الأخبار

شوقي علام: سبب فوضى الفتاوى

149

أكد الدكتور شوقي علام مفتى الجمهورية، على ضرورة تحلى الفقيه بالمعرفة الشاملة الجامعة بأدلة الأحكام الفقهية من الكتاب والسنة، وأن يكون ملماً بعلوم القرآن والحديث و كذلك مواضع اختلاف الفقهاء والأئمة، فضلاً عن حضور ذهنه وخبرته العميقة بواقع الناس وأحوالهم وقدرته على التوصيف وإدراك الواقع والتميز بين الشخصيات سواء إن كان مدعى أو مدعى عليه، فإن لم يكن كذلك زاغ عن الحق.

جاء ذلك خلال محاضرته التى ألقاها بعنوان “الفتوى وضوابطها في الإطار الإسلامي” ضمن برنامج الدورة التدريبية التى تنظمها الرابطة العالمية لخريجى الأزهر لعدد 18 متدرباً من أعضاء هيئة تدريس الجامعات الإسلامية بدولة إندونيسيا لمدة أسبوع، وذلك بالتعاون مع فرع الرابطة بإندونيسيا.

وقد أوضح مفتي الجمهورية خلال المحاضرة أن الله عز وجل قد حرم التساهل في أمر الفتوى لرفعة مكانها وشرف قدرها وعظم أمرها بين المسلمين فلا يجوز أن يتولاها إلا عالم بكتاب الله وسنة نبيه مخاطبا المستفتين: “فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون”.

لذلك كان من أهم صفات الفقيه أو الذي يستصدر الحكم الشرعي في أمر ما أن يتحلى بالمعرفة الشاملة الجامعة بأدلة الأحكام الفقهية من الكتاب والسنة، وأن يكون ملماً بعلوم القرآن والحديث والتواصل مع العلماء والمتخصصين فى كافة المجالات لتيسير فهم الواقع، وكذلك مواضع اختلاف الفقهاء والأئمة، فضلاً عن حضور ذهنه وخبرته العميقة بواقع الناس وأحوالهم وقدرته على التوصيف وإدراك الواقع والتمييز بين الشخصيات سواء إن كان مدعى أو مدعى عليه، وكل ذلك لن يتأتى إلا بالخبرة والممارسة الطويلة المستمرة لعملية الإفتاء، فإن لم يكن كذلك زاغ عن الحق.

وأشار إلى أهمية توافر ضوابط للفتوى يعمل من خلالها المفتى وهى الاستمداد من الأدلة الشرعية بالأخذ بما أجمع عليه الأئمة أو الأخذ بالأرجح، وكذلك تنزيل الفتوى على واقعها مما يستدعى من الفقيه فهم الواقع حتى لا يُخرج الفتوى عن ظروفها وملابساتها، و قدرة المفتى على التفريق بين مسائل القضاء والفتوى والتيسير إذا وجد خلاف خاصة إذا كان في مسائل الجهاد.

كما حذر د.علام، من خطر الفوضوية في الفتاوى التى أصبحت موضة العصر فكل من هب ودب يستفتى الآن ممن لديهم القليل من العلم والمعرفة والكثير من الجرأة فيتسارع الناس لأخذ المشورة منهم والفتوى مما يؤدى بطبيعة الحال لنتاج خلاف وتناحر وتضارب في الفتوى تسبب البلبلة بين صفوف المسلمين، وأكد أنه لا سبيل للحد من تلك المشكلة إلا اللجوء لأهل الخبرة والعلم والثقة والبعد عن من يتصدون للإفتاء قبل تمكنهم من أدواته وعلومه الضرورية.

جدير بالذكر أن الدورة تشتمل على عدة محاضرات لمجموعه من كبار أساتذة جامعة الأزهر، تدور حول وسطية الإسلام والتجديد في الفكر الإسلامي ودور الجامعات الإسلامية في مواجهه العولمة وأسس وملامح الفكر التكفيري وغيرها، وذلك في إطار تحقيق أهداف الرابطة في نشر صحيح الدين.

 

 

 

 

الاهرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى