الأخبار

كلمة السر فى توطيد علاقة تركيا بإسرائيل

163

 

 

صولات وجولات بين تركيا وإسرائيل فى الآونة الأخيرة، تصريحات تتجمد وأخرى تتجدد.. غريب أمر الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، يخاصم ويعادى وينازع بنى دينه، ويقيم علاقات مع الكيان الصهيونى الإرهابى، من أجل الحصول على “الغاز”.

مباحثات سرية جرت بين تركيا وإسرائيل بسويسرا
تركيا تعادي الجميع.. إلا إسرائيل
عقوبات روسيا دفعت أردوجان لسحب تشبيه نتنياهو بهتلر

أزمة الطائرة الروسية جعلت الأتراك يبحثون عن بديل لغاز موسكو، الذى يبدو أنه سيتوقف فى القريب العاجل، عقب سلسلة العقوبات التى فرضتها روسيا على الاقتصاد التركى، لذا لا يجد أردوجان أى مشكلة فى إصلاح علاقته مع إسرائيل، وهى العلاقة التى تضررت كثيرًا منذ 2010، إثر الهجوم الدامى لقوات خاصة إسرائيلية على أسطول “مافي مرمرة” التركى الذى كان متجهًا إلى قطاع غزة لفك الحصار.

وقادت المباحثات التى رعاها الرئيس الأميركى باراك أوباما بنفسه فى 2013 إلى تقديم رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو اعتذارًا للرئيس التركى، ولكن من دون أن يؤدى ذلك إلى مصالحة بين الجانبين.

هل الأمر غاز فقط أم تطبيع كامل فى العلاقات؟

أكد مسؤولون إسرائيليون أمس الجمعة، أن تركيا وإسرائيل توصلتا إلى تفاهمات لتطبيع العلاقات بعد مفاوضات سرية جرت فى سويسرا، وبلهجة متحفظة أكثر، قال مسؤول تركى اليوم السبت إن تقدمًا أُنجز فى اتجاه إطار اتفاق، مشددًا على عدم التوقيع على اتفاقات بين الجانبين.

وقاد المفاوضات الحالية من الجانب التركى مساعد وزير الخارجية فريدون سيرينلي أوغلو، وعن الجانب الإسرائيلى رئيس جهاز المخابرات الجديد يوسى كوهين والمتحدث باسم نتنياهو فى الملف التركى جوزف سيشانوفر.

وتزامنت هذه المفاوضات مع تغير ظاهر فى لهجة أردوغان الذى قال “نحن وإسرائيل وفلسطين والمنطقة ستكسب الكثير من مسار التطبيع هذا”.

ويعتبر أردوغان نفسه من المدافعين عن القضية الفلسطينية، بينما أكد فى أوج الهجوم الإسرائيلى على قطاع غزة أن إسرائيل “تفوقت على هتلر فى مستوى الوحشية”.

ويأتى هذا الانعطاف فى الخطاب فى وقت تواجه فيه أنقرة عدة أزمات دبلوماسية، حيث أكد مارك بيريني السفير السابق للاتحاد الأوروبى بأنقرة والباحث فى مركز كارنيجي أوروبا “سمعنا مرارًا فى السنوات الأخيرة أن تركيا واسرائيل ستصلحان علاقاتهما، وهذه المرة ثمة أسباب عدة ليبذل البلدان جهودًا جديدة”.

من جانبه، قال مصدر تركى قريب من المحادثات إنه حتى أثناء الخلافات لم يتم تعليق خطط لبناء خط أنابيب واستيراد الغاز الطبيعى من حقل لوثيان الإسرائيلى الشاسع فى شرق البحر المتوسط، مضيفًا “حتى السلطات السياسية لم ترغب فى تعليق المحادثات، كنا نعرف أنه ما إن يتم التغلب على الخلاف السياسى.. ستتحرك باقى العملية بسرعة”.

وعلى الرغم من أن رفع الحصار عن غزة “وهو أحد الشروط الثلاثة التى وضعها الرئيس التركى لتطبيع العلاقات” هو أمر غير مرجح فى ظل تشديد إسرائيل على أن هذه السياسة ضرورية لأمنها، إلا أن مسؤولا تركيًا رفيعًا قال إن تقدمًا تم إحرازه فى هذه القضية.

وقالت المصادر التركية إن اتحاد شركات تركية تتفاوض مع إسرائيل على السعر والمسار المحتمل لخط الأنابيب وهيكل المشاركة وكيفية بيع الغاز.

فى السياق ذاته، أكد مسؤولون إسرائيليون أن بدء مفاوضات حول تصدير الغاز الإسرائيلى إلى تركيا يمثل إحدى النقاط الرئيسية فى المباحثات الهادفة للتوصل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بين البلدين.

وأضافوا أن تركيا واسرائيل اتفقتا على تعويض ضحايا الهجوم الاسرائيلى عام 2010 وعودة السفيرين للعاصمتين وإسقاط الملاحقات القضائية التى بدأتها تركيا ضد اسرائيل ومنع دخول القيادى فى حماس صلاح العرورى لتركيا.

كما قال زئيف إلكين وزير الهجرة فى الحكومة الإسرائيلية لراديو الجيش الإسرائيلى، إن الاتفاق المتوقع، الذى لم يتم وضع اللمسات النهائية عليه بعد، يعطينا ما طالبنا به وهو تقييد شديد لنشاط حماس فى تركيا.

وتابع: “يجب ألا نتراجع.. يجب ألا نتنازل.. يجب أن نبقى حازمين بشأن مصالحنا”.

من جهته أكد وزير الطاقة الإسرائيلى، يوفال شتاينتز، إن تطبيع العلاقات مع تركيا له أهمية كبيرة سواء لتطوير حقل لوثيان أو إعادة شركات الطاقة العالمية إلى إسرائيل للبحث عن حقول غاز جديدة.

وأضاف “أعتقد أن هناك فرصة جادة ومفيدة لتحسين وتطبيع العلاقات بين إسرائيل وتركيا، أعتقد أيضًا أن هذا دليل على القيمة الدبلوماسية للغاز ومشروع الغاز”.

يجيد أردوجان الألاعيب، ويبحث دائما عن الحلفاء الأقوياء دون أى نظر لكون هذا الحليف أو ذاك إرهابيًا أو مجرمًا أو متلوثة يده بدماء الأبرياء أيا ما كانوا.

ويعادى أردوغان مصر باستضافته أعضاء من جماعة الإخوان الإرهابية وبدعمه اللا محدود لهم، وتتوغل قواته فى الشمال العراقى دون النظر لسيادة الدولة، وينازع إيران فى صراع القط والفأر بالمنطقة، ويسقط طائرة لموسكو فى ظل حرب بالوكالة معروفة للجميع، ويطبع ويصالح إسرائيل رغم دعايته بوقوفه إلى جانب الشعب الفلسطينى.

مبتدا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى