الأخبار

العنف تحول لظاهرة ومصر ليست على الطريق الصحيح

152731

أ ش أ

 

اهتم عدد من كتاب الصحف المصرية الصادرة اليوم بقضايا الشأن المحلي وسبل عودة الاستقرار إلى البلاد.

 

ففي مقاله بصحيفة “الشروق” وصف الكاتب فهمي هويدي تحول العنف إلى ظاهرة في ساحة التجاذب السياسي، واعتماد بعض السياسيين والإعلاميين إلى تبريره وإضفاء الشرعية على ممارساته، بالكارثة المضاعفة.

 

 

اللغة الجديدة

 

وقال هويدي “لم يعد يستهدف العنف ايذاء الطرف الآخر وايجاعه، ولكنه أصبح يقترن بالتعذيب وبالسحل فى بعض الأحيان، ليس ذلك فحسب وإنما صرنا نسمع من بعض أهل السياسة كلاما مدهشا فى تبريره والتأييد الضمني له”، مضيفا “هذه اللغة جديدة ليس فقط على الخطاب السياسي في مصر، ولكنها جديدة أيضا على طبائع المصريين وسلوكهم مع المغايرين أو المختلفين .. رغم أننا لا نستطيع أن نصف العنف الدائر بأنه ظاهرة مكتملة الأركان، لأن نطاقه لا يزال محدودا بصورة نسبية”.

 

 

وأكد أنه لم يتم التعرف حتى الآن على وجه الدقة على من يمارس العنف الذي لا يختلف أحد على أنه ليس من طبائع المصريين، وهم من عرفت عنهم الطيبة والتسامح، واللطف أحياناة .. مشيرا إلى أن المؤشرات تزايدت مؤخرا في دائرة التجاذب السياسي، خصوصا بين جماعات المعارضة  والإخوان المسلمين.

 

 

وأضاف هويدي “إن السكوت عن العنف الظاهر أقرب إلى اللعب بالنار، لأن ما هو ظاهرة طارئة الآن قد يتحول بمضي الوقت إلى جزء من ثقافة المجتمع، الأمر الذي يفتح الأبواب أمام احتمالات هيكلته وتوفير غطاء تنظيمي ومؤسسي له، وإذا ما حدث ذلك ــ لا قدر الله ــ فإن السياسيين والإعلاميين الذين يسوغونه ويبررونه يكونون قد ارتكبوا جريمة في حق الوطن. إذ لكي يحققوا انجازا تكتيكيا فإنهم أسهموا فى تشويه المجتمع وألحقوا به خسارة استراتيجية فادحة”.

 

 

وفي نهاية مقاله أكد هويدي أن قضية العنف تتطلب انتباها وتداركا سريعا من جانب الوطنيين المخلصين الذين يهمهم انتصار الثورة بأكثر مما يهمهم انتصار فريق على آخر.

 

 

 

عذر الشرطة

 

وفي عموده “علامة تعجب” وتحت عنوان “ما عذر الشرطة مع البلطجية” قال الكاتب عماد الدين حسين : نلتمس الكثير من الأعذار للشرطة عندما لا تستطيع دخول ميدان التحرير حتى لا تصطدم ببعض القوى السياسية أو بعض وسائل الإعلام ولكن كيف نعذرها عندما لا تتمكن من القبض على بلطجي في قرية نائية؟.

 

 

وأكد أن الشرطة لو تحركت وألقت القبض على لص أو بلطجي أو أي خارج عن القانون فإن المواطنين سيلتفون حولها ويصفقون لها ويحملون أفرادها على رؤسهم.

 

وأوضح الكاتب أن تغيير العقيدة أو طريقة أو أسلوب العمل لا يحدث بقرار أو إعلان من وزير يقسم فيه على أن الشرطة تغيرت .. بل يحتاج تغييرا في الذهنية أولا وفي مناهج التعليم والإعلام وقبل ذلك وبعده يتطلب وجود نظام حكم يؤمن بأن دور الشرطة هو حماية الأمن والاستقرار وكرامة المواطنين وليس حماية الشعب ونظامه.

 

 

الطريق الصحيح

 

وفي عموده “نقطة نور” بصحيفة الأهرام أكد الكاتب مكرم محمد أحمد، أن ما من مصري يعتقد أن بلاده الآن علي الطريق الصحيح ، سواء كان في الحكم أو في المعارضة ، أو يشغل نفسه بما يجري من أحداث أو يقف علي السور متفرجا يتابع ما يحدث . مشيرا إلى ن الطريق الصحيح لا يمكن ان تكون علاماته، هذا الاستقطاب الحاد الذي لا يزال يقسم البلاد، وهذه الفوضي العارمة التي تعصف بكيان.

 

 

وأضاف مكرم أنه لا ينبغي للحكم مهما تكن ثقته في الاحتكام إلى صندوق الانتخابات إن يركن أو يصدق أن كل ما يجري حوله هو مجرد مؤامرة تستهدف جماعة الإخوان، حتي لو كانت هناك بالفعل خيوط تشير بأن هناك مؤامرة!، لان مؤامرات الخارج لا تنجح في وجود جبهة داخلية.

 

 

وأوضح الكاتب أنه ما من خيار أمام الحكم والمعارضة سوى أن يلتقيا في منتصف الطريق، خاصة ان الطريق الصحيح واضح شفاف كشمس النهار، يتسع للجميع، بالحوار والايمان بالمشاركة، ونبذ العنف وإدانة حرق المقار، واحترام سلطة القانون، والاعتراف النصوح من جانب الجميع بان الكل مدان والكل خاسر.

 

 

لحظات فارقة

 

وفي عموده “بدون تردد” بصحيفة “الأخبار”، أكد الكاتب محمد بركات أن المتابع للتطورات المؤسسة والأحداث العنيفة في أماكن عديدة خلال الآونة الماضية لا يملك إلا الإحساس بالخطورة البالغة التي تتعرض لها الدولة المصرية حاليا.

 

وقال “إنه في هذه اللحظات الفارقة، يكون لزاما على الجميع حكاما ومحكومين، سلطة ومعارضة، الوعي الكامل بضرورة الارتفاع إلي مستوي المسئولية، وإعلاء المصلحة العامة فوق كل اعتبار، ووضع استقرار الوطن وأمنه نصب الأعين، والسعي بكل الصدق والإخلاص لنزع فتيل التوتر والقلق والاحتقان، الذي يهدد بالانفجار في كل لحظة.

 

وأوضح بركات أن على الجميع أن يدرك ويعي أن الأمر جاد وخطير، وأن الخاسر فيما نراه الآن، من خلاف، واحتقان، وعنف، وانقسام، هو الوطن بكل فئاته وصنوفه، وبكل ما يضمه من حكام ومحكومين، وبجميع المؤيدين والمعارضين، داعيا الله أن يكتب لمصر السلامة، ويلهم الجميع الحكمة والرشاد.

محيط

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى