بالصور| “حزن وغضب” يصيب أهالي رشيد

تواصل قوات الإنقاذ النهري في البحيرة، بالتعاون مع القوات البحرية، جهودها للبحث عن اثنين من الصيادين المفقودين، بحادث غرق مركب صيد طارق بن زياد بمياه نهر النيل بالقرب من بوغاز رشيد، بسبب سوء الأحوال الجوية وارتفاع الأمواج وسرعة الرياح، بعد أن لقى صياد ثالث مصرعه غرقًا في الحادث، فيما نجا 5 من طاقم المركب، أنقذهم أهالي قرية “برج رشيد”.

واحتشد أهالي قرية “برج رشيد” التابعة لمركز رشيد، على شاطىء نهر النيل، في انتظار انتشال جثتي الصيادين اللذين ينتميان للقرية، (ناجي عبدالمنعم السيد ورشان – 50 عاما)، ونجله (فتحي ناجي عبدالمنعم ورشان – 22 عاما)، وسط تواجد مكثف لقوات الأمن ورجال الإنقاذ النهرى والقوات البحرية، وسيارة إسعاف.

وتسيطر على أهالي رشيد وقرية “برج رشيد”، مشاعر حزينة وغاضبة، لتكرار حوادث غرق الصيادين في مياه النيل، في ظل عدم وجود وحدة إنقاذ نهري بالمدينة، منتظرين لليوم الثاني على التوالي على شاطىء النيل، للبحث عن الصيادين المفقودين، والذين أطلقوا عليهم “شهداء لقمة العيش”.

وقال أكرم ورشان، أحد أقارب الصيادين المفقودين، بحزن وألم وقلق شديد على المفقودين: “الحاج ناجي وابنه فتحي ناس غلابة وصيادين بيجروا على أكل عيشهم، لأن مهنتهم الوحيدة والأساسية هي الصيد، ولو قعدوا يوم واحد بيتأثروا، عشان مطالب الحياة بقت صعبة ومبتخلصش، ربنا يرجعهم بالسلامة ويكونوا لسة أحياء، ولو ده أمل ضعيف جدا”.

وأضاف خميس جابر حسين ورشان، عم أحد ضحايا المركب، من أهالي قرية برج رشيد: “كل الناس اللي في البلد بتساعد باللي تقدر عليه، البحر بياخد مننا عمرنا تعب ومعافرة، عشان لقمة العيش، وبقي ياخد العمر نفسه، حادثين غرق في 10 أيام، يارب أجرنا في مصابنا، وربنا يرحمنا برحمته، ويصبرنا جميًعا على موت الضحايا”.

وأوضح أحمد السمري رئيس لجنة الحريات بنقابة المحامين برشيد، أن مدينة رشيد، تفتقد وجود وحدة للإنقاذ النهري أو خدمات للمسطحات المائية، خاصة بمنطقة البوغاز، وهذا يقلل من فرص إنقاذ الضحايا، حيث أن أقرب وحدات للإنقاذ في دمنهور وكفر الدوار، مشيرًا إلى أنه طالب أكثر من مرة، بإنشاء وحدة للإنقاذ النهري برشيد، لكن شيئًا لم يتم.

وأضاف وليد الكفراوي أحد أهالي رشيد: “كيف يتم السماح للصيادين بالإقلاع بمراكبهم في مياه النيل، والصيد في مثل هذه الأجواء السيئة، من ارتفاع الأمواج وسرعة الرياح، وهناك نشرات يومية من الأرصاد الجوية بذلك، خاصة وأنه المفروض أن البوغاز مغلق أمام حركة الصيد، حتى تتحسن الأحوال الجوية”.

وأشار إكرامي بشير، أمين عام حزب التحرير الصوفي بالبحيرة، وأحد أهالي رشيد، إلى ضرورة إنشاء وحدة للإنقاذ النهري بالقرب من بوغاز رشيد، حتى يمكنها التعامل بسرعة مع حالات غرق مراكب الصيد، وإنقاذ الغرقي من الموت، مطالبًا بضرورة تشديد المتابعة والرقابة من الأجهزة المعنية، بمنع الصيد وغلق البوغاز بشكل فعلي، في ظل سوء الأحوال الجوية.

وكان اللواء محمد عماد الدين سامي مدير أمن البحيرة، تلقى إخطارًا من اللواء دكتور أشرف عبدالقادر مدير إدارة البحث الجنائي بمدير الأمن، بتلقى العميد رأفت النجار، مأمور مركز شرطة رشيد، بلاغًا من الأهالي بغرق مركب صيد بالقرب من بوغاز رشيد دائرة المركز.

وانتقلت القيادات الأمنية وقوات الإنقاذ النهري، إلى مكان الحادث، وتبين غرق مركب صيد باسم “طارق بن زياد”، وعليها طاقهما المكون من (8) أفراد، ونجاح الأهالي في إنقاذ 5 منهم، وهم أحمد محمد عبدالمنعم ورشان (30 عاما – رئيس المركب)، وعبدالمنعم ناجى عبدالمنعم ورشان (18 عاما)، ورامي محمد معوض الهشة (30 عاما)، وعلي محمد عبدالمنعم ورشان ( 18 عاما)، وجمعة عبدالمعطى عبدالوهاب (30 عاما)، فيما لقى عبدالمنعم محمد عبدالمنعم ورشان (23 عاما – صياد) مصرعه غرقًا، وجميعهم صيادين يقيمون بقرية “برج رشيد” دائرة المركز، ونُقلوا إلى مستشفى رشيد العام، وغادروه عقب تلقيهم العلاج اللازم.تم التنسيق مع القوات البحرية، وجار انتشال باقى طاقم المركب، وهما ناجي عبدالمنعم السيد ورشان (50 عاما)، وفتحى ناجى عبدالمنعم ورشان (22 عاما).

وبسؤال عم المتوفى خميس جابر حسين ورشان (60 عاما – سائق ومقيم بذات الناحية)، قرر بمضمون ما تقدم، ولم يتهم أحدا بالتسبب في الحادث، وحُرر المحضر اللازم، وأُخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيق.

الوطن