الأخبار

موسكو: تصريحات واشنطن حول سوريا تتعارض ومبادئ الإنسانية

وصفت ماريا زاخاروفا الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية تصريحات واشنطن حول توجهها لتعليق التعاون مع موسكو في الملف السوري، بأنها غير ملائمة ولا تتناسب مع مبادئي الإنسانية.

وقالت زاخاروفا يوم الخميس 29 سبتمبر/أيلول خلال مؤتمرها الصحفي الأسبوعي: “كنا نأمل في أن تدحض هذه التصريحات نظرا لكونها غير ملائمة ولعدم تناسبها على الإطلاق مع القواعد الدبلوماسية ومبادئ الإنسانية. لكن ذلك لم يحصل للأسف الشديد”.

وأوضحت زاخاروفا أنها تتحدث بالدرجة الأولى عن تصريحات جون كيربي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية الذي لوح بـ “هجمات على مدن روسية” قد يشنها إرهابيون سيستغلون فراغ السلطة في سوريا في حال استمرار الحرب الأهلية في سوريا.

ووصفت الدبلوماسية الخطاب الذي تبنته وزارة الخارجية الأمريكية مؤخرا مثل البنتاغون والبيت الأبيض، بأنها “هجمات هستيرية وفظة”، واستغربت من انعدام أي نطق في التصريحات الأمريكية، وأعادت إلى الأذهان أن كيربي حذر روسيا من استغلال الإرهابيين لفراغ السلطة في سوريا، في الوقت الذي تعمل فيه واشنطن على إسقاط حكومة بشار الأسد، وتساءلت إلى أي نتائج سيؤدي مثل هذه المساعي.

ولفتت زاخاروفا إلى أن الدبلوماسي كيربي، خدم لسنوات طويلة في الجيش، لكنه يتجرأ على إطلاق مثل هذه التصريحات الوقحة، وتساءلت: “ماذا سيأتي بعد ذلك؟”

وأوضحت أنه بسبب أن واشنطن لم تنأ بنفسها عن هذه التصريحات، تضطر موسكو لاعتبار تلك التصريحات دعوة مباشرة وتعليمات موجهة إلى إرهابيين قد يكونون مثل المسلحين الذين لا تقدر واشنطن على فصلهم عن تنظيم “النصرة” منذ نصف عام، لتدبير هجمات إرهابية فعلا في أراضي روسيا.

وطالبت الناطقة باسم الخارجية الروسية واشنطن إن كانت لها بيانات حول أعمال إرهابية مخطط لها في أراضي روسيا، بتقديم جميع المعلومات بهذا الشأن لسوريا.

وأكدت زاخاروفا أن الاتصالات بين العسكريين الروس والأمريكيين مستمرة، كما يستمر تبادل البيانات بينهما. لكنها دعت الإدارة الأمريكية مجددا إلى ضمان الفصل بين المعارضة والإرهابيين في سوريا وفق ما جاء في الاتفاقات الروسية-الأمريكية.

وتابعت زاخاروفا أن موسكو انتبهت إلى تصريحات قيادي في “جبهة النصرة” لإحدى الصحف الألمانية، إذ قال هذا المتطرف مباشرة أن التنظيم يتلقى دعما خارجيا لكنه بحاجة إلى أسلحة أكثر حداثة، وشدد على أن “جبهة النصرة” ستواصل القتال حتى الانتصار.

وفي هذا السياق، أعربت الدبلوماسية الروسية عن دهشتها من تصريحات متحدث باسم البيت الأبيض قال فيها إن الفصل بين الإرهابيين والمعتدلين في سوريا يجب أن يتم على أساس تعريف كل فصيل لنفسه، وشددت على أن هذه الفكرة لا تتناسب بأي شكل من الأشكال مع ما جاء في الاتفاقات الروسية الأمريكية حول سوريا.

واعتبرت زاخاروفا أنه على الولايات المتحدة أن تشعر بالخجل بسبب استمرارها في ممارسة نهجها الخاطئ في الشرق الأوسط، الذي قد أدى بها إلى طريق مسدود، وذكرت بأن واشنطن وقعت في العديد من الأخطاء في الشرق الأوسط بسبب تأثير بعض حلفائها الإقليميين.

وذكرت زاخاروفا أنه في الوقت الذي تقف فيه واشنطن عاجزة عن الفصل بين المعارضة والإرهابيين، تسجل في حلب يوميا عشرات عمليات القصف من قبل الإرهابيين على أحياء سكنية، إذ يشن المسلحون هجماتهم من وراء “دروع بشرية” أي المدنيين الذي لا يسمحون لهم بمغادرة المناطق الخاضعة لسيطرة المسلحين، ويعتمدون على قناصة يطلقون النار ليس على الجنود فحسب، بل وعلى المدنيين.

وذكرت بأن هناك أنباء عن قطع الإرهابيين المخندقين في أحياء حلب الشرقية، قنوات تزويد حلب الغربية بالمياه، وحذرت من أن هذا الأمر قد يؤدي إلى تدهور الوضع الإنساني المتأزم في المدينة بقدر كبير.

وبشأن تهديد واشنطن بفرض عقوبات ضد روسيا على خلفية التطورات في حلب، وصفتها زاخاروفا بأنها تصريحات سخيفة تستهدف التأثير على أولئك الذين لا يتابعون تطور الأوضاع في سوريا.

موسكو تنفي تلقي طلبات من حتفر حول توريد الأسلحة

نفت زاخاروفا قطعيا ما نقلته صحيفة “إيزفيستيا” الروسية يوم الأربعاء حول تلقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الدفاع سيرغي شويغو رسالة من قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر بشأن تزويد بلاده بالسلاح.

وذكرت الدبلوماسية الروسية بأن الصحيفة نقلت عن “مصادر قريبة من الأوساط الدبلوماسية” قولها إن الرسالة حملها إلى موسكو السفير الليبي في الرياض عبدالباسط بن عبدالقادر البدري. وأكدت أن المشاورات مع البدري خلال زيارته إلى موسكو لم تتناول موضوع توريدات الأسلحة لليبيا على الإطلاق ولم تسلم أي رسائل.

وبشأن توريد الأسلحة لليبيا، أكدت زاخاروفا أن موسكو تراعي بصورة صارمة التزاماتها الناتجة عن قرارات مجلس الأمن الدولي حول ليبيا، وأكدت أن موسكو في اتصالاتها مع الشركاء الغربيين تدعوهم إلى دراسة كل العوامل السلبية والإيجابية لدى بحث إمكانية رفع حظر توريد الأسلحة المفروض على هذه البلاد أو تخفيفه، وشددت زاخاروفا على ضرورة التعامل مع هذه المسألة بمنتهى الدقة والحذر بغية عدم الإضرار بالعملية السياسية الجارية هناك برعاية الأمم المتحدة.

 

rt

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى