بالصور| قصص الناجين من الموت

قال محمود عمران، صاحب كافتيريا وآخر الناجين، إنه عاش 8 ساعات أسفل الأنقاض شاهد خلالها الموت أكثر من مرة، مضيفًا أنه كتب له عمرًا جديدًا بعد أن نطق الشهادة، ولم يتخيل أن يتم إنقاذه من أسفل العقار.

وأكد عمران أنه يقيم بالمنزل المجاور للمنزل المنهار وسمع منذ 48 ساعة من الجيران بوقوع تصدعات بالمنزل المجاور فقام ومجموعة من الشباب بإبلاغ سكانه ولكنهم رفضوا الاستجابة لهم ومغادرة المنزل، كما رفضوا إبلاغ الحي خوفًا من إجبارهم على ترك المنزل، في الوقت الذي لا يوجد لهم مأوى غيره.

وأشار إلى أنهم فوجئوا في الساعات الأولى من، صباح اليوم، بصوت انهيار أعقبه سقوط بلكونة المنزل المنهار فأبلغ الأهالى ثم توجه إلى قسم الشرطة لإبلاغهم بما يحدث وأثناء قيامهم بتحرير المحضر تلقى اتصالًا هاتفيًا من الأهالى أخبروه بسقوط أجزاء أخرى من العقار المنهار فأسرع ومعه قوات الشرطة إلى المنزل وقاموا بالصعود وإنزال الأهالي قبل سقوط العقار عليهم.

وذكر عمران أنه قام ومعه ضابط وأمين شرطة بالدخول إلى المنزل المنهار وإنقاذ رجل عجوز وأسرته كما انقذوا أسرة أخرى وعقب خروجهم انهار المنزل عليه وفشل في الالتحاق بضابط الشرطة، الذي انكسرت قدمه، وجلس بجوار حائط ودخل في غيبوبة حتى تم إنقاذه بعد أكثر من 8 ساعات شاهد فيها الموت وأيقن أنه لن يفلت من الموت قبل أن تتدخل العناية الأهلية ويتمكن قوات الحماية المدنية من انتشاله من وسط حطام المنزل.

ولفت عمران إلى أنه فوجئ برفض الأهالي الخروج من المنزل رغم سقوطه عليهم، وأنهم رددوا أن الموت أفضل لهم من التشرد في الشارع لعدم وجود مأوى آخر لهم، مشيرً إلى قيام قوات الشرطة والإسعاف بنقله عقب إنقاذه إلى المستشفى القبطي للعلاج فيها وغادر بعدها عقب تأكدهم من استقرار حالته الصحية.

وقالت سامية عوض، 55 سنة، من سكان العقار، إنها فوجئت بسقوط أجزاء من العقار وصراخ الأهالي بالشارع وقام بعدها قوات الشرطة بإنزال زوجها المريض بالشلل إلى الشارع وأخرجوا نجلتها الحامل وطفليها إلى الشارع وإنقاذها.

وأضافت سامية أن حالة زوجها متدهورة للغاية وطالبت المسئولين ومحافظ القاهرة بإنقاذهم توفير مكان لإقامتهم بعد انهيار العقار الذي يقيمون فيه.

وأوضحت أنها تقيم بالعقار المنهار منذ أكثر من 40 سنة ولم يعد لهم مكان يعيشون فيه سوى الشارع  موضحة أنها خاطبت الحي لترميم المنزل بدون أي جدوى.

وذكر أشرف إبراهيم محمد، سائق تاكسي، أنه يقيم وأسرته بهذا المنزل منذ فترة طويلة وقاموا بالإبلاغ ومخاطبة الحي لتنكيس المنزل ولكن بدون جدوى كما رفض صاحب المنزل ترميمه وفضل أن ينهار حتى يقوم ببناء برج سكني مكانه مستغلًا وضع المنطقة وارتفاع أسعار العقارات فيها.

وأكد محمد أن العقار مكون من 4 أدوار منهم 3 سكنية والأرضي مخزن ومحل أدوات صحية بالإضافة إلى مقهى صغير بمدخل بمدخل العمارة.

وقال إنه يقيم مع زوجته أسماء فاروق ونجلتيه ميرنا ومريم منذ سنوات بنظام الإيجار الجديد، مشيرًا إلى أنه فوجئ بسقوط المنزل على متعلقاته وفرشه الذي لم يتمكن من استخراج أي شيء منه.

يُذكر أن التحقيقات كشفت أن العقار المنهار بشارع 10 بلؤلؤة الفجالة مكون من 3 طوابق وبه العديد من التصدعات، وصدر ضده أكثر من بلاغ لإزالة المبنى، وعلى الرغم من ذلك هناك 3 أسر تسكن بداخله.