الأخبار

رئيس الوزراء البريطاني لـ”السيسي”:

51

 

التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم، رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، بمقر رئاسة الوزراء بلندن، وعقدا لقاءً ثنائيًا منفردًا أعقبه اجتماع موسع بحضور وفدي البلدين.

وقال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، إن رئيس الوزراء كاميرون رحب بالرئيس، مشيرا إلى أن مصر شريك حيوي للمملكة المتحدة، وأن هناك العديد من الموضوعات المشتركة التي تجمع بين البلدين.

وثمّن رئيس الوزراء البريطاني ما حققته مصر من تقدم على الصعيد الاقتصادي، مشيراً إلى حرصه على مساندة مسيرة التنمية في مصر وتحقيق أهداف الحكومة الرامية إلى تلبية طموحات الشعب المصري.

وأعرب السيسي عن تطلعه لأن تشهد تلك الزيارة انطلاقة في علاقات التعاون ببين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية.

واستعرض الرئيس تطورات الأوضاع الداخلية، مشيرا إلى أن الانتخابات البرلمانية الجارية حاليا تُعد الاستحقاق الأخير لخارطة المستقبل التي توافقت عليها كافة القوى الوطنية عام 2013، وهو ما يؤكد أن مصر ماضية بخطى ثابتة على مسار التحول الديمقراطي وعازمة على بناء دولة القانون التي تصون الحقوق والحريات.

وأعرب كاميرون عن استعداد بلاده لتقديم كافة أشكال الدعم لمساندة مسيرة التحول السياسي التي ينشدها الشعب المصري، والعمل على تحقيق التقدم والرخاء في مصر كركيزة أساسية للأمن والاستقرار داخل محيطها الإقليمي.

واستعرض الرئيس تطورات الأوضاع الاقتصادية في مصر، مشيراً إلى أن مصر تتبنى رؤية طموحة وشاملة تستهدف توفير مناخ صحي وجاذب للاستثمار، وتدشين مشروعات عملاقة لدفع عجلة التنمية.

 وأعرب السيسي عن تطلع مصر لتعزيز علاقاتها الاقتصادية مع المملكة المتحدة بما يتناسب مع الزخم والتنامي الملحوظ الذي تشهده العلاقات الثنائية مؤخرا، مشيراً إلى حرص مصر على زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين واستقبال المزيد من الاستثمارات البريطانية في السوق المصرية خاصة وأن المملكة المتحدة تعد المستثمر الأجنبي الأول في مصر.

وبحث اللقاء سبل التعامل مع ظاهرة الإرهاب والارتباط الوثيق بين أفكار التطرف والكراهية وبين أعمال الإرهاب.

واتفق الجانبان على عدم كفاية الحل الأمني في التعامل مع تلك الظاهرة، وعلى ضرورة تبنى استراتيجية شاملة تقوم على مواجهة الأفكار المغلوطة التي تبثها جماعات التطرف والإرهاب، ونشر مؤسسة الأزهر القيم الحقيقية للدين الإسلامي التي تحض على التسامح والتقارب بين الثقافات.

وأشاد رئيس الوزراء البريطاني بالجهود المصرية المبذولة لدحر الإرهاب، منوهاَ إلى مساندة بلاده الكاملة لهذه الجهود وحرصه على تعزيز التعاون بين البلدين في هذه المجالات.

وتناول اللقاء أيضاً مستجدات الأوضاع في الشرق الأوسط، ولاسيما في ليبيا وسوريا وما يرتبط بها من تداعيات أزمة اللاجئين، حيث أكد الرئيس على أن الواقع الإقليمي المضطرب في المنطقة يوفر بيئة خصبة لتوسيع خارطة الإرهاب الذي تمتد آثاره لكافة دول العالم، وهو الأمر الذي يتطلب التحرك العاجل وتعزيز الجهود الدولية والإقليمية للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمات الراهنة، بما يصون مقدرات الشعوب ويحافظ على كيانات ومؤسسات الدول.

ونظم رئيس الوزراء البريطاني، مأدبة غداء على شرف السيد الرئيس والوفد المرافق له، أعقبها مؤتمر صحفي.

 وفيما يلى نص الكلمة التي ألقاها الرئيس خلاله:

دولة رئيس مجلس الوزراء

السيدات والسادة

بدايةً أود أن أوجه الشكر والتقدير لدولة رئيس الوزراء على الأجواء الإيجابية التي تسود الزيارة، وكذا على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة التي يبديها الجانب البريطاني.

كما يطيبُ لي أن أعرب لكم عن سعادتي بزيارة بلدكم الصديق، حيث التقيت بالعديد من الشخصيات التي أكدت حرصها على إنجاح هذه الزيارة المثمرة التي أقوم بها إلى بريطانيا، وإنني على ثقة في أن التعاون بين بلدينا سيحقق مصلحة مشتركة للطرفين.

إن زيارتي إلى المملكة المتحدة إنما تعكس قوة العلاقات التي تربط بين البلدين والشعبين، ولعلكم تتفقون معي على أن علاقات التعاون الوثيقة التي تجمع فيما بيننا في مجالات شتي توفر أساساً متيناً يتيح لنا في المستقبل القريب المزيد من تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية وتدعيم شراكة تجارية واستثمارية واسعة النطاق.

إننا نسابق الزمن في مصر لبناء مجتمع مدني عصري يعتز بقيمه وبإرثه الثقافي، ويوفر العيش الكريم لمواطنيه ويحقق مطالبهم في الحرية والأمن والاستقرار والعدالة الاجتماعية.. ولذلك فنحن ننظر إلى علاقات الصداقة والتعاون بيننا بكل التقدير.. ونثق أن المستقبل سيحمل دائماً الأفضل لنا جميعاً.

يُهمني في هذا السياق، أن أؤكد على حاجة العالم أكثر من أي وقت مضى لتحالف الشعوب والحضارات في مواجهة فكر وخطاب التشدد والتطرف والكراهية ونبذ الآخر، والتي تمثل جميعها بيئة خصبة لاِنتشار الإرهاب وما يسببه من تهديد للأسس والقيم المجتمعية.

مرة أخرى اسمحوا ليّ أن أعرب عن سعادتي والوفد المصري بزيارة بلدكم الصديق وأشكركم على حُسن الاستقبال والأجواء الإيجابية التي تسود الزيارة، وإنني على ثقة في أن مباحثاتنا ستساعد على التوصل إلى توافق في الرؤى حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، سواء على الصعيد الثنائي أو في الإطار الإقليمي، ولا شك أننا سنخرج من هذه المشاورات بفهم أكبر ووعي أعمق لمواقف بعضنا البعض ووجهات نظرنا إزاء القضايا المطروحة، وبالسُبل الكفيلة بإعطاء دفعة قوية للعلاقات المصرية البريطانية، ولما لمسناه منذ أن وطأت أقدامنا بلادكم، من إرادة سياسية واضحة لتعزيز وتطوير علاقاتنا وتحقيق تطلعات الشعبين.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى