بالصور..هكذا نفذت إسرائيل خطتها

“قنبلة موقوتة تم زراعتها قرب خط الوقود الرئيسي بجسد الطائرة.. انفجار في قمرة القيادة سبقته ضوضاء ثم انقطع الاتصال.. بطارية ليثيوم انفجرت في كابينة القيادة.. قنبلة تم تمريرها تحت سمع وبصر الأمن المصري إلى متن الطائرة.. تورط  أحد رجال الأمن بالفندق في وضع قنبلة بالأمتعة.. صاروخ داعشي”.. رويات عديدة وأخبار متضاربة تناقلتها الوكالات الإخبارية العالمية حول سقوط الطائرة الروسية في سيناء.

تصريحات أغلبها عكس بعضها، وهي معروفة المصدر أحيانا ومجهلة في أغلب الأحيان، ورغم كل هذا التضارب إلا أن الإصرار الواضح في الصياغة الصحفية والعناوين الرئيسية لهذه الوكالات، اجتمعت على ضرورة تحميل مصر المسؤولية بأي صورة، فبغض النظر عن الأسباب، فالقاهرة متهمة حتى ولو اختلف السيناريو، وهذا هو بعض مما ذكرته الصحف الدولية حول سر انفجار الطائرة، كل حسب روايته.

في أخر تحديث للأخبار المتعلقة بحادث تحطم الطائرة الروسية، اختارت وكالة “سبوتنيك” الروسية العنوان السابق، رغم نقل متن الخبر عن شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية التي نقلت هي الأخرى عن مصدرين يشاركان في التحقيق وكلاهما رفض الإفصاح عن هويتهما.

المصدر الأول للخبر قال نصًا: “يرجح أن تكون قنبلة موقوتة قد زرعت بالقرب من خط الوقود بالطائرة”، مؤكدًا أنه لم يتم العثور على أي دليل مادي يدعم هذه النظرية، ولكن هذه النظرية تفسر النقص الواضح في بقايا المتفجرات في حطام الطائرة، وهو ما أكده المصدر المجهل الآخر، ولكنه أضاف أنه ربما تكون وضعت القنبلة بالقرب من المحرك.

تحت هذا العنوان، ذكر موقع “التليجراف نيوز” البريطاني، أن صور الأقمار الصناعية الملتقطة أظهرت ارتفاعًا في درجة حرارة الطائرة قبل فقد الاتصال معها مباشرة، مشيرًا إلى أن هذه الصور يمكن أن ترجح نظرية تهريب قنبلة ضمن أمتعة أحد الركاب، ونقلت عن مسؤول روسي قوله إن الهجوم الإرهابي هو واحد من عدة تفسيرات محتملة، لكنه أضاف أن لجنة التحقيق في حادث تحطم الطائرة ستحلل المواد الكيميائية التي تم جمعها من مواقع الحطام.

وتابع الموقع، أنه رغم إعلان الجماعة الإرهابية في سيناء عن مسؤوليتها وتفجيرها للطائرة الروسية إلا أنهم لم يكشفوا عن الطريقة التي تم بها الأمر، وهو ما يدفع للتشكيك حول تورط “داعش”، ورغم ذلك، حذر الموقع من خطورة بقاء السياح في مدينة شرم الشيخ، قائلًا: “ينبغي عودة جميع السائحين إلى ديارهم قبل نهاية الأسبوع”.

زعمت صحيفة “جازيتا يونيون” الإيطالية، وجود “ضوضاء” سمعت في قمرة القيادة قبل ثانية واحدة من انقطاع الاتصال, مرجحة بنسبة 90% حدوث انفجار في الطائرة، وهو ما يقود إلى 4 احتمالات، بحسب الصحيفة، أولها أن تكون أحد بطاريات اللثيوم قد انفجرت، والثاني هو وجود قنبلة على متن الطائرة بواسطة أحد الركاب أو الأمتعة، والثالث هو إمكانية حدوث انفجار في خزان الوقود، أما رابع الأسباب الذي يمكن أن يؤدي إلى انفجار الطائرة هو أن تكون هناك نقاط ضعف في بدن الطائرة تأثرت بالضغط بمجرد الارتفاع.

ونقلت الصحيفة عن ألكسندر بورتنيكوف، رئيس جهاز الأمن الروسي “FSB”، قوله: “إنه طالما لم يتم تحديد الأسباب الحقيقية لما حدث، فإن هذا يكفي لوقف الرحلات الجوية الروسية إلى مصر”.

وذكرت الصحيفة أن تصريحات رئيس جهاز الأمن الروسي تأتي بينما تستكمل الرحلات الجوية عملية إجلاء 11 ألف سائح روسي من مدينة شرم الشيخ، وهو ما سيضر كثيرا بقطاع السياحة المصرية التي تشكل قرابة الـ13% من الدخل العام في مصر.

نقل موقع “ويرلس جودنيس” الأمريكي، المعني بكافة أنواع الاتصالات في العالم، تصريحات لبعض المعلقين في قطاع السفر والسياحة حول أجواء انفجار الطائرة الروسية التي تفوح بها شبهات العلاقة بين بريطانيا وتنظيم “داعش”، مشيرة إلى أنه يمكن القول وجود أهداف مشتركة بين الطرفين.

وأوضح الموقع، أن اتخاذ بريطانيا إجراءات عودة مواطنيها من مصر بمجرد انفجار الطائرة الروسية، قبل الكشف عن أي سبب وراء الحادث، وانخفاض أسعار رحلات أعياد الميلاد إلى مصر قرابة الـ50%، ضربة قاسية من بريطانيا للاقتصاد المصري باستغلال إدعاء “داعشي” لم يثبت بعد.

ونقل الموقع عن أحد المسؤولين الأمريكيين، قوله إن تناثر الحطام على مساحة 13 كيلومترا يؤكد أن الطائرة تعرضت للتفكك وليس للانفجار,  لكن الموقع حمل ردًا من رئيس شركة إيرباص المصنعة للطائرة الروسية، فابريس بريجير، قال فيه إنه لم يتم الكشف حتى الآن عن أي خلل فني وراء تحطم الطائرة الروسية من طراز A-321.

روسيا هي الأخرى انتقدت في البداية خطوة بريطانيا, وأعلنت لاحقا أنه تم وقف جميع الرحلات الجوية إلى مصر، وقال رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف، إنه لا يتوقع استئناف رحلات بلاده إلى مصر في الوقت القريب، لضمان سلامة المسافرين في مصر، مشيرًا إلى أنه لا يمكن إعطاء جدول زمني لذلك، غير أنه أكد أن روسيا تعتزم التعاون مع بريطانيا لحملة علاقات عامة مع مصر بقيمة 50 مليون دولار لمواجهة التأثير السلبي للحادث على قطاع السياحة في مصر.

الغريب في تقرير الموقع أنه رغم الإشارة إلى احتمالية وجود مؤامرة إلا أن التقرير تصدرته صورة لأحد موظفي الخدمات الأرضية في مطار شرم الشيخ، وعلق أسفلها بالقول: “عمال الخدمات في الفندق ربما قد يكونون متورطين في تمرير قنبلة إلى متن الطائرة”، ولم يذكر الموقع أي شيء آخر عن دور عمال الفندق أو كيفية قيامهم بذلك أو حتى مصدر هذه الشكوك.

تبلورت خيوط المؤامرة، أمس، باعتراف إسرائيل رسميًا، بتسليمها معلومات تمتلكها حول تحطم الطائرة الروسية في سيناء لبريطانيا وأمريكا، لافتة إلى أن التقديرات الإسرائيلية تدل على فرضية تفجير الطائرة عبر قنبلة زُرعت على متنها من قبل تنظيم “داعش”.

وقال مارك ريجيف، الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية، في مقابلة مع “سي إن إن”، إن بلاده سلمت بالفعل بريطانيا وأمريكا معلومات تمتلكها حول تحطم الطائرة الروسية في سيناء، وردا على سؤال حول صحة التقارير التي تشير إلى أن إسرائيل سلمت بريطانيا وأمريكا معلومات حساسة حول مصير الطائرة الروسية التي تحطمت في سيناء، قال ريجيف: “لا يمكنني الخوض في التفاصيل لأنها أمور استخباراتية، يمكنني أن أقول إن كل المعلومات التي لدينا قد نقلناها إلى الحكومات المعنية، بما فيها الحكومة الأمريكية”.

وعن فرضية وجود قنبلة زرعها تنظيم “داعش” أو جهات تابعة له وانفجرت على متن الطائرة، قال ريجيف: “أجل، هذا هو تقييمنا” مضيفًا: “هذا تقدير استخباراتي قائم على المعلومات الموجودة بحوزتنا”.