الأخبار

موكب الرئيس السيسي

32

 

كثيراً ما ساقني القدر إلى متابعة موكب الرئيس عبدالفتاح السيسي في منطقة مصر الجديدة قرب قصر الاتحادية سواءً كنت ماشياً أو راكباً سيارتي الخاصة، موكب عادي وأقل من العادي، ولا يتوقف المرور بسببه طويلاً، ربما 5 دقائق أو حتى أقل وهو ما يمنح المواطنين شعوراً بالاطمئنان لأن الرئيس يمرّ بينهم دون إفراط أو تفريط في إجراءات الأمن التي كانت سابقاً تصيب مناطق الموكب بالشلل.

ولكن اليوم كان المشهد مختلفاً، ولا أبالغ في القول إنه كان خانقاً ومثيراً للسخط.

اليوم ذهب الرئيس السيسي لحضور الاحتفال بمناسبة المولد النبوي الشريف في قاعة المؤتمرات الدولية التابعة لجامعة الأزهر بمدينة نصر.

كنت شاهداً على وصول السيسي إلى القاعة في تمام الساعة التاسعة والنصف، وكان الموكب كعادته سريعاً في مروره من شارع يوسف عباس إلى القاعة، ولم يستغرق وقوف السيارات في تلك المنطقة سوى 5 دقائق.

ولكن المشهد الذي لم يره السيسي بطبيعة الحال كان في الشوارع المحيطة بموقع زيارته، فشارع الطيران بداية من الحي السابع إلى نهايته قرب النفق الكائن أمام فندق سونستا مصاب بشلل رباعي امتد تأثيره إلى شوارع مصطفى النحاس وطريق الأوتوستراد وصلاح سالم، السرعة لا تزيد عن صفر، ولا وجود لضباط الشرطة والمرور سوى في المربع المحيط بموقع زيارة الرئيس فقط لا غير، بينما يكتفي عسكري أو اثنان فقط بتنظيم المرور المشلول في تقاطع الطيران ومصطفى النحاس.

هذه المرة كنت راكباً في ميني باص الشعب “أبو 2 جنيه”، الشلل كان غير طبيعي في شارع الطيران، والتساؤلات تتردد على الألسنة: ايه الجديد النهارده يعني؟، وعندما بدأت الرؤية تتضح حول زيارة السيسي إلى المنطقة تحوّل البعض إلى تصوير الموكب، بينما أخرج البعض الآخر مخزون الغضب من الشلل المروري في عبارات من بينها: هو إحنا رجعنا لأيام زمان تاني ولا إيه؟.. إيه ذنبنا يعني نتعطل عن مصالحنا علشان الريّس معدّي؟.

انتهى المشهد بدخول السيسي إلى القاعة لحضور الاحتفال، ولكن الغضب الذي أصاب المواطنين من الشلل المروري لا أعتقد أنه انتهى حتى الآن.

لا أحد يطالب بألا يكون هناك تأمين للرئيس، فالرجل، الذي جعله الله تعالى سبباً في إجهاض السيناريو التآمري الذي استهدف مصر، مستهدف من الداخل قبل الخارج، ولكن يجب أن تكون هناك تعليمات مشددة من الرئيس بألا يطغى التأمين على مصالح المواطنين، وألا نعود إلى سيناريوهات الشلل التي سأم منها الجميع في العصور البائدة.

لا أعتقد أن صورة مدينة نصر اليوم ستصل إلى الرئيس السيسي كما هي دون تجميل، ولكن تلك رسالة، وما على الرسول إلا البلاغ المبين.

الوفد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى