الأخبار

هناك محاولات للتحرش بى

 

219

 

كشف الدكتور عماد جاد، عضو مجلس النواب عن قائمة «فى حب مصر»، والقيادى بحزب المصريين الأحرار، أن استقالته من الحزب «مجمّدة» خلال الفترة الحالية، موضحاً أنه لن يشارك فى انتخابات رئاسة الحزب الخميس المقبل، واصفاً إياها بـ«المسرحية الكوميدية»، وأن مشاركته تعنى أنه يمنحها الشرعية، مشيراً إلى أن لديه الكثير من التحفّظات على إدارته وتربيطاته، والتعامل على طريقة «تصفية حسابات شخصية»، لافتاً إلى أن الدعوة إلى التظاهر فى 25 يناير «مراهقة سياسية». وأكد «جاد» فى حوار لـ«الوطن»، أنه ما زال متمسكاً بقراره الشخصى بترشُّحه لمنصب وكيل مجلس النواب، رغم اعتراض الحزب، مشيراً إلى أنه إذا كان «المصريين الأحرار» يملك مَن هو أكفأ منه فليقدمه، موضحاً أنه يأمل فى موافقة المستشار عدلى منصور على رئاسة البرلمان، لما له من باع سياسى وقانونى ودستورى، مؤكداً أن مجلس النواب جاء بإرادة حرة وشفافية، وأنه لن يستطيع أحد أن يقوده كـ«القطيع»، موضحاً أن «مستقبل وطن» حصل على دعم مالى وسياسى، وتراجع «الوفد» أمر طبيعى، وأن «المصريين الأحرار» له 11% من البرلمان ودوره مُحجّم، منوهاً بأن خلافه مع «دعم مصر» ليس غيرة سياسية أو طمعاً فى منصب. وإلى نص الحوار:

سعيد بـ«اللقاء الغامض» بين «السيسى» و«منصور».. ورئاسة المستشار للبرلمان رسالة جيدة للعالم

■ إلى أين وصل أمر استقالتك من حزب المصريين الأحرار؟

– الأمر مُجمّد إلى حين جلوسى مع المهندس نجيب ساويرس، مؤسس الحزب، بعد إجازات عيد الميلاد، ووعدته بعدم اتخاذى أى إجراء آخر، بعد الاتفاق الذى تم بيننا، حتى يجمعنا لقاء قريب.

■ هل تقدّمت باستقالتك بشكل رسمى؟

– بعثت رسالة بها، لكن بعد اتصال «ساويرس» ولقائه معى، وافقت على تجميد الوضع لحين يجمعنا اللقاء.

عضو مجلس النواب فى حوار مواجهة الأزمات مع «الوطن»: وجودى فى أى حزب لا يضيف لى.. وأسست طريقى معتمداً على قدراتى الذاتية

■ وهل تصريحات النائب علاء عابد، رئيس الهيئة البرلمانية للحزب، هى سبب استقالتك، أم أن هناك أسباباً أخرى؟

– لا أريد أن أخوض فى هذا الموضوع أخلاقياً، لأنى وعدت المهندس نجيب، بأنى لن أتحدث، وليس من عادتى عندما أختلف مع مكان، أن أدخل معه فى خناقات، أنا لدى أسبابى الخاصة، وشرحتها لـ«ساويرس»، ووعدنى بحلها، وليس من بينها الترشُّح لوكالة المجلس، وأخذت قرارى بالترشّح لهذا المنصب فى لحظة بنيت فيها أمورى على الانفصال عن الحزب، لأمور تتعلق بإدارته أكثر من أى شىء آخر.

■ وما الدافع وراء إعلان ترشّحك لمقعد وكيل المجلس بصفة شخصية، دون الاتفاق مع الحزب؟

– لأن لدىّ تحفّظات كثيرة على طريقة إدارة الحزب، نتيجة محاولات التحرّش بى من داخله بعدما أديت دورى الذى أقتنع به فى إدارة علاقة الحزب بقائمة «فى حب مصر»، وأبلغت «ساويرس» بها، وأنه إذا استمرت هذه الأمور، فلن أستطيع أن أُكمل داخله، ومن هنا عندما أعلنت ترشّحى لوكالة المجلس، فأنا لست طامعاً بمنصب، «ومفيش منصب هيضيف لى»، وإذا أنا فى مكان، أستطيع أن أخدم فيه، وأبذل مجهوداً فيه، «واللى يريحنى نفسياً، ويخلينى أشتغل وأنا مرتاح»، هو عضويتى فى لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، هذا هو المكان الذى أجد نفسى فيه.

■ هل ستنافس على أى منصب فى لجنة العلاقات الخارجية؟

– لا لن أنافس، لأن السفير محمد العرابى، قرر ترشيح نفسه على منصب رئيس اللجنة، وأنا لن أنافسه.

■ وماذا عن منصب وكيل اللجنة؟

– «مش فى دماغى دلوقتى»، أنا فقط قررت الترشّح على وكالة المجلس، وقرار إعلان ترشّحى كان أمراً خاصاً بى، وليست له علاقة بالحزب نهائى، وإذا وجدت الأجواء داخل المجلس لا تساعد على ذلك، فلن أترشح، وعدم ترشُّحى وقتها ليست له علاقة بأن الحزب «عايز أو مش عايز»، وفكرة أن الحزب يريد أو لا يريد، فهذه قضية أخرى، لأن الناس اللى فى الحزب متصورة، سواء رئيس الهيئة البرلمانية، أو رئيس الحزب، أو القائم بأعمال رئيس الحزب، أنهم عندما يرشحون أحداً سينجح، الحزب لديه 65 نائباً، وحتى يحصل على مقعد وكيل المجلس بالتحديد، يحتاج 50% + واحد، فيحتاج على الأقل إلى 300 نائب يصوّتون لصالحه، فهو يملك الخُمس فقط، وبالتالى الموضوع ليست له علاقة به، وأنا لم أبنِ مسيرتى السياسية، على وجودى فى «المصريين الأحرار»، أو فى أى حزب، وأسست طريقى المهنى، باعتمادى على قدراتى الذاتية، وعلى إمكانياتى، وأنا لا أتصور أن وجودى فى حزب من الأحزاب يُضيف لى كثيراً، وبالتالى موضوع قرار الترشُّح من عدمه ليس قضية بالنسبة لى، وأنا أعلنت ذلك، وهناك ناس أيدتنى ودعمتنى، الوحيد الذى اعترض هو الحزب، فـ«خير وبركة»، وأنا كنت حريصاً منذ البداية على عدم إعلان ترشحى على منصب وكيل المجلس، من خلال «المصريين الأحرار»، وأعلنتها بصفتى الشخصية، لأن المسألة ليست مُحاصصة، لكنها تقوم على الكفاءة، وإذا كانت هناك أغلبية من النواب، ارتأوا أنى أملك الكفاءة والقدرة، يبقى تمام، وإذا وجدت أحداً أكفأ منى وأجدر منى، دون نرجسية أو غرور، ويحقق طموحى بشأن برلمان مصر 2015، فوراً سأسحب ترشحى، لكن «مش هاسحب ترشحى عشان الحزب دعم أو مادعمش»، يعنى إذا كان هناك اثنان، اقتنعت أنهما يُضيفان إلى مقعدى الوكيلين، سأسحب ترشحى.

لم يعترض أحد على ترشحى لـ«وكيل النواب» إلا «المصريين الأحرار» لـ«حسابات شخصية».. ولا أرى أحداً داخل الحزب يصلح لهذا المنصب.. وأتحفظ على طريقة إدارة الحزب.. والانتخابات الداخلية به تعمل على تثبيت الأوضاع الخاطئة

■ أى أن ترشحك لمنصب وكيل البرلمان ما زال قائماً.

– نعم، أنا أعلنت نيتى الترشح، لكن لم أقدم طلباً بذلك، لأن التقدم رسمياً، من خلال جلسة الإجراءات، ولم أتلقَ ردود فعل سلبية، إلا من داخل الحزب.

■ وما تفسيرك لذلك؟

– كما قلت، لتحفّظى على طريقة إدارة الحزب، وعلى تصفية حسابات شخصية، فأنا «باريحهم»، أنا «لا بتاع خناقات» و«لا بتاع صراعات على مناصب»، فإذا كان وجودى داخل الحزب «عامل قلق» لبعض الناس، خصوصاً لما أشوف إدارة الحزب بالـ64 نائب الموجودين، أنا مش شايف فى الحقيقة شخصية عندها من الخبرات والكفاءات، تصلح لمنصب الوكيل، «هاتِ السير الذاتية للأعضاء الذين نجحوا عن طريق الحزب»، وضعيهم قُصاد الـ«c.v» الخاص بعماد جاد، ولو جابولى حد أفضل منى، أنا لن أُكابر، وأؤمن أن الإنسان يظل يتعلم حتى اللحظة الأخيرة من حياته، وبالتالى أنا على استعداد للتعلم من أى شخص، وأنا بحكم متابعتى للحزب، وللأشخاص الذين نجحوا، هناك من بينهم من يصلحون وكلاء لجان، وناس تصلح رؤساء لجان، لكن وكالة المجلس أنا «مش شايف ده»، ومن خارج الحزب إذا وجدت مرشحين لمنصب الوكيل، لديهم الكفاءات والخبرات اللازمة، سأنتخبهم.

أى تعديل للدستور فى الوقت الحالى «هيوقف البلد».. ويكلف ميزانية الدولة 1٫5 مليار جنيه

■ أى حزب يتمنى أن يكون لديه مرشح قوى مثلك للدفع به إلى منصب وكيل المجلس، إلا أن «المصريين الأحرار» لديه رأى آخر.

– اتجاه عدائى منى كشخص، وعندما أعلنت ترشحى، على سبيل المثال لم يخرج أحد من ائتلاف «دعم مصر»، رغم خلافاتى معهم، «محدش طلع» وقال «إحنا رافضين عماد جاد»، لكن «اللى طلع رفض كان من داخل الحزب»، وبالتالى احتراماً لنفسى، يخلينى أقول «طيب مبروك عليكم، رشحوا اللى انتو عايزينه، وتبقى انتهت مسيرتى لغاية هنا مع الحزب»، أنا لا طلبت محاصصة، ولا أخذت مليماً من الحزب عندما ترشّحت، ورفضت أخذ فلوس، ونفس الأمر عندما ترشّحت فى البرلمان السابق عن طريق الكتلة المصرية، «ماخدتش مليم من حد»، ولولا ضغط المهندس نجيب، وطلبه الشخصى، لم أكن لأنضم إلى «المصريين الأحرار»، ولكنى انضممت للحزب احتراماً وتقديراً لطلبه، وقلت له «حاضر»، لكن أنا ما أُفضله لنفسى هو أن أكون إنساناً مستقلاً، حتى أستطيع أن آخذ قرارى من دماغى، أنا مفيش حد بيسيطر عليا إلا ضميرى، ولا بادخل فى مناورات ولا بالف ولا أدور، وكل من تعامل معى، يفهم ذلك، وهذه تركيبتى الشخصية، ومن لم يتوافق معى يقول ذلك، ومن أيام جبروت الإخوان. «هاتى حد» من الـ64 من نواب «المصريين الأحرار» كان له مثل هذا الدور، وبالتالى من المفترض، ألا أنافس على أى مناصب داخله، وأنا أعلنت ذلك منذ اللحظة الأولى، فلا أنافس على رئاسة الحزب، ولم أرشح نفسى لرئاسة الهيئة البرلمانية، ولا حضرت انتخاباتها، ولن أحضر انتخابات رئاسة الحزب يوم الخميس 31 ديسمبر، لأننى ليس لى علاقة بالهيكل القيادى للحزب، أنا عايز أشتغل فى المجال الذى أعرف أن أعمل من خلاله.

أنا «مش بتاع خناقات» ولا صراعات على المناصب.. ووجودى داخل الحزب كان «عامل قلق» لبعض الناس.. وهناك اتجاه «عدائى» ضدى

■ بما أنك غير راضٍ عن بعض الأوضاع داخل الحزب، فلماذا لا تشارك فى انتخاباته يوم الخميس لتغيير ذلك؟

– لا، لأنها بـ«تتهندس» بطريقة لا أريد أن أتحدث عنها.

■ هل أنت لست راضياً عن أسماء المتنافسين على منصب رئيس الحزب؟

– ليس فقط عدم رضائى عن المرشحين، أصل أنت ممكن يكون عندك انتخابات، لكنها فى الحقيقة ليست انتخابات، لكن ممكن تبقى مسرحية كوميدية، فلما هتدخلها معناها إنك تعطيها الشرعية.

تراجع «الوفد» للمركز الثالث أمر طبيعى.. وخلافى مع «دعم مصر» ليس «غيرة سياسية»

■ ماذا تقصد بالتحديد؟

– لا أريد التوضيح أكثر من ذلك حتى لا يظهر الأمر بأننى أُسىء إلى الحزب، أنا متحفظ على الطريقة التى يُدار بها، وإدارة الانتخابات، والتربيطات بداخله، وبالتالى أعتبر الانتخابات داخل الحزب تؤدى إلى تثبيت أوضاع خاطئة موجودة.

■ كيف رأيت لقاء الرئيس السيسى بالمستشار عدلى منصور؟

– أسعدنى جداً، وأسعدنى أكثر الغموض الذى أُحيط بالهدف من وراء اللقاء، وبالتالى يعطينى أملاً بأنه ربما الرئيس السيسى، أقنع المستشار عدلى منصور، بقبول أن يكون اسمه من ضمن الأعضاء المعينين فى مجلس النواب، والـ28 الذين سيتم تعيينهم، بهدف استكماله، ولهم نفس الحقوق وعليهم نفس واجبات المنتخبين، وليس هناك أفضلية للمنتخب على المعين، وبالتالى لدينا أسماء النواب المنتخبين، وفى انتظار أسماء المعينين، أنا أتمنى رؤية اسم «عدلى منصور»، لأنه الوحيد القادر على إدارة برلمان متعدّد ومتنوّع مثل الموجود، شخصية كاريزمية، وصارمة، وذو خلفية قانونية ودستورية، وله خلفية سياسية بصفته كان رئيساً سابقاً للجمهورية، وستكون رسالة إلى العالم، بأن هذا الرجل الذى كان يشغل منصب الرئيس، الآن يشغل منصباً أقل، وهو رئاسة البرلمان، وهذه فكرة ديمقراطية موجودة فى الدول الديمقراطية العريقة، ممكن واحد يبقى رئيس وزراء، ثم وزيراً فى الحكومة الجديدة، مثل بريطانيا، لا توجد لديهم أزمة فى الصعود والهبوط بالنسبة للمناصب، وبالتالى «عدلى منصور» هو الأصلح لهذا البرلمان.

■ وما توقعاتك لمجلس النواب المرتقب؟

– المجلس جاء نتيجة انتخابات حرة ونزيهة بجد، مفيش تسويد ولا تزوير ولا السُلطة انحازت لأحد، وبالتالى الأعضاء الذين نجحوا يمثلون الشعب، وكل فئة فى المجتمع لها أعضاء فى البرلمان، وبالتالى هو برلمان متعدّد ومتنوع وليس «مُسمطاً»، ولن يستطيع أحد أن يقوده كـ«القطيع»، فهو برلمان ثرى، ولكن يكمل ثراءه، بهيئة مكتب متوازنة ولديها كفاءات، وليس من خلال المحاصصة، على سبيل المثال كنت أتطلع لرئاسة لجنة العلاقات الخارجية، لكن عندما يعلن «العرابى» ترشّحه، هنا لا بد أن آخذ خطوتين إلى الوراء، نظراً إلى خبراته وكفاءته فى هذا الشأن، وأنا سأصوّت له، وليس عندى مشكلة فى الوكالة إذا رأيت الأكفأ منى، سأصوّت لهم، رحم الله امرأً عرف قدر نفسه.

■ التكتل هنا هو ائتلاف «دعم مصر» الذى تهاجمه.

– أنا لا أهاجمه، ولكن أختلف معه فى الوسيلة وليس الهدف، فى النهاية يجب أن يكون هناك تكتل يقود البرلمان، أسوة بدول العالم، لكن أنا باعمله إزاى، هذا ما نختلف فيه، عندما كنت فى قائمة فى حب مصر، قلت إنها ائتلاف انتخابى، ينتهى بمجرد إعلان النتائج، زعلوا، قالوا إحنا مكملين، وبدأوا ياخدوا مقرات فى المحافظات، هذا ليس سلوك ائتلاف انتخابى، ولكنه بنية حزب، ثم عندما بدأوا فى تشكيل «دعم الدولة»، ثم «دعم مصر»، عملوا وثيقة تقول للنائب تجرّد من صفتك الحزبية بمجرد التوقيع، أى أنه يُلغى الهيئات البرلمانية للأحزاب، وأرفض ذلك بشكل مبدأى، ليس لأنى أنتمى إلى حزب، ولكن لأن الحياة السياسية والديمقراطية تقوم على الأحزاب، وبالتالى مش هينفع إلغاء الأحزاب وإلغاء هيئاتها البرلمانية، ولكن هما مؤخراً أصلحوا طريقتهم، وبالتالى من الممكن أن ينجحوا فى تشكيل هذا الائتلاف، الأول كانوا بيقولوا عندنا الثلثين، دلوقتى بيتكلموا على حسب ما سمعت عن 250 نائب، وهذا مريح بالنسبة لى أن يأخذوا 50% + 1، حتى يستطيعون الإدارة، ولكنها فى نفس الوقت ليست أغلبية الثلثين، وليست أغلبية ميكانيكية، ويعتمد الأمر أيضاً على توزيع اللجان فى البرلمان، أنا إذا كان عندى الأغلبية 50% + 1 هل هاقدر أسيطر على اللجان أم سأبحث عن الكفاءة، نفترض أن هناك نائباً مستقلاً كفوءاً فى مجال ما، نختاره أم لازم نجيبه من الائتلاف، وهذه ستكون بداية غير مبشرة، يجب أن نبتعد عن المحاصصة وندور على الأصلح، ومش نشوف مين اللى راضى عنه رئيس الحزب، ومين اللى راضى عنه رئيس الهيئة البرلمانية.

■ وكيف رأيت انسحاب حزب مستقبل وطن من الائتلاف، ثم عودته مرة أخرى؟

– شوفتها مسرحية، مش أكثر من ذلك، مستقبل وطن حزب ليس بعيداً عن الأفكار التى تؤسس لـ«دعم مصر»، هو قريب منه فكرياً وسياسياً، ولا أتصور وجود خلافات عميقة أدت إلى هذا الأمر، بقدر ما «المصريين الأحرار» خارج الائتلاف، و«مستقبل وطن» أراد ألا يُحسب على الائتلاف، فخرج وعمل مفاوضات ورجع تانى، هذا الحزب حصل على دعم ومساندة غير محدودة مالياً وسياسياً، من رجال أعمال يدعمونه بمبالغ ضخمة، ومن بعض أركان السلطة.

■ وماذا عن تراجع حزب الوفد إلى المركز الثالث فى عدد المقاعد؟

– تراجعه طبيعى، نتيجة الصراعات والتمزّقات والخلافات بداخله، ودخوله فى سباق يجيب ناس جاهزة تترشّح باسمه، فحصل سباق كبير وبدأ ينسحب منه مرشحون أيضاً، فى وقت كان فيه «الوفد» لديه أزمات مالية، مابيدفعش، وناس أخرى بتدفع للمرشحين.

■ ولماذا لم يسعَ «المصريين الأحرار» باعتباره الكتلة الأكبر بين الأحزاب لتشكيل الأغلبية؟

– لا أُسأل عن هذا الأمر، أنا الحزب قعدت فيه سنة ونص دخلته مرتين، ولم أكن جزءاً من لجنة الانتخابات، وكل دورى مع «المصريين الأحرار»، هو أنى تفاوضت باسمه مع قائمة فى حب مصر.

■ كنت عضواً فى قائمة «فى حب مصر»، وبعد ذلك هاجمت «دعم مصر».. ما الفرق؟

– «فى حب مصر» كان ائتلافاً انتخابياً ودخلته على هذا الأساس، ودخلت ائتلاف الكتلة المصرية فى انتخابات 2011، وانتهى بمجرد إعلان النتائج، وكلامى مسجل فى الاجتماعات التى حضرتها، أنها ائتلاف انتخابى، دوره خوض الانتخابات، مكوناته نفسها بعد النتائج ممكن تتفاوض مع بعض لعمل ائتلاف سياسى لتمرير الحكومة والقوانين، وحصل فراق بينى وبينهم لحظة تمسّكى بأنها ائتلاف انتخابى، وهاجمونى، وكل اللى قلته بيعملوه الآن لكن فى وقت متأخر، هاجمنا الوثيقة واللائحة وعدّلوها، لأنه لا يوجد أغلبية ميكانيكية، لكنهم أضاعوا الوقت والجهد، وعندما رفضوا أن يكون ائتلافاً انتخابياً، ابتعدت أنا، بدليل أنك لن تجدينى فى مؤتمر انتخابى واحد لـ«حب مصر»، ولم أشارك فى أى منها، بما فيها المؤتمر الذى كان فى مسقط رأسى، الفكرة من أيام الانتخابات، ولو لقيتينى فى مؤتمر واحد حاسبينى.

■ بعض قيادات «دعم مصر» وصفوا الهجوم على الائتلاف بأنه ربما قد يكون غيرة سياسية أو خوفاً من تحجيم دور «المصريين الأحرار».

– أولاً دور «المصريين الأحرار» مُحجّم بالفعل، لأن عنده 11% من البرلمان، إذاً «المصريين الأحرار» هيكون له وزن إنه يعمل ائتلافات مع أحزاب أخرى، أنا واحد كنت فى قلب «فى حب مصر» فى لجنتها التنسيقية ومتحدث باسمها، وفى اللحظة التى تعرّضت فيها لهجوم شديد وتراجع الجميع للدفاع عنها، أنا دافعت عنها لأنى كنت مؤمن بيها، وأنا داخل القائمة لم أكن أتصرف فقط باعتبارى من «المصريين الأحرار»، ولكن باعتبارى مرشحاً على القائمة وعندى وجهة نظر، بالعكس أتمنى لهم النجاح، وإلا دخلت معاهم ليه من الأول؟ ومرة طلبت منهم أن أخوض منفرداً الانتخابات بدائرة الساحل وشبرا وروض الفرج، لكنهم رفضوا وقالوا عايزينك معانا، وكملت معاهم، لأنه لا بد أن يكون هناك ائتلاف، ولكن فى وسط الانتخابات كانوا بيفتحوا مقرات فى المحافظات، وهذا أقلقنى، لأنه مفيش ائتلاف يعمل كده، البرلمان يجب أن يكون له أغلبية تُديره، ماينفعش ندخل على جلسة الإجراءات دون تكتل عنده 50% + 1، أنا فقط اختلفت معاهم على الطريقة والهدف، لكن وجود أغلبية يديرها ائتلاف، فهذا أمر لا بد منه، ولكن أنت لو بتعمله بنية حزب فقد عانينا منه كثيراً أيام الحزب الوطنى المنحل، والإخوان، وماينفعش ياخد مهام الأحزاب، ونجرّد النواب من انتماءاتهم الحزبية، يبقى بكده باضرب الأحزاب، وهى ليست مسألة شخصية أو غيرها، وإلا كنت دخلت جواهم وأخدت اللى أنا عايزه، لو كنت طامع فى منصب، لأن لدينا رئيساً جاء فى ظروف صعبة ويبذل مجهوداً صعباً، ويحتاج إلى الدستور الذى يقول له مدتك لدورتين، إيه المصلحة من تعديل الدستور قبل ما نقول يا هادى، هل النفاق؟ وكل من يفعل ذلك عبارة عن دبة ماسكة حجر بتقتل صاحبها، وتعديل الدستور «هيوقف البلد»، لأنه يكون بعد موافقة الثلثين، وبعد ذلك يُطرح فى استفتاء شعبى قد تتجاوز تكلفته مليار ونصف مليار جنيه على الأقل.

«جاد» أثناء حديثه لـ«الوطن»

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى