الأخبار

سجّاد السيسي الأحمر يحطِّم نظرية “مفيش” ويستفزُّ أنصاره

124

لم يتولّ مسئول في تاريخ مصر التصريح بضرورة التقشف كما تولاه عبدالفتاح السيسي، فكم وجّه للشعب عند الكوارث والأزمات التي تضاعفت في عهده عشرات المرات نداءه بالجوع لأجل بناء البلاد. وهو صاحب التصريح الشهير “أجيب لكم منين؟ مفيش.. حتاكلوا مصر يعني؟!”.

حملة التقشف ومصطلحاتها التي صدّرها السيسي للشعب المصري الفقير أثناء دعاياه للترشح للرئاسة وبعد توليه لها، لم يوجهها لنفسه ولا لعساكره. فبالرّغم من حالة البلاد المترديّة اقتصاديا والتي وصفها صاحب بيان 3 يوليو بـ”مفيش”، لم تمنعه من مضاعفة رواتب عساكر الجيش والشرطة، ولا من إنفاق 30 مليون دولار في افتتاح التوسعة التي قام بها والتي أطلق عليها “قناة السويس الجديدة”، وآخر مظاهر بذخ السيسي التي عادةً ما تصاحب مواكبه، كانت أثناء افتتاحه لعدد من المشروعات السكنية بالسادس من أكتوبر أمس السبت.

فبالصوت والصورة نقلت كاميرات التلفزيون، التي غطت افتتاح السيسي لعدد من المشروعات السكنية في مدينة السادس من أكتوبر بمحافظة الجيزة، آخر مشاهد بذخ وترف الرجل ومن معه، حيث تم تغطية الشوارع والطرقات التي سار فيها موكب السيسي بالسجاد الأحمر غالي الثمن لمسافات طويلة، لتسير فوقها سيارته والعشرات من سيارات موكبه.

السيسي يعظ

وبرغم غرابة المشهد الذي لم يسبقه للسيسي ملك أو أمير أو سلطان، إلا أنه وخلال كلمته في الاحتفالية، دعا إلى مصارحة الشعب بما تواجهه البلاد من تحديات، وتوضيح الصعوبات التي تواجه الحكومة لتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين.

وأكد السيسي أن الدولة المصرية لا يمكنها الاستمرار في تقديم الخدمات والسلع المدعومة بالطريقة ذاتها التي تقدمها حاليا، مشدٍّدًا على أنّ الإمكانيات المالية للحكومة وموارد الدولة أصبحت محدودة للغاية.

وركّز السيسي على تكلفة مياه الشرب التي تقدمها الحكومة للمواطنين، مشيرًا إلى أن الحكومة تبيع المياه للمواطنين بسعر يقل عن ربع تكلفتها، وأن الحكومة لن نتمكن من الاستمرار بهذه الطريقة أكثر من ذلك”.

وطالب الرجل المواطنين بترشيد الاستهلاك من المياه والكهرباء، بدلًا من الشكوى المستمرة من ارتفاع أسعارها، قائلًا: “بدل ما تقول الحكومة رفعت أسعار المياه والكهرباء، رشّد استهلاكك الأول”!

الأنصار مستفزون

ويبدو أن مشاهد البذخ المبالغ فيها أخرجت مؤيديه عن صمتهم، حيث استنكر المهندس ممدوح حمزة، فرش سجّاد المراسم الأحمر لتسير فوقه سيارات الرئاسة والوزراء بمدينة السادس من اكتوبر.

فقال “حمزة” فى تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر “: “سجّادةٌ حمراءٌ للشخصيات نعم.. إنّما سجّادة حمراء للسيارات لم يفعلها الملك فاروق أو أي ملك آخر!”.

وفي ذات السياق قال الإعلامي يوسف الحسيني، إن مشهد استقبال السيسي أثناء افتتاح المشروعات التي نفذتها القوات المسلحة بمدينة 6 أكتوبر كان مستفزًّا للغاية.

وأضاف الحسيني، مساء  أمس السبت، في برنامجه “السادة المحترمون” على قناة “أون تي في”: “مشهد السجاد الأحمر الذي انتشر بكثافة في شوارع مشروع الإسكان الاجتماعي مستفزٌّ، ده سلطان بروناي لم يفرشو له كل هذه الكميات الهائلة من السجاد” وتساءل الحسيني: “لماذا تغطّى الطرقات بالسجاد الفاخر لتسير عليها سيارة السيسي؟ ألم يكن كافيًا أن يُفرش السجاد على بضعة مترات فوق الممر الذي سار عليه السيسي فقط؟”.

وانتقد الإعلاميُّ المؤيد للسيسي، إنفاق هذه المبالغ الطائلة على تجهيزات حفل استقبال السيسي، في وقت لا يجد فيه ملايين الفقراء ما يسد رمقهم، متسائلا: “ألم يكن من الأفضل شراء أغطية وملابس للفقراء الذين يعانون من البرودة في هذا الجو القارس بدلا من تغطية الشوارع بالسجاد لتسير عليه السيارات الرئاسية؟”

وتبقى أصل الحكاية في أنّ مصاحبة البذخ والبهرجة لكلّ افتتاحات السيسي ومواكبه للعديد من المشروعات والمؤتمرات التي يفتتحها ويعقدها تحطم نظرية “مفيش” التي يصدرها للشعب الفقير؛ بينما ينأى بها عن جميع رجاله في الدولة والجيش والشرطة.

لالا

الاخباريه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى