الأخبار

مصيف «أولاد الأكابر»:

 

150

اقتصرت المصايف على عدد قليل ومحدود من المدن خلال السنوات الماضية، حيث إن بعض الناس يصيفون فى الساحل الشمالى أو الإسكندرية، وعائلة أخرى يروق لها مرسى مطروح، ولكن هذا العام تحديداً بدا واضحاً استخدام البعض لوسائل التواصل الاجتماعى والإعلان عن سوء المصايف الروتينية التى تتصدر فيها صور المصيفين بـ«الجلابيب»، فلجأ آخرون إلى الترويج لأماكن أخرى، يرون أن المصيف فى البحر الأحمر هو الأفضل على الإطلاق، وتحديداً جنوب سيناء مثل مدينة شرم الشيخ والغردقة والعين السخنة، بينما توجد أماكن كثيرة بعيدة نوعاً ما عن «دوشة» تلك المصايف ولكنها ساحرة الجمال وقطعة من الجنة على أرض مصر دون علم منا أو حتى تجاهلاً لها.
دهب، سفاجا، طابا، مرسى علم، راس شيطان، الفيوم، وغيرها كلها أماكن سياحية تستطيع أن تقضى أسبوع المصيف بها، بين المحميات الطبيعية وأنشطة الغطس وجمال البحر والجبال والهدوء التام. تقول مديرة العلاقات العامة لأحد فنادق دهب، شيرى محمد: «من أكتر الحاجات اللى بتبعد المصريين عن المدن دى المسافة الطويلة اللى ممكن توصل لـ8 ساعات بالباص، غير طبعاً ارتفاع أسعار الطيران الداخلى».

وأضافت أن غياب الحملات الدعائية لمثل هذه الأماكن جعلها مهمشة لا يسمع عنها المصريون سوى قليلاً وإن سمع عنها أحد لا يكون على علم بكل تفاصيل المكان وما يوجد به: «المكان فى القصير فعلاً جنة على الأرض، لكن النزلاء عندنا صفر من المصريين وأغلبهم أجانب»، واستكملت موضحة أن أسعار الفنادق والسكن هناك أرخص بكثير من شرم الشيخ والغردقة والساحل الشمالى.
بالإضافة إلى تمتع تلك المدن بالهدوء التام وعدم وجود أماكن كثيرة للسهر، فهى تقتصر على الكافيهات والرياضات البحرية، ومعظمها محميات للغطس، وتبدأ الفنادق من 50 لـ500 جنيه فى الليلة، وأوضحت أنه من الممكن أن يكون سبب عدم إقبال المصريين على تلك الأماكن أن فنادق مرسى علم وسفاجا كانت ترفض الحجز للمصريين واستقبالهم. «لازم الدولة تعمل جزء من حملاتها للسوق المصرية بالتعاون مع غرفة المنشآت ووزارة السياحة لتوعية الناس بالأماكن دى»، حيث يجب على الدولة وضع تلك المدن فى خططها الدعائية كما بدأت تفعل مع مدينة دهب التى ظهر فيها المصريون مؤخراً فى الإجازات.

حملة توعية لهجر الشواطئ الشعبية والذهاب إلى «دهب وسفاجا وراس شيطان»

وقال كريم فريد إن تلك الأماكن أفضل، لكنها بعيدة جداً عن القاهرة: «أنا رحت دهب، وهى هادية، ومعظم الناس بتحاول تدوّر على الأماكن اللى تناسب أسلوب حياتهم». وأضاف أن الإجازة التى قضاها هناك كانت أسبوعاً كاملاً بـ1000 جنيه، على الرغم من أن ذلك المبلغ يُدفع ليوم واحد فى الساحل الشمالى، ولا يتمنى كريم إقبال المصريين على تلك الأماكن «لأن لو زاد الإقبال عليها من المصريين هيغيروا طبيعتها وبدل ما يكون مكان للاستجمام هيكون للمهرجانات والتحرش والقرف».
يرى أنس أيمن أن مصر مليئة بالأماكن الساحرة التى لا يوجد مثلها بالخارج، لكن الذى يميز أماكن المصايف المتعارف عليها هو قرب المسافة من القاهرة، وأن دهب وسفاجا وغيرها بعيدة، قد لا يتحمل البعض مشوارها: «أنا كنت فى مرسى علم، ليلة الفندق الخمس نجوم سعرها 1000 جنيه شامل كل حاجة». ولأنه يفضل الهدوء والمناظر الطبيعية الجميلة التى لا يراها سوى فى تلك المدن، فهو مستعد إلى أن يذهب لتلك الأماكن فقط ويقتصر مصيفه على دهب ومرسى علم والجونة وسفاجا، ويترك الساحل الشمالى الذى أصبح مكاناً للاستعراض والتظاهر وليس مصيفاً.
ذهب أحمد وجيه إلى الجونة بحوالى 150 جنيهاً فى اليوم، بمخيم غزالة، حيث إن نظام الجونة معظمه مخيمات، بين الجبال والمناظر الطبيعية الجميلة، والأسعار معقولة عن أسعار الساحل الشمالى وشرم الشيخ والعين السخنة، «لكن مفيش ناس كتير بتروحها لأنها فاضية وهادية جداً، مافيهاش أنشطة كتير، أقرب للاستجمام، غير إن الحياة معظمها فى الجبل ومع العرباوية وكده».
وأضاف أحمد أنه يفضل الذهاب للساحل الشمالى وشرم الشيخ عن تلك المدن: «لما بكون فى شرم الشيخ ممكن أطلع يومين دهب، هما يومين كفاية جداً عليها، سواء لوحدك أو معاك حد، يومين تريح دماغك وتفصل وبعدين تنزل ترجع للواقع تانى».

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى