الأخبار

هجمة على الأماكن الثقافية في وسط البلد

55

 

دون إعلان رسمي، تداول عددًا من النشطاء والمثقفين أخبارًا تفيد بغلق الأمن أمس لمسرح روابط للفنون، ومعرض «تاون هاوس» القابعين في منطقة «وسط البلد» الشهيرة، وكذلك تم اليوم اقتحام دار ميريت للنشر، المعروفة بأنها أماكن للأنشطة الثقافية تجمع الشباب منذ سنوات.

ووفقًا لتقارير إعلامية، فإن 7 أفراد بملابس مدنية توجهوا، الإثنين، إلى جاليري «تاون هاوس»، ومسرح روابط، قالوا إنهم من هيئة الرقابة على المصنفات الأمنية، ثم تبعهم آخرون قالوا إنهم من مصلحة الضرائب والأمن الوطني ووزارة القوى العاملة، ثم تجولوا في الجاليري والمسرح، وقاموا بإغلاقهما حوالي الثامنة مساء الإثنين.

وذكرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان تفاصيل الإغلاق في بيان لها، وقالت «إن 7 مسؤولين من هيئة الرقابة على المصنفات الفنية هجموا على المعرض والمسرح، وفتشوا المكاتب وأجهزة الكمبيوتر الموجودة في المكان، واطلعوا على التراخيص والمستندات والأعمال الفنية الجاهزة للعرض والأرشيفية، دون وجود إذن بالتفتيش».

وأضافت: «انضم إلى الحملة مسؤولين من الأمن الوطني ومصلحة الضرائب، ومكتب القوى العاملة، وجرى على مدار 3 ساعات عمليات تفتيش، واستجواب العاملين والإطلاع على وثائق تحقيق شخصيتهم قبل أن يسمح لهم بمغادرة المكان، ثم صادرت القوة جهاز كمبيوتر محمول وآخر مكتبي وأقراص مدمجة وUSB، ومواد أرشيفية، وأغلقت معرض تاون هاوس، ومسرح روابط المجاور له».

ولاقى القرار، الذي لم يعلن عنه رسميًا حتى الآن، استنكار عدد كبير من النشطاء على «فيس بوك» و«وتويتر»، وعد بعضهم ما فعله الأمن «هجمة على حرية الرأي والتعبير»، بينما صنفه آخرون «إجراء احترازي تعلن من خلاله الدولة خوفها من أي تجمع شبابي قبل 25 يناير». وكانت عدد من الأماكن الثقافية أغلقت من قبل بقرار من هيئة الرقابة على المصنفات الفنية.

وقال الفنان والشاعر أحمد حداد، المعروف بأنشطته الثقافية، إن الدولة أغلقت «تاون هاوس»، و«روابط»، مضيفًا على حسابه على «فيس بوك» أن إغلاقهما «تكملة لسلسة فشل الدولة وغيرتها من المستقلين، لأن الفن الرسمي في يد الأرزوقية».

من جهتها، قالت بسمة الحسيني، رئيسة المورد الثقافي، إنه منذ منتصف 2014 تقدم الدولة على تلك الأفعال، وذكرت، في حسابها على «فيس بوك» أنه «في كل حالات المنع والاقتحام والاعتقال والإغلاق تستخدم أسانيد قانونية يبدو أن لا علاقة لها بالسياسة مثل المصنفات الفنية- الضرائب- القوى العاملة- تنظيم الشوارع.. الخ. وفي كل مرة يتضح لاحقاً أن هذه الأسانيد مزيفة وأنه ليست هناك مخالفات قانونية، والأدهى أن حتى هذه المخالفات القانونية لو وجدت لا تستتبع لا الاعتقال ولا الإغلاق ولا الاقتحام ومحاصرة الأماكن بقوات أمنية».

وفي أول رد فعل حقوقي، أدانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، إغلاق تلك الأماكن، وأرجعت السبب إلى ما سمته «ذعر المؤسسات الأمنية»، وقالت في بيان لها إن «مداهمة مسرح روابط ومعرض تاون هاوس وقبل أيام من ذكرى ثورة 25 يناير يدل على ذعر تلك المؤسسات من إتاحة أي مساحة ولو ضئيلة لحرية التعبير وخاصة بين الشباب والمثقفين».

وذكرت الشبكة العربية في بيانها، الصادر الثلاثاء، أن «تلك الهجمة تأتي في إطار الحملة التي تشنها أجهزة الأمن على ساحات فنية أخرى ومؤسسات حقوق الإنسان خلال الأشهر الأخيرة، بغرض قمع الأصوات الناقدة».

وكانت شرطة المصنفات الفنية، اقتحمت اليوم الثلاثاء، دار «ميريت» للنشر، وقبضت على أحد العاملين بها، وقال محمد هاشم، مدير الدار، إن الأمن اقتحم الدار صباحًا، ولا يعرف السبب وراء هذا الاقتحام، موضحًا أنه تم احتجاز أحد العاملين بالدار، وتم عرضه على النيابة وأُخلي سبيله.

وأضاف، في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم»، أن الأمن أخذ سماعة و«مايك»، وقبض على أحد العاملين، لكن النيابة أخلت سبيله وجارٍ تنفيذ القرار من قسم عابدين.

واعتبر «هاشم» الاقتحام تهديدًا للدار، موجها رسالة على صفحته على «فيس بوك»: «لن ترهبونا»، وقال: «سنفضح الفاسدين ونعقد ندوة أشرف عبدالشافي في موعدها، سنفضح الجلادين في السعودية ونستمر في تضامننا أشرف فياض، سنظل نحلم بوطن العيش والحرية والعدالة الاجتماعية».

وفي تصريح لـ«المصري اليوم» قال الفنان والمخرج محمد عبدالفتاح، الشهير بـ«كالابالا»، والذي قدم من قبل عروضه على مسرح روابط إن عدد كبير من العاملين بـ«ناون هاوس» و«روابط» و«ميريت» موجودون الآن في قسم شرطة عابدين برفقة المحتجزين.

وطالب النشطاء بتضامن المثقفين مع العاملين بالمعرض والمسرح، رافضين قرار الإغلاق، وقال نجاد البرعي، المحامي الحقوقي، على «فيس بوك»: «الناس كلها لازم تشتغل على الموضوع طبعا، خصوصا بعد حبس إسلام بحيري، لكن كمان أنا مع فكره أن المثقفين يتوحدوا في جبهة كانت اتعملت وقت الإخوان اسمها جبهة الدفاع عن حرية الإبداع، ممكن نعمل زيها، مثلا جبهة الدفاع عن الثقافة أو حاجة كده».

 

المصري اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى