الأخبار

«غريب»: أنا من مدرسة «الجوهرى»

110

 

العناد والصبر وجهان لعملة واحدة يتعامل بها ابن المحلة، «الفلاح الوسيم»، القائد الجديد للمنتخب الوطنى، تولى المهمة بعد سنوات طال فيها انتظاره، وجلس على أكبر كرسى فنى فى مصر، وربما داخل القارة الأفريقية، بطموحات وتحديات جديدة، يعتز بكونه مدرباً من مدرسة «الجوهرى»، لم يرتدِ قميص القطبين الكبيرين، عاهد نفسه على مناطحة نجومهما لاعباً ومدرباً، توج لاعباً بلقب الأمم الأفريقية 1986 فى القاهرة، وحصد برونزية العالم للشباب 2001 وهو مدرب محققاً أفضل إنجاز للكرة المصرية، صعد ليكون شريكاً لحسن شحاتة فى ثلاثية الأمم الأفريقية الشهيرة، سبع سنوات قضاها رجلاً ثانياً، وعاندته الظروف عندما اقترب من تولى المسئولية خلفاً لـ«شحاتة» ليطير المنصب إلى الأمريكى بوب برادلى، ولأنه عنيد وصبور نال ما أراده، وجلس على الكرسى رسمياً. شوقى غريب، المدير الفنى الجديد للمنتخب الوطنى، التقته «الوطن» بعد ساعات من دخوله قائمة المديرين الفنيين للمنتخب الوطنى، فى حوار تحدث فيه عن الماضى والحاضر، كاشفاً عن أشياء جديدة فى علاقته مع «المعلم» وخططه وطموحاته لعودة المنتخب مرة أخرى لمنصة التتويج الأفريقية، وكان الحوار.

غريب خلال حديثة مع الوطن

 

■ كيف كان شعورك بعد قرار اتحاد الكرة إسناد مهمة المنتخب الوطنى لك رسمياً؟

– بالتأكيد سعدت للغاية، إنه تكليف وتشريف كبيران بأن تكون المدير الفنى للمنتخب الوطنى، وهو حلم لطالما راودنى وتأخر سنين طويلة، وفى كل مرة كنت أقترب منه كان يهرب منى مثل السمك فى الماء.

■ كيف ترى خطوات اختيارك؟

– أتمنى أن أؤدى واجبى على النحو الأمثل، وأن أقدم كل ما عندى، ولكن دعنى أصارحك بأن هذه المرة المنافسة كانت شديدة للغاية، وأصعب من المرات الماضية، لأننى كنت مرشحاً للمنصب فى 2011 وفى 2013، والوضع الآن أصعب لأن هناك جيلاً جديداً من المدربين المتميزين والساحة أصبحت مملوءة بالمدربين أصحاب الكفاءات والخبرات، وهو ما لم يكن متوافراً فى المرات الماضية.

■ بصراحة هل ترى أنك الأحق بالمنصب؟

– لا يمكننى أن أقيم نفسى، ولكننى صاحب تجربة وخبرات كبيرة، وتوليت تدريب أندية جماهيرية، مثل الاتحاد السكندرى والإسماعيلى والمحلة، بجانب عملى مع المنتخبات لفترة طويلة، ومعتاد على اللعب تحت ضغط، ويكفينى فخراً أننى مدرب وصل إلى هذه المهمة وهو من خارج الأهلى والزمالك.

 

■ يقال إنك توليت المسئولية بسبب مساندة هانى أبوريدة، ما تعليقك؟

– شرف لى أن يدعمنى هانى أبوريدة، فهو قامة كبيرة فى الكرة المصرية، ولكن الكرة «مافيهاش واسطة»، وأنا أعمل فى مجال مكشوف الكل يراه ولا يمكن أن تخبئ قدراتك فيه، فأنت مدرب والملايين يتابعونك ويحكمون عليك، ولكننى أكرر: دعم هانى أبوريدة شرف كبير لى.

■ هل كنت تحتاج إلى هذا الدعم لتولى المسئولية؟

– بالتأكيد، يجب أن نصارح أنفسنا، أنا رجل من خارج الأهلى والزمالك، ومهمتى تكون أصعب مع الجماهير والإعلام، عندما تجد من يساندك من الممكن أن تقدم 50 أو 60% من قدراتك لأن خلفك آلة إعلامية هائلة، أما عندما تكون من خارج القطبين فعليك أن تقدم ما يقرب من 80 إلى 90% حتى تقنع الجماهير.

■ من أول من هنّأك بالمنصب؟

– حلمى طولان كان أول مكالمة تليفونية، وأول رسالة تهنئة من محمد يوسف.

■ وحسن شحاتة؟

– لم يتصل بى حتى الآن، ولغلق باب الاجتهادات علاقتى بحسن شحاتة جيدة للغاية، وكان بيننا العديد من الاتصالات آخرها قبل زفاف ابنه إسلام.

■ ولكن ما صحة الأقاويل عن توتر العلاقة بينك وبين «المعلم»؟

– دعنى أصارحك بشىء، لقد عملت مع حسن شحاتة 7 سنوات كاملة لم يصدر منى أى تجاوز، وما لا يعلمه أحد خلال هذه السنوات أنه عرض علىّ الانقلاب على «شحاتة» أكثر من مرة وتولى المسئولية منفرداً ورفضت.

■ كيف؟

– عرض علىّ أحد أعضاء اتحاد الكرة، وأقسم بالله على ما أقول، السفر بالفريق إلى بطولة ما دون حسن شحاتة، ورفضت، وأنا من ذهب وأحضر «شحاتة» من منزله، لأننى أحترم نفسى فى المقام الأول وأحترم «شحاتة» كثيراً. وللعلم، لو بينى وبين «المعلم» شىء لرفضت العمل معه من الأساس، خصوصاً أننى كنت مدرباً للمنتخب الأولمبى وهو مدرب لمنتخب الشباب، ولكن عندما يطرح عليك العمل مع «شحاتة» يجب أن تقبل، والحمد لله حققنا إنجازات كثيرة للكرة المصرية.

■ كيف يمكنك أن تتعاون مع مدربى الدورى؟

– الجميع زملائى، وعدد كبير منهم هنأنى على المنصب، وكما قلت حلمى طولان ومحمد يوسف أول من هنآنى بتولى المسئولية، وهناك أيضاً طلعت يوسف وطارق يحيى وعلاء عبدالعال وعدد كبير من المدربين. وفى عام 2011 كنت مرشحاً لتولى المسئولية، وخرج حسام البدرى على إحدى القنوات الفضائية ليؤكد أن شوقى غريب هو الأحق بالمسئولية رغم أنه أحد أكبر المدربين فى مصر، ومن المرشحين للمنصب، الحمد لله هناك تعاون مع كافة المدربين وجميعهم زملاء أعزاء.

■ ننتقل إلى نقطة أخرى، ما أسباب فشل المنتخب الوطنى فى التأهل للمونديال؟

– لأسباب كثيرة، كانت هناك بعض الأخطاء خلال هذه المرحلة، أنا أرى أن عملية الإحلال والتبديل تمت ببطء ولم تكن على المستوى المطلوب، لأنك طوال عامين لم تفرز سوى لاعبيْن فقط هما محمد صلاح ومحمد الننى، لكن دعنا لا نقسُ على «برادلى» وجهازه، لأنهم قدموا مباريات جيدة، لكنهم فى النهاية لم يحققوا الهدف المطلوب سواء بالتأهل لأمم أفريقيا أو المونديال.

■ هل يعود السبب فى ذلك إلى الأزمات التى واجهت الجهاز وفى مقدمتها توقف النشاط؟

– لا يوجد شىء اسمه توقف النشاط، دعنا نكن صرحاء، قوام المنتخب من الأهلى والزمالك وبعض اللاعبين المحترفين، وكل هؤلاء لم يتوقف النشاط بالنسبة لهم؛ الأهلى خاض بطولة أفريقيا للنهائى مرتين، بجانب كأس العالم للأندية، والزمالك خاض دورى المجموعتين مرتين، والمحترفون يشاركون مع أنديتهم، بجانب أن الدورى لعب الموسم الماضى منه 15 مباراة، بجانب أن المنتخب خاض جميع المباريات الودية المدرجة فى الأجندة الدولية، أين توقف النشاط؟ إنها أكذوبة.

■ لكن كانت هناك ظروف أخرى مثل إلغاء المباريات الودية؟

– لم تلغَ أى مباراة ودية فى الأجندة الدولية لـ«فيفا»، كل المباريات التى أثير حولها لغط كانت خارج الأجندة الدولية.

■ هل ترى أن اتحاد الكرة دعم «برادلى» بالشكل الكافى؟

– بكل تأكيد، الاتحاد لم يقصر مع الجهاز الفنى الماضى على الإطلاق، وحاول أن يحقق له كل شىء فى حدود الظروف الصعبة التى تمر بها البلاد.

■ كيف ستتعامل مع هذه الأوضاع؟

– هناك شقان؛ الأول هو مباريات الأجندة الدولية، وهذه لا توجد فيها أى أزمة، الثانى هو المباريات التى من الممكن أن أطلبها بسبب توقف الدورى أو أى ظرف آخر، وهنا يكمن الحل، هل الأفضل أن آتى بفريق غير مصنف مثل سوازيلاند وأوغندا، أو بفريق كبير له اسمه ولكن بدون قوامه الأساسى المحترف فى أوروبا، أم أواجه فريقاً عربياً بكامل نجومه وعلى أرضه، وأقوم بتوفير ضيافة نفقات الفرق على أرضى؟ وقتها سيكون الاختيار الأمثل.

■ كيف ترى الفترة المقبلة؟

– بالتأكيد صعبة للغاية، خصوصاً أن الجهاز الفنى السابق استخدم 107 لاعبين فى عامين فقط، وهو ما جعل الفريق بلا قوام أساسى، على العكس فى الفترة من 2006 وحتى 2010، كان قوام المنتخب 42 لاعباً فقط، وهو ما يعنى أن هناك عملية إحلال وتجديد فى الفريق فى حدود، لأن هناك ما لا يقل عن 16 لاعباً أساسياً فى البطولات الثلاث، بجانب نقطة مهمة للغاية، وهى كما قلت لك أن هناك 107 لاعبين، ولا تجد لاعبين أساسيين بجانب المجموعة القديمة سوى الثنائى محمد صلاح ومحمد الننى، ومحمد نجيب على استحياء.

■ هل أخطأ «برادلى» فى استبعاد «الحضرى» و«أحمد حسن»؟

– لا يمكننى الحكم على هذا الموضوع، «برادلى» «حر» فى اختياراته.

■ معنى ذلك أنك تقبل التدخل فى اختصاصاتك؟

– مستحيل، أنا من مدرسة «الجوهرى»، ولا يمكن لأى شخص أن يتدخل فى اختياراتى، أنا أحب أن أمسك بكل شىء وأن أكون الرجل المسئول، دون إقصاء المساعدين، وهو ما تعلمته من كابتن «الجوهرى» الذى كان متعاوناً مع كل مساعديه، ولكنه فى نفس الوقت كان صاحب القرار الأول والأخير، بجانب أنه كان المسئول عن كافة الظروف المالية والإدارية وكل شىء، وهو ما تعلمته منه ومن الراحل الدكتور محمد على، فهما أستاذان كبيران.

■ لو حدث وحاول أحد التدخل فى قراراتك، كيف سترد؟

– صدقنى لن يحدث، شوقى غريب ليس من هذا النوع، وسأقص لك واقعة فى مونديال الشباب 2001، اتصل بى اللواء الدهشورى حرب، رئيس اتحاد الكرة وقتها، عقب مباراة الأرجنتين، وطلب منى عدم الدفع بمحمد صبحى وعدد من اللاعبين، ولكننى خضت المباراة الثانية بنفس التشكيل والخطة وفزنا، بل وصعدنا وحققنا ميدالية، وقال لى بعدها اللواء حرب: «لو كنت سمعت كلامى ماكنتش هتبقى مدرب». لا يمكن لأى شخص مهما كان أن يتدخل فى عملى، والمدرب الذى يقبل هذا «يبقى عايز ياكل عيش»، وأنا لست من هذا النوع، أنا مدرب بطولات، وانتظروا هذا مع المنتخب بإذن الله.

■ كيف ستتعامل مع اعتزال بعض اللاعبين؟

– لا توجد أى اعتزالات حتى الآن، الوحيد الذى اعتزل هو محمد بركات، والباقى تحت أمر المنتخب فى أى وقت، كل من له «كارنيه» فى اتحاد الكرة تحت أمر المنتخب، هذا أمر مفروغ منه.

■ و«أبوتريكة» ووائل جمعة؟

– كل ما صدر عن اعتزالهما تسريبات، وكلام فقط، وهما لم يقولا شيئاً رسمياً، ولكننى سأجلس معهما لمعرفة القرار النهائى وأسبابه، وحتى يحدث هذا فهما تحت أمر البلد.

 

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى