الأخبار

فضائح الصندوق الأسود للفيفا تتوالي فى ألمانيا ..

72

 

فى الوقت الذى تستعد فيه ألمانيا لافتتاح أكبرمتحف لكرة القدم فى مدينة دورتموند يوم 25 أكتوبر الجارى يخلد إنجازاتها فى هذا الميدان، تشتعل الصحافة الرياضية الألمانية بتداعيات فضائح الصندوق الأسود للفيفا والتى أصابت أسطورة كرة القدم الألمانية الملقب بالقيصر فرانس بيكنباور فى ذمته المالية.

الكشف عن الفضيحة جاء – كمعظم الفضائح التى يتم الكشف عنها هنا فى ألمانيا – عن طريق الصحافة “السلطة الرابعة” عندما أماطت مجلة “دير شبيجل” الواسعة الانتشار اللثام عن الصندوق الأسود الألمانى الذى تم من خلاله تقديم رشاوى لاتحادات كرة القدم فى 4 دول آسيوية للحصول على أصواتها فى عملية ترشيح ألمانيا لاستضافة مونديال 2006 ( كانت نتيجة التصويت لمصلحة ألمانيا بفارق صوت واحد عن جنوب أفريقيا 12 – 11 ) وكان القيصر بيكينباور يشغل حينئذ رئيس اللجنة الألمانية المنظمة للمونديال وعضو مجلس إدارة فى الفيفا ممثلا لألمانيا.

كما كشفت دير شبيجل ان رئيس شركة أديداس للمستلزمات الرياضية – وهى شركة ألمانية اسسها أدى داسلر بينما أسس أخوه رودلف شركة بوما – تبرع بمبلغ 6,7 مليون يورو للجنة الألمانية المنظمة لمونديال 2006 برئاسة بيكينباور وأن هذا المبلغ تم وضعه فى حساب خاص ولكنه اختفى وتم صرفه فى أبريل 2005 وأنه – طبقا لدير شبيجل تم صرفه لشراءالأربعة أصوات الآسيوية للتصويت لمصلحة ألمانيا لتنظيم مونديال 2006 وأن مهندس الصفقة أو الرشوة هو القيصر بيكنباور رئيس اتحاد كرة القدم الألمانى ورئيس اللجنة المنظمة للمونديال بالمشاركة مع فولفجانج نيرسباخ رئيس اتحاد كرة القدم الألمانية الحالى والذى كان يشغل منصب رئيس اللجنة الإعلامية وسكرتير عام الاتحاد إبان وقوع الفضيحة.

وبعد يومين فقط من من تقرير دير شيبجل اعترف الاتحاد الألمانى لكرة القدم ” بأن اللجنة المنظمة لمونديال 2006 صرفت المبلغ المذكور للاتحاد الدولي في أبريل 2005 ولكن من دون أن يكون مرتبطا بإسناد الحدث إلى ألمانيا” ، أما المتهم الثانى رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم فولفجانج نيرسباخ فقد نفى بشدة تقديم آية رشاوى للحصول على أصوات.

وقال نيرسباخ على موقع الاتحاد الرسمي: “استبعد هذا الأمر بشكل قاطع” موضحا أنه في ملف منح مونديال 2006، لم يكن هناك أي صندوق أسود في الاتحاد الألماني ولا في لجنة ملف الترشيح أو في اللجنة المحلية المنظمة” بل إنه غمز من طرف خفى مصداقية تقريرديرشبيجل مشيرا الى أن المجلة لم تقدم “أي دليل”، وتعتمد على مصدر مجهول في توجيه الاتهامات ، وقال لا حقا فى مؤتمر صحفى أن مبلغ 7. 6 مليون يورو المثير للجدل لم يكن رشوة للحصول على حق استضافة كأس العالم عام 2006، بل تم تحويله من أجل تأمين الدعم المخصص من الفيفا، مؤكدا أنه “لم يكن هناك صندوق ولا شراء وبيع للأصوات”.

ولكنه من جانب أخر اعتذر عن عدم إبلاغ أعضاء مجلس إدارة الاتحاد الألمانى بتفاصيل القضية منذ أن علم بها فى يونيو الماضى.

ومن جانبه نفى ايضا بيكينباور ضلوعه فى أية جرائم رشوة وقال فى بيان صحفى مقتضب نشره مكتبه:” لم أعط أية أموال لأي شخص ليمنح صوته لألمانيا لاستضافة كأس العالم وواثق من عدم قيام أي شخص داخل اللجنة المسؤولة عن الملف بمنح أموال للغرض نفسه”.

الى هنا يبدو الأمر مجرد تلاسن أو موقعة تقليدية بين الإعلام الرياضى واتحاد الكرة الألمانى ، ولكن الأمر اتخذ مسارا خطيرا منذ 3 أيام بعد أن توسعت بل وتبارت الصحافة الرياضية فى ألمانيا فى نشر تفاصيل الفضيحة ولكن النيابة العامة الألمانية لم تكتف بدور المشاهد فقررت فتح تحقيق للتأكد مما إذا كانت التفاصيل والوقائع المنشورة فى الصحافة الرياضية تشكل جرائم فساد ورشوة أم لا .

ففى مدينة فرانكفورت وسط ألمانيا حيث مقر اتحاد كرة القدم الألمانى قال المدعي العام فى تصريحات صحفية “ربما تكون هناك جرائم رشوة أو فساد أو اختلاس أموال قد ارتكبت ولكننا لم نفتح تحقيقا رسميا حتى الآن ، وسنقوم بذلك إذا تأكدت الشبهات”.

وفى السياق ذاته فإن ما يعرف بلجنة القيم أو الأخلاق فى الفيفا بدأت هى الأخرى فى إضافة القيصر بيكينباور الى قائمة المتهمين المحتملين بارتكاب جرائم الرشوة والفساد الى جانب بلاتر وبلاتينى !

هل تنتهى الفضيحة عند هذا الحد ؟ وهل يتحول القيصر الألمانى الى متهم ضالع فى جرائم رشوة وفساد مالى بعد أن كان معشوقا للألمان؟ .. الإجابة ستأتى قريبا من النيابة العامة فى فرانكفورت ولكن المؤكد أنها ليست الفضيحة الأولى ولن تكون الأخيرة فى تاريخ كرة القدم الألمانية ، فرغم إنجازاتها التى سيخلدها متحف دورتموند إلا أنها لم تكن دائما ناصعة البياض ولكنها لم تتعد تواطئ الحكام أو اللاعبين للتلاعب فى نتائج المباريات نظير رشاوى مالية لم تصل الى حجم الملايين ، ولكن بعد أن تحولت كرة القدم والرياضة عموما إلى بيزنس بالمليارات فلابد لها أن تصاب بأمراض البيزنس خاصة الفساد المالى والرشاوى وما دام هناك صحفيون يحترمون مهنتهم فإن مثل هذه الفضائح والجرائم ستزلزل عروش الأباطرة والنجوم حتى ولو بعد حين.

 

 

 

 

 

الاهرام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى