الأخبار

مفاجأة .. عن النمر

 

90

 

الوقائع التي حدثت في أزمة إعدام نمر النمر، رجل الدين الشيعي، وتطور الأمر حتى وصل إلى حد إعلان القطيعة الدبلوماسية بين عدد من دول المنطقة وعلى رأسها السعودية، وقطعها العلاقات مع إيران، وتصاعد الأحداث حتى تحولت إلى أزمة إقليمية، كل هذه الأمور تؤكد أن الجانب الإيراني أشعل نار الصراع مجددا، واستغل اغتيال النمر في تأجيج الأمور خاصة أن من تم إعدامه لم يكن معارضا سياسيا للنظام الحاكم في المملكة العربية السعودية كما يدعي البعض، وخرج عن إطار الثورة على الظلم إلى التحريض على العنف وحمل السلاح في مواجهة نظام آل سعود.

ومن المفاجآت حول نمر النمر، أنه من المغالين في الشيعة، ولم يكن من رجال الدين الشيعي الكبار وهو ليس مرجع شيعي، وقضى رجل الدين المتشدد، الذي كان يبلغ من العمر 56 عاما، عقدا من الزمان يدرس الدين في إيران واعتقله السلطات السعودية عدة مرات. وكان يدعو غالبا إلى انفصال المنطقة الشرقية الغنية بالنفط، حيث يعيش غالبية الشيعة في المملكة، واصفا السنة الذين يعيشون هناك بالأجانب.

وقال في خطبة له عام 2009: “كرامتنا أغلى من وحدة هذه الأرض.” وقال دبلوماسي أمريكي التقى به العام الماضي إن النمر أصر على أن الشيعة السعودية “يستحقون المساعدة من قوة أجنبية في حال تورطهم في صراع،” ومن الواضح أنه كان يقصد بالقوة الخارجية دولة إيران. ويشكل الشيعة مليونين من أصل 18 مليون سعودي، ولطالما اشتكوا من التمييز على عدة مستويات.

ووفقا لتقرير نشرته CNN فقد وقع المسؤولون في برقية دبلوماسية للولايات المتحدة بعام 2008 أنه “سيواصل الدعوة بقوة من أجل إجراء تغييرات وخلق الاضطرابات.. التي تتماشى مع رؤيته من عدم الاستقرار باعتباره المحفز الوحيد للتغيير الحقيقي” في المملكة العربية السعودية.

ومع ذلك، وصفت العديد من البرقيات الأمريكية بين عامي 2008 و2012 الصادرة عن موقع “ويكيليكس” الذي نشر آلاف الوثائق الأمريكية المسربة، تأثير النمر بين شيعة السعودية بأنه محدود المدى.

المفاجأة الأكبر أن النمر، لم يكن يحظى بتأييد شيعي في حياته، وكان تأثيره محدودا، وانقسمت الطائفة حول دعوته، وكانت خطبه باللغة العامية، ولم يكن يتحدث الفصحى مثل أغلب رجال الشيعة الكبار، وكان أنصاره يتألفون من الشباب الذي يميل إلى العنف بقرية العوامية السعودية، وهي قرية بعيدة في المنطقة الشرقية، وصفتها برقية أمريكية سابقة بأنها الأكثر عنفا بين قرى المملكة

الفجر

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى