الأخبار

دبي الفرح و الانبهار

33

 

كعادتها وعدت و أوفت و أبهرت العالم ليس باحتفائها و احتفالها بمقدم العام الجديد و إدخال السرور إلى نفوس البشرية  بالعروض في أكثر من مكان ، بل بالدرس العظيم الذي قدمته للعالم على الهواء مباشرة حين وقع حادث عرضي في توقيت صعب و شب حريق كبير في واجهة أحد الفنادق الواقعة في محيط الاحتفالات التي احتضنت عشرات الآلاف من البشر في محيط أعلى برج في العالم هو برج خليفة  ويعترض الفرح الذي مني العالم نفسه به ، في ليلة الولوج إلى عام جديد مليء بالبهجة و الأمل .

الحادث في حد ذاته لا أحد يستطيع منعه ، وارد الحدوث في أي مكان نتيجة أي خطأ بشري أو فني ، لكن التحدي في تداعيات حريق كبير نشب في فندق كبير بطوابقه المتعددة تزيد على ال 60 طابق ممتلئ عن بكرة أبيه في فترة أشارت الأرقام إلى أن نسبة الأشغال في فنادق الامارة بلغت أوجها ، و طرقات امتلأت بالسيارات و زوار حضروا خصيصا ليشاهدوا عروض على وشك أن تدخل موسوعة جينيس بأرقام جديدة تسجلها ، و ليستقبلوا العام الجديد في أحضان أكثر الأماكن أمنا و أمانا و استقرارا و عدلا و سلاما .

ما حدث ليلة رأس السنة ستبقى عالقة في الأذهان ، أحداث برهنت على حرفية رجال الأمن و الانقاذ و الإسعاف و الإطفاء ، بدا كل شيء كأنه ضرب من الخيال ، حريق كبير في مكان يعج بالآلاف ، الكل فرح و سعيد و ينتظر حدث استثنائي ، الرجال و النساء ، الكبار و الصغار ملأوا المكان فرحين ، و فجأة و أمام الملايين الذين كانت تنقل وكالات الاعلام و الفضائيات المحلية و العربية و العالمية ، الحدث الكبير يشب حريقا في واجهة فندق بالقرب من محيط الحدث قبل الانطلاق بسويعات قليلة ، واعتلت النيران حتى ظن من يراها أن ضحاياها ستكون بالمئات ، و أن كل ما أعد من أجل الليلة التهمته في دقائق .

و لكن خابت الظنون و صدقت الارادة و العزيمة ، حين تمكنت في إخلاء المكان بنجاح فائق ، أوصلت النزلاء و من كان قريبا من الحريق إلى مكان آمن ، و العمل على إطفاء الحريق ، و حينما أصبح كل شيء تحت السيطرة ، أعلنت الجهة المنظمة للاحتفالات إقامة الاحتفالات عند برج خليفة و سائر الأماكن التي أعدت للفرح .

و كأن السلطات كانت على موعد لعمل بروفة حية على الهواء مباشرة في إظهار مقدرتها في التعامل مع الطوارئ ، و تؤدي أدوار البطولة و تعلن نهاية الحدث لصالحها و يصفق العالم أجمع لدبي محمد بن راشد آل مكتوم .

نعم النجاح و التميز اللذان تتمسك بهما دبي لم يكن مجرد شعار ترفعه و لا كلام المجالس و الاعلام بل فعل تؤكده الأحداث على أرض الواقع  ، فما كان ليلة رأس السنة كان درسا في تكامل الأدوار ، جهات تتفانى في سلامة الناس و أخرى تعمل على انقاذهم و إعلام شفاف يقدم المعلومة في لحظتها بمنتهى الشفافية و الصراحة و الوضوح فليس هناك ما تخفيه ، فكان المكتب الاعلامي لحكومة دبي فاعلا يقدم ما لديها فلم تكن هناك حاجة للقيل و القال و مزايدات ربما يتزايد عليها البعض .

هكذا هي دبي ستبقى على الدوام دانة الدنيا ، أطفأت الحريق في المبنى و أخمدت نيرانه ، و أبهرت العيون و أبهجت القلوب و أسرت النفوس و احتفلت وسط دهشة العالم و إعجابه و اصبح الحريق مجرد حادث و الاحتفال هو الحدث .

 

البيان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى