الأخبار

“كفوف الدم” عادة فاطمية

120

 

 

 

بعد آخر تكبيرة من تكبيرات صلاة عيد الأضحى المبارك، يهرول الجميع إلى منازلهم ليبدأوا ذبح الأضحية في الشوارع وأسطح المنازل أو عند شادر المواشي المنصوب قبل خمسة عشر يوما من ليلة عرفات.

ومع اللحظات الأولى لنحر الذبيحة يتسارع الصغار والكبار لغمس كفوفهم بدماء الشاة وطباعتها على جدران المنازل والسيارات، خاصةَ في المناطق الشعبية، تلك العادة التي توارثتها الأجيال اعتقادا منهم أنها تكفيهم شر العين والحسد، دون أن يتساءلوا عن أسبابها أو أصولها التاريخية، وربما إذا طرح طفل سؤالا عن سر “كف الدم” الموجود بمدخل منزله فلم يجبه الأهل برد مقنع سوى أنها عادة لردع الحسد، وللإجابة على سؤال ذلك الصغير، تواصلت “الوطن” مع خبراء لمعرفة أصول هذه العادة التاريخية، وأستاذ علم اجتماع لمعرفة سببها، وطبيب مختص للوقوف على الآثار الجانبية لتلك العادة.

لم تكن عادة “رسم كفوف الدم” وليدة هذا العصر إنما ترجع إلى أصول تاريخية ليس لها علاقة بمفهوم الحسد الدارج في مجتمعنا، حيث قال وجيه عبدالصادق، أستاذ تاريخ حديث بكلية الآداب جامعة القاهرة، إن تلك العادة بدأت مع قدوم الخليفة الفاطمي إلى مصر بعدما أسس جوهر الصقلي القاهرة، فاستقبله الخليفة الفاطمي بذبح عدد كبير من العجول والخرفان، إعلانا منه بتأسيس القاهرة، تاركين آثار الدماء على المنازل تبركا بقدومه وتيمنا برحلته الطويلة.

وأضاف عبدالصادق أن تلك العادة ليست هي العادة الوحيدة التي تركها الفاطميون لنا بل إن حلوى مولد النبوي وعروس المولد وحصان المولد وحلقات الذكر، كلها عادات يرجع أصلها إلى العصر الفاطمي، والآن أصبحت عادة “كفوف الدم” تركيبة أو خلطة من الشعور بالتبرك أو الحسد أو احتفالا بقدوم الحجاج وغير ذلك، أخذت شكل “الخمسة وخميسة”، حيث إنها لها علاقة بالفراعنة قديما.

بينما يرى سعيد صادق، أستاذ علم اجتماع بالجامعة الأمريكية، أن تلك العادة ما هي إلا عادة سيئة، تدل على الجهل والتأخر حيث إن جميع المجتمعات تمر بـ3 مراحل ثقافية، مرحلة الإيمان بالسحر والشعوذة، مرحلة الدين، ومرحلة العلم والمعرفة والعقلانية، والشعب العربي ما زال منحصرا بين المرحلة الأولى والثانية ألا وهما “السحر والشعوذة، والدين”، “الناس بتربط كل شيء بالحسد جبت لحمة الناس هتحسدني، جبت عربية الناس هتحسدني، لازم ألبس المولود الذكر لبس بنت لحسن الناس تحسدني”، هذا جزء من ثقافة الحسد والخرفات وعلاجه هو رفع مستوى الوعي والمعرفة والتعلم.

واتفقت معه، نيفين محمد، طبيبة أمراض باطنة، أنها عادة سيئة للغاية ويجب علينا عدم فعلها حيث إن إذا كان بجسد أو كف الإنسان أي جرح قطعي وتعامل مع دماء الحيوان الذي لا يعلم ماذا يحمل من فيروسات، ستنتقل له تلك الفيروسات بمنتهى البساطة لأن الحيوان يصاب بأمراض وفيروسات كثيرة قد تضر الإنسان.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى