الأخبار

أسير داعشي يفضح علاقة التنظيم بتركيا

 

19

 

ذكرت وكالة “سبوتنيك” الروسية أن مراسلها استطاع إجراء مقابلة مع أحد عناصر تنظيم «داعش»، وقع أسيرا في أيدي وحدات الدفاع الشعبي الكردية.
وأوضحت أنه الأسير “محمود غازي تتار” تركي الجنسية من مدينة أديامان، يبلغ من العمر 24 عاما، انضم إلى «داعش» وقاتل في صفوفه، ولكنه وقع في الأسر على أيدي مقاتلي القوات الكردية.
وفي حديث للوكالة تحدث محمود عن تنظيم «داعش» من الداخل، وخاصة عن كيفية تجنيد الشباب التركي في صفوف التنظيم، وعن تجارة النفط مع تركيا:

“علموني أسس الإسلام خلال 5 أشهر”
يقول محمود غازي التتار: “أنا كردي الأصل، عائلتنا مؤلفة من ثلاثة أشقاء، كان والدي يعمل ميكانيكي. نحن من عائلة عادية، مؤمنون.. كنت أدرس في جامعة أديامان، ولكن في أبريل2015، تركت الدراسة وانضممت إلى «داعش»، في أديامان كان هناك مخيم للاجئين السوريين عملت هناك كمتطوع في غرفة الطعام، أوزع الطعام على اللاجئين، وهناك تعرفت على “أحمد.ك”، وهو أيضا من أديامان حدثني عن الإسلام، أثر علي كثيرًا، فبدأت بالصلاة والصوم بعد انتهاء العمل التطوعي وفي المخيم افترقنا، و لم أر أحمد مدة طويلة.
ذات يوم التقيت به في وسط أديامان، فطلب رقم هاتفي، وعرض علي أن نلتقي مرة أخرى فوافقت، وبعد حوالي أسبوع اتصل بي واتفقنا أن نلتقي في مقهى، منذ ذلك الحين التقينا عدة مرات، قال لي مرة، إنه ينوي إعطاء دروس في قراءة القرآن في منزله، ودعاني لحضور تلك الدروس وبدأت أذهب إلى دوراته، بعدها وخلال 5 أشهر علمني أسس الدين الإسلامي”.

“كيليس كانت نقطة الانطلاق”
ولكن سرعان ما أعلنت الشرطة “أحمد.ك” في بحث جنائي، لذلك قرر مغادرة أديامان والانضمام إلى «داعش» في سوريا، وترك لي رسالة مع رجل يدعى إبراهيم كتب فيها أنني أستطيع إذا أردت، أن أذهب إلى سوريا والانضمام إلى المجموعة.
وأضاف: «قال إبراهيم إنه سيساعدني في عبور الحدود إلى سوريا، فأرسلني إلى موقف لسيارات الأجرة في مدينة كيليس، وقال لي أبحث هناك عن رجل يدعى “مهرب”، وصلت ووجدت الرجل الذي تكلم عنه فقادني بدوره إلى الحدود مع سوريا بالقرب من مدينة جرابلس.

“لم يكن هناك جندي واحد على الحدود”

وتابع: “أنا و17 شخصا آخرين عبرنا الحدود في الساعة العاشرة صباحاً على بعد كيلومتر واحد من معبر قرقميش، ولم نر جنديا تركيا واحدا، كل الأشخاص الذين عبرت معهم الحدود، كانوا رجالا من مختلف الأعمار من 17 إلى 50 عاما وكلهم كانوا يريدون الانضمام إلى «داعش».
وعلى الجانب السوري من الحدود استقبلنا عضو من «داعش» يدعى أبو بكر، وأخذنا إلى قرية، تقع على بعد كيلومتر من الحدود مكثنا هناك فترة من الزمن، ثم أخذنا مقاتل يدعى أبو طلحة إلى منطقة الباب وأقمنا في مبنى سكني بعد بضعة أيام إنضم إلينا 10 أشخاص آخرين، أصبح عددنا 27 شخصا، ثم انتقلنا إلى مخيم للتدريب يبعد 5 كم عن الحدود وهناك تلقينا التدريب العسكري وحضرنا دروسا دينية.

“سألوا كل واحد منا هل تريد أن تكون شهيدًا”
قبل بداية التدريب سألوا كل واحد منا هل تريد أن تكون شهيدا، وأنا رفضت هذا السؤال.. يطرحونه على جميع المجندين الجدد، أولئك الذين يوافقون، يتلقون تدريبا دينيا خاصا في غضون 6 أشهر، ولأنني رفضت، استمر تعليمي وتدريبي 70 يوما تعلمنا بكتب تركية خلال التدريب، كان يأتي إلينا عدة أشخاص من تركيا ليفحصونا، كانوا بدون لحى، وليسوا أعضاء في «داعش».

” المجندون الأتراك أرسلوهم إلى تل أبيض…”
وقال: “بمجرد أن انتهى تدريبنا، أرسلونا في “مهمة” وسألونا إلى أين نود الذهاب، ولكن اتخاذ القرار النهائي بيد قادة المجموعة، وأرسلت مجموعتنا المؤلفة من 27 شخصا إلى مدينة تل أبيض”.
واستكمل: “كانت مجموعتنا كاملة مؤلفة من أتراك، أسماؤنا بقيت سرية نقلونا إلى تل أبيض معا على متن سيارتين حتى مدخل المدينة، ثم تم تقسيمنا إلى مجموعتين، وزعتا على منزلين مختلفين، أرسلونا إلى تل أبيض لأن معظم سكان المدينة من التركمان، وكانت أغلبية أعضاء «داعش» الأتراك موجودون في تل أبيض”.
وأضاف: “خلال هذه الفترة لم يُسمح لنا الاتصال بعائلاتنا بعد اتمام التدريب سُمِحَ لي بالتحدث لأهلي في أديامان، حيث اتصلت بوالدتي، فطلبت مني العودة إلى المنزل، في تلك اللحظة أجهشت بالبكاء، حيث أن أول ستة أشهر بعد الانضمام إلى «داعش» لا يسمح لأحد أن يلتقي بعائلته.

” هدفهم ليس تركيا”
“في معسكر التدريب قال لنا القادة أن «داعش» لن يهاجم تركيا، ووفق ما فهمته أثناء التدريب، يقاتل في صفوف التنظيم أكثر من ألف مواطن تركي، والأعضاء يقتربون من الشخص فقط عندما يرونه وحيدًا حيث يحدثونه عن الإسلام، وعن فضيلة الجهاد.
وأشار إلى أن التدريب في تركيا يتم في منازل كانوا يستأجرونها بالأحياء الفقيرة، مضيفًا: “كان أحمد يقول لنا أن «داعش» هو المنظمة الوحيدة التي على حق، وتريد إنشاء دولة إسلامية في جميع أنحاء العالم، وقريبا سوف تتحول جميع البلدان إلى دولة الخلافة”.

“الأكراد لا يقتلون الأسرى”
“في 15 يونيو 2015 أسرتني القوات الكردية في تل أبيض، وقادة «داعش» أخبرونا أن القوات الكردية اقتربت من المدينة، وأمرونا بمغادرة تل أبيض، وعموما تمكنت مجموعة مؤلفة من 400 مسلح من الهروب بعد استلام أمر التراجع.. أنا ومجموعة مؤلفة من 70 شخصا ركبنا شاحنة وتوجهنا إلى أقرب قرية، وهناك انتظرنا نصف ساعة، حيث كانت مجموعات أخرى من المسلحين موجودة في القرية عندما حان وقت مغادرة القرية، وتبين أن السيارات لا تكفي للجميع وبقي في القرية 12 شخصا، من بينهم كنت أنا، وبسبب قصف قوات التحالف قتل ستة منا، وأنا لم أقرر الفرار من القرية لقد غيرت ملابسي إلى ملابس مدنية وانتظرت هناك حتى الصباح لأننى اعتقدت أنني استطيع الهروب إلى الرقة، ولكن الأكراد شغلوا جميع المواقع”.
كما قال: “بدأ سكان الريف يعودون إلى منازلهم فغادرت القرية، وفي هذه اللحظة ألقى الجنود الأكراد القبض علي فاستسلمت”.
وتابع: “الأكراد يعاملون الأسرى بشكل جيد يطعمونهم الطعام، ويقدمون لهم الماء، وحتى السجائر.. حبسوني في هذه الغرفة مع عدة أشخاص آخرين ولم أعتقد أنهم سيعاملونني بشكل جيد، خفت من التعذيب وظننت أنهم سيقتلوننا، ولكن اتضح أن القوات الكردية لا تقتل الأسرى”.
وأضاف: “سمعت أن مقاتلي «داعش» عندما يلقون القبض على الأكراد، يقتلون بعضهم فورًا، ويبقون البعض على قيد الحياة، من أجل تبادل الأسرى مع وحدات الدفاع الشعبي الكردية.. إنني نادم على انضمامي إليهم، ولكن هذا لا يهم الآن، إذا بادلوني سيقتلوني مسلحو «داعش» لأني تحدثت عنهم، وإذا عدت إلى تركيا سيضعوني في السجن لأني كنت عضوا في «داعش»، يجب أن لا يكرر أحد أخطائي، فكروا قبل فوات الأوان كل الأشخاص الذين يجلسون معي هنا، آسفين على ما فعلوه”.

“صهاريج النفط تذهب إلى تركيا كل يوم”
“خلال تدريبنا في المعسكر، شهر مايو2015، قال لنا أبو طلحة أن التنظيم يبيع النفط إلى تركيا، ووفقا له فإن الأموال التي يتم جمعها من بيع النفط تساعد «داعش» في حل جميع الصعوبات المالية.. كانوا يملؤون النقالات بالنفط والمازوت والبنزين ويرسلونها كل يوم إلى تركيا، والمصدر الرئيسي للدخل في هناك هو تجارة النفط، احتياطي النفط لدى التنظيم يكفي لفترة طويلة.
وأضاف الأسير التركي: “قال لنا أبو طلحة أن التنظيم يكسب أموالا كثيرة من التجارة مع تركيا، وإن النفط يباع من خلال عدد من رجال الأعمال والتجار، ولكن لم يذكر أسماء، ويتلقى «داعش» بدوره العديد من المنتجات والمواد الغذائية من تركيا والدول العربية”.
وتابع: “قادتنا الميدانيون كانوا لا يعيرون اهتماما للقصف الأمريكي، لأنهم يعتبرونه شكليا، فقط لذر الرماد في العيون”.

لماذا لا نحارب إسرائيل؟
ذات يوم، سأل أحد المقاتلين لماذا «داعش» لا يحارب إسرائيل، فأجاب أبو طلحة “أولا يجب كسر الجدار الصغير، ومن ثم نهجم على الكبير.. معظم المجندين الجدد الذين ينضمون إلى «داعش» من المملكة العربية السعودية، وتونس، واليمن، وقطر، ولبنان ومصر”، يأتون عبر الحدود التركية، لسهولة عبورها، ونفس الطريق يسلكه القادمون من أوروبا وأمريكا.
واختتم: “قال لنا القادة أنهم يخططون للقيام بعمل إرهابي يفوق بحجمه هجمات 11 سبتمبر في أمريكا”.

 

 

 

الدستور

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى