزيدا من الجهد لإظهار الصورة ‏الناصعة للإسلام، وهذا الجهد لا بد للجميع أن يقوموا به، ‏وليس القادة السياسيون فقط، وإنما كل القيادات الاجتماعية ‏والثقافية وعلماء الدين الذين يجب عليهم أن يقودوا الناس في ‏محاولة لتفهم أسباب الإخفاقات ولماذا لم نتمكن من تحقيق ‏النتائج الإيجابية التي نريدها».

 

 

أخبار الخليج

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى