الأخبار

حرب الغرب في أفغانستان مستمرة

155

 

 

قدم مسؤولون أمريكيون وغربيون في العاصمة الأفغانية كابول وواشنطن صورة أكثر عدوانية للعمليات العسكرية التي تقوم بها القوات الأمريكية ضد حركة طالبان في الأشهر الأخيرة، في ظل مواصلة المسلحين تحقيق مكاسب في قتالهم ضد القوات الحكومية، حسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.

تقول الصحيفة في تقرير لها إنه بهد أشهر من إعلان الرئيس باراك أوباما رسميا انتهاء الحرب الأمريكية الطويلة ضد طالبان في أفغانستان انتهت، لا يزال الجيش الأمريكي ينفذ بشكل منتظم غارات جوية شد مسلحين من مستوى منخفض، وبعثوا بقوات العمليات الخاصة إلى طريق الأذى مباشرة تحت ستار “التدريب والاستشارة”.

وفي تبريرهم للوجود المتواصل للقوات الأمريكية في أفغانستان، يصر مسؤولو الإدارة الأمريكية على أن دور القوات نزل إلى مرتبة مكافحة الإرهاب، فضلا عن تعقب فلول القاعدة والجماعات الإرهابية العالمية، وتدريب وتقديم المشورة لقوات الأمن الأفغانية التي تتولى الجانب الأكبر من المعركة.

وأوضحت الصحيفة أن المسؤولين الأمريكيين يؤكدون في العلن أن طالبان لا يتم استهدافها إلا في حال “حماية القوات” – حيث يشكل المسلحون تهديدا فوريا للقوات الأمريكية.

وذكرت نيويورك تايمز أنه بدلا من إنهاء الحرب الأمريكية في أفغانستان، يستخدم الجيش نطاقها الواسع لتحويلها إلى حملة جوية مستمرة – معظمها بطائرات من دون طيار – ومداهمات تقوم بها القوات الخاصة.

وقال مسؤولون غربيون عسكريون للصحيفة إن القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) نفذت 52 غارة جوية في مارس، بعد أشهر من إنهاء العملية القتالية بشكل رسمي.

ووفقا للمسؤولين بلغ عدد الغارات 128 غارة جوية في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري. واستهدفت في معظمها قادة من المستوى المتوسط في طالبان في المناطق النائية في أفغانستان.

وقالت الصحيفة إن نحو 40 من قوات العمليات الخاصة الأمريكية انتشروا مطلع يناير الماضي في مقاطعة كونار لتقديم المشورة للقوات الأفغانية التي تخوض حربا مع طالبان حول مجموعة من القرى على طول الحدود مع باكستان.

وأشارت إلى أن ذلك جاء في الوقت الذي كان المسؤولون الأمريكيون يثنون على قرار إنهاء المهام القتالية للقوات الأمريكية.

وقال مسؤولان عسكريان غربيان للصحيفة، فإنه مع وجود قوات على الأرض، طالب قائد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بشن غارات جوية بموجب سلطة حماية القوات.

وقال أحدهما “هم يضعون قوات على الأرض في أماكن لتبرير شن غارات جوية. الأمر ليس حماية القوات عندما يذهبون لشن هجوم”.

ونفى أعلى قائد عسكري أمريكي في أفغانستان الجنرال جون كامبل الاتهامات بوضع القوات في طريق الأذى حتى يمكنهم شن مزيد من غارات جوية.

وأصر كامبل على أن الغارات تستهدف مسلحي طالبان الذين يشكلون تهديدا ليس فقط للقوات الأمريكية وقوات الناتو لكن لقوات الأمن الأفغانية أيضا.

وقال كامبل “واشنطن تقول ما تقوله سياسيا للكثير من المستمعين المختلفين وليس لدي أي مشكلة حيال ذلك. أدرك سلطاتي وما علي القيام به مع القوات الأفغانية وقواتي. وإذا لم يكن ذلك الأمر جيدا بالنسبة للإعلام، فمرة أخرى، هذا الأمر لا يقلقني”.

وأضاف “القتال والحرب والانتقال، كما تعرف، إنها أمر معقد للغاية. وبالنسبة لي، الأمر ليس أسود أو أبيض”.

تقول الصحيفة إن العمليات متواصلة بشكل مثير للقلق بالنسبة لقوات الأمن الأفغانية، فيما تواصل طالبان تحقيق مكاسب.

وقتل المسلحون أفرا من جيش البلاد وقوات الشرطة بمعدل مرتفع العام الماضي. وفي أول ثلاثة أشهر من العام، بدت الأمور أسوأ، حيث ارتفع معدل الخسائر بنسبة 54 في المئة عن نفس الفترة من العام الماضي، بحسب مسؤول غربي واخر أفغاني، تحدثا شريطة عدم كشف هوياتهما لأنهم الأرقام ليس للنشر.

تقول الصحيفة إنه تم تسليط الضور على الخطر في الأيام الأخيرة في ولاية قندوز شمالي البلاد، حيث أجبر الجيش الافغاني على إرسال آلاف التعزيزات لصد هجوم طالبان الكبير.

بالإضافة إلى التهديد بالاستيلاء على منطقة واحدة على الأقل، اقترب المسلحون من العاصمة الإقليمية بأموال قليلة، بحسب مسؤولين في قندوز، أضافوا أيضا أن قوات التحالف أرسلت طائرات في المنطقة في إظهار للقوة غير أنها لم تطلق أي ذخيرة.

 

 

مصراوى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى