الأخبار

«مريم» و«زواج مُتعة» انتهى بـ«كعب داير» بين مصر والسعودية

8

 

8 سنوات قضتها في السعودية لإثبات جنسيتها .. والآن تتردد بين المحاكم سعياً للجنسية المصرية
 
تجوزت بعقد غير رسمي.. ورقة طلاقها غير معترف بها.. وتُعامل في السفارة بـ”الشماتة” .. وفي السعودية كـ”لاجئة”
 
طفليها سجلوا بورقة توثيق من السفارة السعودية
مريم التي تعدى عمرها الثلاثين، ولم تستطيع تحديد هوية أو جنسية لها حتى الآن، وتسير بلا أوراق، حيث كانت ثمن زواج والدتها “عصمت عبد الوهاب حسن”، من رجل سعودي الجنسية، وهي في العشرين من عمرها، مثلها مثل الكثير من القصص التي يدفع الأهل الفقر والحاجة والطمع لبيع ابنتهم صغيرة السن التي لا تعلم شيئاً لرجل سعودي، بعقد زواج عرفي، موثق لدى محامي.
تزوجت «عصمت»، وسكنت بمنطقة الهضبة الوسطى بمساكن أطلس خليفة، من «عيد عبد الله فرحان الشموى» سعودي الجنسية، ويعمل بالقوات المسلحة السعودية، في يوم 10 نوفمبر 1981، كنوع من زواج المتعة، وكان فرق السن بينهم 10 سنوات.
وبعد 4 سنوات من زواجهم، أختفى عنها، بعدما أنجبت طفلتها مريم سنة 1983، وكانت تحمل ابنها الآخر الذي أنجبته، إلى أن أختفى زوجها وظلت تبحث عنه لمدة سنتين، وقدمت العديد من الشكاوى للسفارة السعودية، بأن لديه طفلين وليس لديها دخل، ولكن لم تستطيع الوصول إلى أي شئ، إلى أن رفعت قضية طلاق وحصلت على حكم الطلاق من محكمة جنوب القاهرة الإبتدائية بعدما أثبتت صحة العقد العرفي في 26 يناير 1988، ولم تحل المشكلة، بل زادت تعقيدًا مع أولادها، الذين ليس لديهم سوى شهادة ميلاد غير معترف بها.
وتروي مريم ابنة السيدة عصمت، معاناتها كبنت بلا هوية قائلة: «كنت غلطة لزواج أمي من سعودي الجنسية، والآن أعيش بلا هوية، أو بطاقة، أو أي إثبات شخصية، حيث تزوجت بعقد غير رسمي، وورقة طلاق غير معترف بها، ويعاملوني في السفارة بالشماتة، وعانيت في تعليمى، ولم أكمل التعليم الإعدادي، لوجود قانون يمنع تعليم الأجانب وقتها، وكنا ندفع ثمن الإقامة المصرية، ولكي أدخل سنة أكمل تعليمي، لازم نفرش مكتب مدير المدرسة بالسجاد والكراسي».
وأضافت الأبنة أن الظروف حالت بينها وبين التعليم، وتزوجت  بمصري الجنسية بعقد عرفي مسجل عند محامى، وهي في الـ 18 من عمرها، لعدم توفر بطاقة أو أوراق رسمية لديها سوى شهادة ميلاد، التي قام والدها بإصدارها لها من سجل مدني الخليفة، وغير معترف بها في السعودية.
وتابعت أنها طُلقت غيابياً بعد خمسة سنوات من زواجها، ثم سافرت إلى السعودية منذ 8 سنوات لمحاولة الحصول على الجنسية السعودية، والبحث عن هوية لها، كما استطاع أخوها الذي يصغرها بعامين أن يحصل عليها، لافتة إلى أن والدتها أرسلته إلى السعودية من خلال شهادة الميلاد، فهو لم يتعلم بعدما رفضت المدارس استقباله، حيث ذهب من خلال السفارة لمكان عائلة والده الذى توفى منذ 17 عام.
وأشارت إلى شقيقها ذو الـ 15 عام، استطاع أن يحصل على الجنسية السعودية بعد 4 سنوات بمساعدة العائلة، وتزوج من سعودية الجنسية، والآن هو يعيش هناك وفتح محل محمول، ولهذا سافرت إلى السعودية للحصول على الجنسية، مستكملة بأنها ظللت لمدة 8 سنوات، بلا جدوى، ورفضت عائلتها مقابلتها ومساعدتها بالشهادة، لأنها كنت متزوجة من مصري الجنسية،  وأنها لديها 4 أعمام غير معترفين بأنها ابنتهم، ويروا أن شهادة ميلاها مزورة.
وأكدت الأبنة أنها عانت خلال الـ8 سنوات، وكانت تعامل مثل «اللاجئين»، ويتم مطاردتها من مكتب العمل لعدم وجود أوراق لديها، وعملت بأكثر من وظيفة من العمل بكافيتريا بمدرسة، وجامعة، وبائعة بمحل ملابس، وقدمت للأحوال المدنية، ما لديها من أوراق من كونها سعودية، وتم رفعها لوزارة الداخلية في الرياض، ثم لوزارة الخارجية، كمحاولة لإثبات نسبها والاعتراف بها، ولكن أغلقت الطرق في وجهها، فعادت إلى مصر دون التفكير في العودة إلى السعودية، وذلك بصعوبة من خلال وثيقة من السفارة دفعت لها لكثير، حيث كانت ذاهبة من خلال تذكرة مرور إلى السعودية وغير سارية.
وأضافت: «اتقدملي سعوديين كتير، بعدما طلقت، ورفضت بسبب المشكلة اللي أنا فيها دلوقت، بيمسحوا بكرامة المصرية الأرض، كما أن ورقة طلاقي غير معترف بها، فقد طُلقت غيابياً من خلال ورقة إبلاغ بالطلاق دون حكم محكمة، وغير معترف بها في أي مصلحة حكومية، ولدى ولدين تؤام عايشين مع أبوهم، واجهت مشكلة في شهادات ميلادهم، وظلوا عدة شهور بلا شهادة ميلاد، إلى أن أتيت بورقة من السفارة بإني سعودية الجنسية، لا أملك أي أوراق الآن لا مصرية ولا سعودية، وهدفي استخراج بطاقة وبها مطلقة، وأحصل على الجنسية المصرية».
وأوضحت أنها منذ أن عادت من السعودية وهي تسعى للحصول على الجنسية المصرية من خلال والدتها لكونها مطلقة، والحصول على بطاقة مصرية، مكتوب بها مطلقة.
واستكملت: «عندما قدمت على أوراق الجنسية بالمجمع، طالبوا مني عمل إقامة ثم قدمت ورق الإقامة، وأسعى الآن لتسجيل حكم  طلاق والدتي على الكمبيوتر، للإعتراف به، فأمي مطلقة منذ عام 1988، فقد ذهبت محكمة زينهم، الزنانيري، العباسية، والسجل المدني، ثم العباسية، لتخليص أوراق لا حصر لها، عشان أعرف أعيش واشتغل، فلازم البطاقة والورق».
 «مريم» و«زواج مُتعة» انتهى بـ«كعب داير» بين مصر والسعودية من أجل الجنسية
 «مريم» و«زواج مُتعة» انتهى بـ«كعب داير» بين مصر والسعودية من أجل الجنسية
 «مريم» و«زواج مُتعة» انتهى بـ«كعب داير» بين مصر والسعودية من أجل الجنسية

الفجر

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى