الأخبار

البابا يتعرض لهجوم ممنهج

103

علق القمص رويس مرقس وكيل عام البطريركية والمتحدث باسم الكنيسة بالاسكندرية، على ما وصفها بالانتقادات التي وجهت إلى البابا تواضروس الثاني، عقب إلغائه العظة الأسبوعية الأربعاء الماضي بسبب تظاهر متضرري الأحوال الشخصية، قائلا إن الكنيسة تصلي من أجل البابا، ونقول “الرب عن يمينك يا أبانا الطوباوي المكرم البابا الأنبا تواضروس الثاني”.

وأضاف “مرقس” في بيان، الجمعة، أن البابا يقبل بحب الاختلاف معه في الرأي بل ويرحب بذلك ويسعى لسماع وجهات نظر مختلفة ويهتم بكل رأي، ولكن في إطار من الاحترام واللياقة، وكثيراً ما يحتوى من يخالفه الرأي بالصبر والمحبة.

وشدد على أن البابا يتعرض لحملة هجوم شديدة وممنهجة لإظهاره منفصلاً عن شعبه، ممن يتصور انه هو فقط الذي يحب الكنيسة ويخاف عليها ويحمى تراثها مثلما حدث في موضوع الميرون ، ومن له مطالب يستحيل الاستجابة لها مثل موافقة الكنيسة على الزواج المدني والطلاق لأسباب لا تقرها الكنيسة ، ومن يبحث عن شهرة أو أموال فيهاجم البابا.

واستطرد قائلا : ولا نعلم نحن من وراء هؤلاء .. ومن الذي له مصلحة في هذه الحملة .. ولكن من الواضح أن عدو الخير يحاول أن يضرب الراعي لتتشتت الرعية، وأمام كل هذا ينفذ البابا وصية الإنجيل نُشتم فنبارك، فمع كل هجوم لا يرد بل يستمر في العمل الإيجابي من أجل صالح الكنيسة ويرفض إلحاح أبنائه بالرد مفضلاً الصمت، ولعل ماحدث يوم الأربعاء الماضي فرصة لتوضيح الحقائق امام الشعب ليعرف مدى اخلاصه للكنيسة، وفي نفس الوقت مدى الحرب الشيطانية الشرسة التي يتعرض لها.

وأشار الى أن البابا رجل مخلص جداً للكنيسة ويحبها جداً، فهو يكاد لا ينام إلا قليلاً منذ جلوسه على كرسي مارمرقس، يسافر كل مكان داخل وخارج مصر ليفتقد أولاده ويطمئن عليهم، فمثلاً زيارته من شهور قليلة لصعيد مصر قطع فيها مئات الكيلومترات، زار كنائس وأديرة وأماكن خدمة، تقابل فيها مع عشرات الألاف من شعبه منهم أسر شهدائنا في ليبيا، وكذلك زيارته للأديرة والايبارشيات المختلفة رغم معاناته من آلام العمود الفقري ونصيحة الأطباء له بالراحة، بل حتى عندما طلب منه أبناؤه أن يستخدم الطائرة في تنقلاته الداخلية لراحته رفض بإصرار توفيراً للنفقات، هو رجل خدمة يريد التواصل مع شعبه وحل مشاكلهم.

وأضاف : البابا يحلم بالكنيسة التي تقدم الخدمة لكل إنسان، ومن أهم اهتماماته منذ جلوسه على الكرسي الأحوال الشخصية، فهو يقول يؤلمني جداً أن يعتقد ابن للكنيسة أنها تظلمه، ولذا عقد مؤتمرين لدراسة لائحة الأحوال الشخصية آخرها الأسبوع الماضي بالاضافة للعديد من اللقاءات والاجتماعات ليصل في النهاية أن يكون المجلس الإكليريكي العام الذي كان مسؤولاً عنه الأنبا بولا عبارة عن ست دوائر فرعية كل منها مكون من أسقف وكاهنين وطبيبة ومحام لسرعة البت في مشاكل الناس، ويحق لمن يعترض على حكم أصدرته أي دائرة فرعية التظلم أمام المجلس الإكليريكي العام الذي يجتمع مرة كل عام برئاسة البابا ويعاونه سكرتير المجمع المقدس الأنبا رافائيل وعضوية كل أعضاء المجالس الفرعية الثلاثين مجموع الست دوائر.

وبدأ بالفعل العمل بهذا النظام، أي أن البابا فكر ونفذ نظام اداري جديد للتسهيل على الكل، مع عمل لائحة جديدة لا تتعارض مع تعاليم الكتاب المقدس وقوانين الكنيسة ولكن تقدم حلولاً للكثير من المعضلات التي كانت تسبب دمار أسر، فهل لم ير الذين يهاجمون البابا أي شيء إيجابي في كل ما سبق.. أم أنهم لا يعلمون.

وأوضح أن البابا يتواصل جداً مع شعبه، ولكن بأسلوب منظم فهو يُسلم على كل أفراد الشعب بعد كل قداس او عشية او اجتماع في كل كنيسة يزورها وما أكثرها، ويلبي طلبات الكل من يريد الصلاة أو تسليمه ورقة أو التصوير حتى انه يلتقط الصور بنفسه مع أبنائه بطريقة السيلفي التي يحبها الشباب فهو أب قريب من أولاده يشاركهم ما يحبونه بما لا يتعارض مع هيبته، لدرجه وقوفه أحياناً بالساعات ليفرح الكل بينما يشفق عليه أبناؤه لمعرفتهم بما يعانيه من آلام الظهر، هذا بخلاف فريق من المعاونين والسكرتارية لمقابلة كل من له مشكلة والعمل على حلها.

واستطرد متسائلا : فهل بعد هذا يليق بأي شخص اقتحام الكنيسة واستغلال اجتماع روحي غرضه الوحيد هو توصيل كلمة الله للمستمعين في الكنيسة أو على شاشات القنوات الفضائية لاثارة مشكلة.. وهل أصبح الهرج والمرج واثارة الشغب هو طريق حل المشاكل.. وأين احترام بيت الله الذي يليق به القداسة.. البابا ليس معزولاً عن شعبه كما يحاول البعض إظهاره والسكرتارية تتواصل مع الكل والطبيعي أن تكون هناك طلبات مرفوضة لأنها ضد تعاليم الكتاب المقدس وقوانين الكنيسة سواء فيما يخص الأحوال الشخصية أو غيرها.

فما هو المطلوب إذا حاولت الكنيسة احتواء هؤلاء الأشخاص ولكنهم غير مستعدين.. هل كان مطلوباً من البابا ان يستجيب لطلباتهم .. وهل لو فعل يكون أميناً على مسؤوليته أمام الله.. ان كل ما فعله البابا وتعرض بسببه للهجوم الضاري هو انه ترك الاجتماع بمنتهى الهدوء دون أي كلمة أو حتى لوم لهؤلاء المحتجين، وبدلاً من ذكر الحقيقة التي رآها الملايين اذا باتهامات أن البابا سلم أولاده للشرطة وللنيابة وهذا لم يحدث.

 صدى البلد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى