الأخبار

العائدون من ليبيا: وعود الحكومة لإعادتنا «شو إعلامي»

 

139

فدنا بجلدنا بس يا ريت تلحقوا تجيبوا زمايلنا اللى لسه هناك مانزلوش يلخص الشاب الثلاثينى الوضع فى بلدة هراوة الليبية بعد اشتعال الصراعات والنزاعات هناك، ليؤكد أن وعود الحكومة المصرية فى إجلاء المصريين بليبيا ليست إلا مجرد شو إعلامى لطمأنة أسرنا وكبت غضب أهالينا فى مصر.

undefined

أحمد منتصر يروى لنا تفاصيل مأساته وزملائه المصريين كان معايا وأنا نازل من هراوة ما يعادل 3 آلاف جنيه مصرى صرفت معظمها فى أثناء مرورى على مدن سرت وإجدابيا وأخيرا بلدة طبرق المؤدية إلى الحدود مع مصر عبر منفذ السلوم ، ويكمل سبت كل حاجة هناك وبعض المعدات والأدوات اللى بشتغل بيها، لأن أنا فى الأصل مبلط رخام، سبت معدات بآلاف عشان أرجع أشوف إخواتى وأبويا وأمى، كل حاجة تهون إلا الأهل ، واستطرد قائلاً عرفنا قيمة مصر بجد لما شفنا الليبيين بيعاملونا باحترام أكتر بعد الضربة العسكرية اللى وجهها السيسى لمدينة درنة .

لكنه استطرد قائلاً طب لغاية دلوقت معرفناش تحقيقات وزارة الخارجية مع حادث مقتل 22 مصريا بعد سقوط صاروخ جراد على مسكنهم بطرابلس فى أواخر شهر يوليو الماضى. هناك مهازل فى ليبيا وماحدش بيتدخل عشان ينقذ الوضع، وكأن هناك من يستفيد بتدهور الأوضاع .

وعن سبب عودته من بلدة هراوة الهادئة نسبيا رغم اشتعال الأحداث فى درنة وطبرق، أشار منتصر إلى أنه تلاحظ له ولنجل عمته استغلال بعض الأشخاص من أصحاب العمل فى ليبيا للمصريين المقيمين فى هراوة وقلة الأجرة اليومية التى يحصلون عليها نظير قيامهم ببعض الأعمال الشاقة، عكس اليومية التى كانوا يأخذونها من قبل، فكان العامل يحصل على ما يوازى 150 جنيها فى أقل من خمس ساعات أما بعد حادث داعش فلم تتخط أجرة العامل فيهم 80 جنيها أو أقل .

واختلف معه فى الرأى هاشم الجيار القادم من سرت ، والذى يحلم برؤية أبنائه فى بنى سويف، حيث يوضح أن الوضع هناك فى سرت وغيرها كويس جدا بالنسبة لشغل المصريين والليبيين معاهم فلوس وبيقدروا أعمال المصرى اللى بيتعب بجد فى شغله مشيرًا إلى أنه يسكن فى أحد الأحواش بجانب 7 من أصدقائه المصريين، وجميعهم لا يعملون أكثر من 6 ساعات يوميا، لكن فى المساء وتحديدا فى أحد المخابز، لكنهم يخشون على نفسهم من سطو العصابات التى تتلقف أى مصرى لأنهم يعلمون أن بحوزته أموالاً.

undefined

الجيار يكمل لو شافوك ضعيف فى ليبيا هيطاردوك فى كل وقت عشان ياخدوا منك إتاوات ويقولوا للمصرى وقتها إحنا بنحميك لكن فى الأصل العصابات دى شوية بلطجية .

أما الحاج ممدوح أبو جلال أحد القادمين من مصراتة فيشير إلى أنه فى معاناة حقيقية وينتظر أى من أفراد أسرته بمدينة خورشيد بالإسكندرية لنجدته والتوصل إليه، حيث يقول فى حى الشرق بمدينة مصراتة طلع علينا شوية عيال صيع ووقفوا الميكروباص اللى كنا راكبينه من مصراتة، وعملوا معانا الغلط خالص .

أبو جلال مبيض محارة، حاله لم يختلف عن رفاقه العائدين من ليبيا، فيقول اضطررت أن آتى إلى مصر بعدما شعرت أن الوضع أصبح خطرا. خفت لا الضربة اللى عملها السيسى تحصل فى مصراتة. بعدها قررت أنزل مصر ، يصمت أبو جلال قليلاً ثم يفرك يديه معبرًا عن ضيق حاله الذى بات يسيطر عليه بشكل كبير، مستبعدا أهلى مايعرفوش حاجة عنى ولا أنا فين دلوقتى .

ويضيف وإحنا فى طريقنا من مصراتة وتحديدا فى منطقة الشرق وقف الميكروباص. فظهر شوية عيال صيع ماسكين سلاح قطعوا علينا الطريق، وسألونا إنتوا مصريين، كل واحد يطلع 50 جنيها، وما أن همّ كل مصرى بالميكروباص أن يخرج من جيبه الخمسين جنيها حتى انهال علينا المسلحون من نوافذ الميكروباص بكل وحشية واستولوا منا على جميع نقودنا، ولم يكتفوا بذلك بل سألونا عن تليفوناتنا وخدوها مننا، ودى أكبر مشكلة دلوقت بالنسبة لينا .

وتابع وصلت بالكاد إلى طبرق وهناك تقابلت مع مصرى كنت أعمل معه فى ليبيا من قبل لكنه قادم من طرابلس، وحصلت منه على جنيهات معدودة حتى أتمكن من إنهاء إجراءات تأشيرة الخروج من السلوم، رغم أنه من المفترض عدم دفع أى أموال لكن ماحدش رحمنا حتى الحكومة المصرية خدت مننا فلوس قدام شغلها لينا فى المنفذ .

كان مالنا إحنا ومال الصراعات اللى بيسموها داعش دى ولا قوات حفتر أو غيره هكذا يبرر عماد الأسيوطى ما يتعرض له المصريون فى ليبيا بعد القصف الجوى المصرى لمدينة درنة، ونزوح الآلاف من المصريين للأراضى الليبية، مشيرا أخويا كلمنى فى التليفون وقالى أمك مانامتش من يوم حادثة (داعش) فى سرت والدار كلها فى حالة حزن عليك عايزين نشوفك ، مضيفًا ماعنديش أغلى من ست أمى عشان أشوفها.. كل حاجة تتعوض .

ويشرح عماد لـ التحرير قائلاً فى مجموعة أشخاص مسميين نفسهم اسم كتيبة (راف الله السحاتى) مشهورة باسم (كتيبة الشهيد) ينتشر أفرادها فى مناطق بنى غازى وإجدابيا وطبرق ويتوغلوا أكثر فى حى (البيضاء) وتعتبر هى الحاكمة لبنى غازى، وتطاردها قوات حفتر بسبب انتمائها لما يعرف بـ(أوفياء معمر القذافى) وهى الكتيبة التى كانت تزعم أنها من ثوار ليبيا فى حى ترهونة الواقع بمنطقة الظهير الغربى لليبيا .

أما هيثم خضر، الذى كان يقيم فى شارع 17 فبراير ببنى غازى أيضا، فأكد أنه نجا من الموت بأعجوبة ثلاث مرات، بسبب الصراعات بين أنصار الشريعة وقوات جيش حفتر، المرة الأولى فى أثناء مرور قذيفة بجوار رأسه مباشرة فى الفيلا التى كان يعمل بها، والمرة الثانية وقت تصادف مرور سيارة لاند كروزر بجواره مباشرة وشاهدها وهى تقوم بتوجيه قذائف آر بى جى نحو طائرات، وأكد أن تلك السيارات تنتمى إلى أنصار الشريعة أيضا.

وقبل أن يذكر الواقعة الثالثة توقف هيثم قليلًا ثم تابع متسائلًا: حياتى ولا الفلوس أهم؟ ، وذكر أنه فى إحدى المرات استوقفته مجموعة من الصبية الصغار الملثمين وقاموا بإطلاق النيران عليه.

التحرير 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى