المرأة المصرية في انتخابات النواب

رغم تقدم المرأة المصرية لصفوف الناخبين في كافة الاستحقاقات السياسية التي شهدتها البلاد منذ ثورة 25 يناير وحتى الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي أجريت المرحلة الأولى منها يومي السبت والأحد الماضيين، إلا أنها مع ذلك لم تنجح في حصد أي مقاعد تضاهي مشاركتها في العملية الانتخابية التي دومًا ما توصف بكونها منقطعة النظير، ففي 14 محافظة، لم تنجح مرشحة على المقاعد الفردية في تجاوز المرحلة الأولى من العملية الانتخابية.

وأرجعت أحلام الأسمر، عضو المجلس القومي للمرأة، قلة النائبات في مجلس النواب بعد المرحلة الأولى إلى الموروث الثقافي والاجتماعي لدى المجتمع المصري الذي يرى أن الرجل دائمًا هو الأفضل والأقدر على حل المشكلات التي تواجه الناخبين من البسطاء سواء كانوا رجال أو سيدات، مضيفة أن عدم نجاح المرشحات رغم تصدر المرأة للمشهد السياسي في تلك الفترة يعود إلى “عدم قراءة المرشحات للوضع السياسي والاجتماعي الحالي بشكل جيد، والذي لم يطرأ عليه أي تغير حقيقي يتيح للمرأة أن تحقق طموحها بمشاركة فعالة تحت قبة البرلمان.

واعتبرت “الأسمر”، أن وجود إرادة سياسية لإفساح المجال أمام وجود تمثيل مشرف للمرأة سواء في الحكومة أو البرلمان سيكون عاملًا حاسمًا في توسيع تواجد المرأة في الحياة السياسية، فضلًا عن تغير نظرة المجتمع لقدرتها على تولي المسؤوليات وحل المشكلات.

وأكدت الدكتورة ميرفت التلاوي، رئيس المجلس القومي للمرأة لـ”الوطن”، أن “عدم نجاح المرشحات لا يعود لتقصير منهن وإنما يرجع إلى التخلف الاجتماعي والثقافي، فضلًا عن الخطاب الديني المتطرف والأفلام السينمائية التي تصدر للجماهير صورة مشوهة عن المرأة المصرية”.

وفيما يخص العوامل التي بإمكانها المساهمة في زيادة تمثيل المرأة مستقبلا تحت قبة البرلمان، قالت التلاوي، إنها تكمن في معالجة مناهج التعليم وتغير الخطاب الديني، ما سيعمل على تعديل الموروث الاجتماعي والثقافي في المجتمع المصري.

وأوضحت مارجريت عازر، عضو قائمة “في حب مصر” وعضو المجلس القومي للمرأة، أنه بالنظر إلى مشاركة 32 مرشحة في مقابل 5 آلاف مرشح، ومع نجاح 11 منهن في دخول مرحلة الإعادة في أربع محافظات هي الجيزة والبحيرة والإسكندرية واسوان، فإن هذه النسبة تعد مبشرة ومعقولة، خاصة في ظل اعتماد كل مرشحة منهن في خوضها للسباق الانتخابي على قدراتها الخاصة دون أي دعم من أي مؤسسات أو أحزاب مشاركة في العملية السياسية.

وأضافت “عازر”، لـ”الوطن”، أن هذه النسبة تمثل بداية جيدة خاصة في ظل وجود العديد من الحواجز التي تعوق تقدم المرأة تجاه البرلمان كالإعلام والمال السياسي، فضلًا عن كون أغلبية النساء لا ينتمون للأحزاب.